أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني















المزيد.....

مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني


محمد مقصيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ما فائدة الذهاب إلى صناديق الإقتراع , أو بعبارة أخرى هل التصويت في الشروط السياسية الراهنة بإمكانه أن يغير شيئا ؟ الجواب بطبيعة الحال : إن مفاهيم العبث السياسي واللامسؤولية واللاأخلاق والنصب والإحتيال الذي يمارسه النظام المغربي بشراكة مع الأحزاب السياسية لعقود طويلة سوف يكون من السذاجة والغباء أن نأمل تغييرها عن طريق المشاركة الشعبية في الإنتخابات . بل إن ذهاب المواطنين للتصويت يكرس شرعية الفساد السياسي ويغذيه بأرواح جديدة لمص دماء الشعب . وما دام النظام القائم لا يزال يمارس تمييع العمل السياسي على الأرض رغم الشعارات التي يحملها للتسويق الخارجي فإننا سندعو دائما لمقاطعة الإنتخابات .

أولا , يستلزم توضيح بعض الأمور , إن مقاطعة الإنتخابات شيء والعزوف السياسي شيء آخر . إذ أن الأحزاب السياسية والمنظمات ذات الطبيعة السياسية تدعو هي أيضا أحيانا للمقاطعة . وبالتالي , لا يمكن إعتبار هذه الأحزاب السياسية غير معنية بالسياسة أو أنها تمارس العزوف السياسي . بل إن مقاطعتها للإنتخابات هي سلوك سياسي محض . لذلك , فالنظام للتمويه يستعمل دائما مفهوم العزوف السياسي في الإنتخابات لتغطية المواقف السياسية الحقيقية التي تفضح النظام وتعريه أمام الرأي العام الوطني والدولي . إننا , إذ ندعو إلى مقاطعة الإنتخابات , ليس لأننا نتبنى العدمية أو نشجع العزوف السياسي أو أننا نتقاعص عن أداء الواجب ونحن من سوف يسمح بمرور لصوص المال العام والمرتزقة إلى الكراسي . الحال , هو أننا إن ذهبنا أو لم نذهب سيصل أولئك اللصوص إلى كراسيهم كالعادة , بل ستكون مشاركتنا هدية كبرى لهم وللنظام .

يقول البعض أننا علينا الإلتحاق بصناديق الإقتراع حتى نسد الطريق على هندسة النظام الفاسد . هذا كلام فارغ وبلا معنى . فالمال الحرام والنفوذ يلعبان دورا حاسما في تحديد المنتخبين . ومن يتغنى بالعهد الجديد ربما نسي الإنتخابات التشريعية الفائتة قبل قليل وهي تؤكد أقوالنا . ماذا تغير إذن منذ الإنتخابات التشريعية إلى الآن ونحن على أبواب الإنتخابات الجماعية حتى نذهب إلى التصويت ؟ أليس جاء على رأس الحكومة عباس الفاسي صاحب فضيحة النجاة والمنتسب إلى الأوليغارشية التي تحدد مسار المغاربة ؟؟؟ نعم , لقد جاءت به الإنتخابات الشعبية كما سوف تقولون . إنها الإنتخابات نفسها ما نذهب إليه . هل تريدون إقناعنا أننا لو نذهب للتصويت ستتغير المعادلة ؟؟؟ هذه الحكومة الفاشلة كسابقاتها لا يمكن أن تتحمل لوحدها أزمة الفشل لأننا كنا نعرف أنها سوف تفشل قبل أن تبدأ . فهي حكومة عائلية وضعيفة ومفروضة على الشعب المغربي . إن الملك يتحمل مسؤولية فشلها لأنها اختياره أولا وأخيرا . وعباس الفاسي هو اختيار الملك . بالإضافة إلى صلاحيات الملك الواسعة التي تجعل من الحكومة مجرد كراكيز يستعملون كمصاصة أطفال للشعب المغربي وللظهور أمام الكاميرات , بينما يبقى الفاعل الأوحد هو الملك .

