جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق مسيحيي العراق

هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

لم تمض فترة طويلة على الجرائم البشعة التي ارتبكت بحق المواطنات والمواطنين المسيحيين من بنات وأبناء الموصل حيث راح ضحيتها 15 شهيداً, حتى ارتكبت جريمة بشعة أخرى في كركوك حيث قتل ثلاثة مسيحيين رمياً بالرصاص في داخل بيوتهم. إنها جريمة إعدام حاقدة ارتكبها مجرمون متعطشون للدم ، مليئون بالحقد والكراهية واللؤم.
إننا إذ ندين هذه الجريمة النكراء ونقدم التعازي الحارة إلى ذوى الضحايا, نذَكر من جديد الحكومة العراقية بضرورة إداء واجبها بحماية المجتمع العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه وفئاته الاجتماعية والدينية والسياسية ونطالبها بتقصي الحقائق ومطاردة المجرمين وتقديمهم للعدالة لتقتص منهم ولما أقترفته أياديهم الملوثة بدماء شهداء العراق.
بدأ الإرهابيون عملياتهم الإجرامية من جديد وبكثافة شديدة وبأساليب مختلفة, سواء أكان عبر العمليات الانتحارية أم بزرع القنابل الموقوتة أو الموجهة أم بالاغتيالات على الطريقة البشعة التي تمت في كركوك يوم 27/4/2009.
إن قوى الظلام والإرهاب التي هددت قبل فترة وجيزة بزيادة عملياتها الإجرامية ضد أبناء وبنات الشعب الكلداني الآشوري السرياني, ضد مسيحيوا العراق, هذا التهديد بدأ بالتنفيذ الفعلي بهذه الجريمة الجديدة التي وقعت على أرض كركوك وفي عز النهار رغماً عن أنف السلطات الأمنية والحكومية.
إن هذه الجريمة البشعة, كسابقاتها, تهدف إلى تحقيق غاية أساسية هي دفع المسيحيين وكذا الصابئة المندائيين وبقية الطوائف العراقية المكونة للطيف العراقي المتميز إلى الهجرة القسرية من العراق والسعي لإخلاء العراق من جميع من هم ليسوا على شاكلة معتقدات الإرهابيين, وهي قضية غالباً ما حذرنا منها ونبهنا إليها, ولكنها لم تؤخذ حتى الآن على محمل الجد الكافي, وبالتالي سنخسر الكثير من الضحايا وسيخسر العراق مسيحييه وستفتح أوروبا ابوابها لهم مشاركة في أخلاء العراق منهم لأن الإرهابيين يريدون إقناعهم بأن الحكومة وقواتها غير قادرة على تأمين الحماية لهم ولا مكان لهم في دولة إسلامية متخلفة عن ركب الحضارة والمدنية الحديثة.
لن تنفع نداءات الصبر وتحمل الضيم والقهر والقتل, لأنها لا تجلب الحياة لمن يتهدده الموت, بل يمكن أن يكون القتل على ايدي هؤلاء المجرمين نصيب من يتحمل ويصبر على الضيم. إن من واجبنا أن نشدد الضغط على الحكومة والقوات الحكومية لتأمين الحماية الضرورية والفعلية للمواطنين من أتباع الديانات الأخرى الذين يتعرضون للقتل والتشريد والتهجير القسري.
إننا إذ نؤكد أدانتنا لكل الجرائم البشعة, ونحتج على ضعف الحماية المقدمة للمواطنات والمواطنين, نطالب في الوقت نفسه إلى زيادة الحماية. لم يكن قائد شرطة كركوك, ولا بقية المسئولين, موفقين في تصريحاتهم الساذجة والدعائية القائلة بأن الإرهابيين لم يعودوا قادرين على مهاجمة قوات الشرطة والأمن لأنها أصبحت قوية, فبدأوا بمهاجمة المواطنين, وكأن مهمة قوات الشرطة والأمن هي حماية نفسها فقط وليس حماية الناس في مناطق عملهم وسكناهم.
إننا نطالب جميع الأحزاب السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمؤسسات الدينية, التي يفترض فيها أن تحترم جميع الأديان والمذاهب وتحترم أتباعها, ان ترفع صوت الإدانة والاحتجاج وتشاطرنا الرأي في مطالبة الحكومة بالعمل الجاد والدؤوب لوضع حدٍ لمثل هذه الجرائم البشعة ضد الإنسان العراقي.
هيأتنا تهيب مرة أخرى بالحكومة وأجهزة الدولة في أن تكشف وتعلن عن مرتكبي الجرائم السابقة والعقوبات التي أنزلت بحقهم, إن كان قد تم ذلك, وأن تقدم الحماية اللازمة لأتباع الديانات والمذاهب والمعتقدات الدينية والسياسية في العراق لحمايتهم من عدوانية قوى الإرهاب وحقدهم وكراهيتهم للإنسان ورفض الآخر والسعي لاستئصاله. إنها مهمة المجتمع أيضاً في أن يدافع عن المواطنات والمواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية أو القومية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية والسياسية, وندعو إلى تحرك جماهيري منظم وهادف للجم هذه العدوانية والضغط على الحكومة لزيادة نشاطها في مواجهة قوى الإرهاب.
الأمانة العامة
هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق

#هيئة_الدفاع_عن_اتباع_الديانات_والمذاهب_في_العراق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات