أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - صدام الصغير شيوعيا !














المزيد.....

صدام الصغير شيوعيا !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 13:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أطلق أهل اليمن الميامين شهرة صدام الصغير على رئيسهم مدى الحياة ، علي عبد الله صالح ، وذلك لسببين اثنين : الأول هو أنه نهج علي نهج صدام في القمع الداخلي ، والاستبداد بالسلطة ، وتفضيل العشيرة على الشعب ، وبناء حزبه الحاكم على أساس قبلي مستبد ، ولكن اليمنيين اضافوا كلمة صغير الى صدام ، ذلك لان عليا لم يرقَِ الى العنتريات التي كان صدام قد ارتقى اليها ، وقد كانت هزيمته في جزيرة حنيش فيما بعد مصداقا لما اختاروا له من شهرة .
واليوم جاء صدام الصغير يحمل مبادرة تحلّ للعراقيين مشاكلهم ، وتقضي على أزماتهم، وتزيل الاحتلال عن أرضهم ، جاء يحمل هذه المبادرة الى مؤتمر القمة المزمع عقده بمشيئة أمريكا ، كي يعرضها على اعضاء المؤتمر ، وذلك بعد أن وجد الاخ علي تطابقا تاما بين خطته وخطة فلاديمير بوتين في زيارته الاخيرة لروسيا ، وبعد أن عرضها كذلك على الجار الأكبر ، المملكة العربية السعودية ، والتي تقبلت ، على حد تعبير وزير خارجية علي ، ابو بكر عبد الله القربي ، مبدئين من مبادىء تلك المبادرة الحصيفة التي سيحملها معه الاخ الرئيس الى فرنسا ليكحل بها أعين جاك شيراك ، وعيون قصر الاليزيه .
المبدآن اللذان راقا للجار الأكبر هما : الاول : توفير ضمانات دولية لوحدة الأراضي العراقية ، والثاني : رفض قيام أحزاب عراقية على أسس دينية وعرقية !
والذي يلاحظ من خلال هذين المبدئين الفنتازيين هو أن الاخ علي وأخاه الاكبر يتحدثان بلسان اخيهما المذلول صدام حسين ، والذي كثير ما كان يردد هو واعلامه من أنه يرفض قيام احزاب عراقية على اسس دينية او عرقية ، وإذا كان صدام يتحدث بذلك على أنه مواطن عراقي ، فكيف اباح صدام الصغير لنفسه ، وبوقاحة ، أن يتحدث عن شأن يهم الشعب العراقي ، ولن يهم سواه ؟ بل كيف بلغت الوقاحة بشخص لم يقوَ على استرجاع جزيرة صغيرة أحتلت منه ، وهو صاغر ، جبان ، أن يتطاول على شعب عريق يبلغ تعداده خمسة وعشرين مليونا من البشر ، ويريد أن يؤسس له هو احزابا على منهج لا يعرفه هو نفسه ؟
واذا كان لي أن اسأل من سؤال فهو : أما سال صدام الصغير نفسه على أي اساس قام حزبه الشعبي جدا ؟ ألم يقم على اساس من القبلية ؟ أم أنه قام على اسس من الماركسية – اللينينية التي تعبر مبدئيا حدود القبلية والقومية وحدود الدين الى الهوية ألأممية ؟ هل قام حزبه على اساس التنظيم الاجتماعي للعمل في النظم الراسمالية ؟ ذلك النظام الذي تجاوز مفاهيم القبلية والقومية ، وتعدى حدود الدين الى العلمانية التي فتحت النهضة الصناعية ، والتطور العلمي من خلالها مجالا آخر أمام انسانها الذي نظم نفسه في نقابات، وجمعيات ، واحزاب جديدة ، وعلى اساس من بناء سياسي ، جديد في علاقات الانتاج ، قائم على بناء اقتصادي ، تحتي ، طبيعته الملكية الخاصة لوسيلة الانتاج ، وبعيدا عما نشاهده في بلدان الشرق المتخلف ، والذي لم تتوفر له عوامل تطور اقتصادي تهد بناءه السياسي القديم ، ولهذا ظل تشكيل الحكومات فيه يقوم على اسس قومية أو دينية، وها هو النظام السعودي ، الجار الاكبر للاخ الرئيس ، يقوم على اسس قبلية ، ونزعة طائفية متمثلة بالمذهب الوهابي ، فهل ينكر صدام الصغير هذا ؟ واذا كان ينكر ذلك فما عليه الا أن يراجع تاريخ قيام دولة آل سعود ، وكيف انهم اختزلوا دولة بكاملها ، وحصروها باسرتهم سياسيا ، وباسرة آل الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) طائفيا ، أما العرب الاخرون ، واما الطوائف الاخرى في بلاد الحجاز ، فلا نصيب لهم ولها في الحكم والدولة ، فهل يخجل الرئيس علي عبد الله صالح بعد هذا من طرح مبادرته تلك ؟
حسنا ، وإذا كان لا يخجل فهل سأل صدام الصغير نفسه قبل أن يدور بمبادرته تلك بين الدول كرجل جلّ عنه رجل غجري السؤال التالي : علي أي من الاسس قام حزب البعث ، حزب مثاله الاعلى ، صدام ؟ ألم يقم على اسس عرقية يا مهزوم جزيرة حنيش ! وكيف تريدون من بلد مثل العراق لا تنهض به احزاب على اسس طائفية وقومية ، وهو لم يبلغ في تطوره الاقتصادي ما بلغته الدول الصناعية المعروفة ، والتي لا زالت تقوم فيها الاحزاب على اساس ديني وقومي ، فهتلر صعد على صهوة الدم الآري ، وحرق العالم ، وموسليني غنى له شوفونيو روما في اعراس الدم ، وها هي أمامك يا سيادة الرئيس ! تتكدس الاحزاب الأوربية المسيحية باسم الله والدين ، فعلام تريد ، وان كنت غير قادر قلامة ظفر ، أن تمنع العراقيين من بناء احزابهم على اساس عرقي أو ديني بعد ذلك ؟ فللعراقيين كل الحق في تشكيل أحزاب ، وعل أية شاكلة كانت ، شريطة أن تلتزم تلك الاحزاب بتداول السلطة ولعبة الديمقراطية ، اليس الحق فيما اقول يا صدام العرب الصغير ! ؟ أم أنكم جبلتم على حب المنع والقمع ؟ أتدري ماذا تعني بمنعك العراقيين من تشكيل احزابهم على اسس قومية أو دينية ؟ تعني أن يُذبح الشيعة مثلما ذبح صدام الصدر، أن ُيذبح السنة ، مثلما ذبح صدام الشيخ عبد العزيز البدري ، لانهما شكلا حزبين على اساسي ديني ، طائفي ، أن يُذبح الأكراد لانهم شكلوا أحزابا على أساس قومي ، كردي ، وأن يُذبح التركمان وكلداشور كذلك ، لانهما شكلا احزابا على اساس عرقي ، فقل لي – أيها العبقري – هل أنك لا تعرف الشعب العراقي ؟ أم أنك نزعت جلدك القبلي بين ليلة وضحاها ، واصبحت شيوعيا ! الكل لا يصدقك ، والخير كل الخير أن تظل انت ، ومن على شاكلتك بعيدا عن العراق والعراقيين ، فصدام قد مضى زمنه ، وإذا كنت لم تصدق فسل الامريكان الذين يسبحون في ميناء عدن ، وباب المندب !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: إسرائيل أول دولة تتفاوض مع ترامب بشأن الرسوم ا ...
- ترامب يفكك أجهزة الحكومة: العاصفة تهز مركز الأرصاد الجوية
- الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نوو ...
- حرائق الغابات تستعر في جميع أنحاء نيبال وتهدد القرى والبنى ا ...
- غزة: غارات إسرائيلية جديدة تقتل العشرات بينهم إعلامي وحصيلة ...
- حكومة الوحدة الوطنية تعفي الليبيين في تونس من الغرامات وتصدر ...
- المفوضية الأوروبية تفضل الحوار مع واشنطن لحل رسوم ترامب الجم ...
- ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة.. صفيحة أرضية قديمة تبتلع أجزاء من ...
- الداخلية السورية تكشف ملابسات هروب 6 نزلاء من سجن السلمية في ...
- العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 9 أنهار أوروبية كبرى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - صدام الصغير شيوعيا !