حتى أبقى مرتبطا بالإنتخابات الجماعية , فسلطة الجماعات لا تزال تخضع للوصاية ولتعليمات العامل والوالي . إذ أنها لا تزال قاصرة عن إدارة الشأن العام , فيما معناه أن الإرادة الشعبية لا تزال قاصرة ولم تنضج بعد . فإذا كانت الدولة تعتبر إرادة الشعب قاصرة , فلماذا سوف نذهب أصلا للإنتخابات ونحن في نظرها كأطفال لم نصل سن الرشد بعد ؟؟ هل للضحك على ذقوننا أم للضحك على العالم ؟؟؟

إذا كانت القرارات المهمة سوف تؤخد من طرف العامل والوالي , فلماذا تأسيس الجماعات ؟ سيقول البعض بسذاجة , للحيلولة ضد التسيير العشوائي والسيطرة على المال العام لعدم تبديده . وسوف نجيبهم أن النظام لو أراد الحيلولة فعلا ضد سرقة المال العام لكان أكثر صرامة في ذلك , ولوضع ترسانة قانونية وآليات ومساطر قضائية يسهل معها ضبط اللصوصية وتفقير الشعب المغربي , وذلك كنه ما نصبو إليه . إذ من المعروف عند القاصي والداني الإختلالات المرعبة في تسيير الجماعات . فكيف النظام الذي يملك عيونه على المواطنين في كل مكان ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها يريد أن يوهمنا أنه لا يعرف بأمور السرقة لأموال الشعب وأنه بريء منهم براءة إخوة يوسف .

إن النظام يريد أن يستمر الفساد السياسي بسكوته عن هؤلاء , وإن كان يقدم بين الفينة والأخرى أحد الأشخاص المنتخبين للمحاكمة بتهمة الفساد السياسي فإننا نقول له بكل وضوح : إن غالبية المسيرين الجماعيين فاسدون وأنتم تعرفون ذلك جيدا . أما تلك المسرحيات فإننا لن نبلعها .

لماذا تتركون هؤلاء اللصوص بلا ملاحقة , بل تمنحونهم الدعم الكامل الذي يصل إلى أوسمة ومراتب عليا كمكافآت على فسادهم بما فيها منصب الوزير الأول .

إننا نقولها للنظام بصوت عال : عندما تريدون فعلا الإصلاح السياسي , الأمر يحتاج إلى أفعال , وليس إلى أقوال وشعارات فقط . عندما تضمنون فعلا حملة إنتخابية بلا شراء أصوات بحيادكم السلبي وغضكم الطرف عن الفاسدين وهو ما يعني دعمكم المباشر لهم , أنذاك بإمكاننا تغيير موقفنا اتجاه إنتخابات معروفة نتائجها مسبقا . ولو كنتم فعلا تريدون حملة نظيفة , فعيون مخابراتكم في كل مكان ولا تحتاجون لتصريحات وبلاغات المواطنين التي تضربونها عرض الحائط , ولا تمسحوا ذلك في رجال الأمن العاديين بكونهم هم الذين لا يقومون بواجبهم , لأنكم فعلا , أنتم من يريد حملة فاسدة . كما أن الإصلاح في مجتمع لا يزال يرزح تحت الفقر والأمية متسخ بالنهب واللاعدالة كما تعرفون لا يمكن إستحالة أن يكون من طرف الشعب وحده عبر صناديق الإقتراع . ثم إن أردتم فعلا الإصلاح السياسي فيجب إصلاح المنظومة السياسية برمتها وليس إحدى عجلاتها . إننا نطالب أولا بتغيير الدستور بشكل يضمن الحرية والعدالة والديموقراطية , وبتحديد المسؤوليات بشكل دقيق وقانوني حتى لا يكون خصومنا السياسيون أشباحا فقط , ونكون على علم وبينة من سوف سنحاسب .

إن فشل الحكومة والمؤسسات السياسية لا ينبغي النظر إليه بشكل سطحي , بل يلزم الأمر وضع الأصبع على مكان الخلل بالضبط حتى يمكن إصلاحه , أما الشعارات , فقد أصابتنا التخمة منها . فالملك كما له حقوق على الشعب المغربي , عليه واجبات اتجاهه . ومن المنطقي أن يسائل الشعب ملكه كأولى بديهيات الإرادة الشعبية وأن يقول له بوضوح أن ثمة قرارات اتخدها الملك بشكل مباشر أو غير مباشر ليست في مصلحة الشعب وتكرس الوضع السياسي الفاسد . بل في ظل الدستور الحالي والترسانة القانونية الموجودة , تكون كل الأخطاء ضد الشعب وكل الواقع المأزوم يعود بشكل مباشر إلى الملك بحكم صلاحياته . لذلك , فمحاولة تغطية الشمس بالغربال لن يزيد الوضع إلا سوءا . وإن كان مثلا يريد الملك أن يقول أن اختيار الوزير الأول عباس الفاسي كان من الحزب الفائز, فينبغي أن يكون ذلك مثبتا في الدستور وليس بشكل عابر , أما والحال أنه غير منصوص عليه في الدستور , فعباس الفاسي يبقى قرارا ملكيا خاطئا ضد الشعب المغربي يتناقض مع الشعارات المرفوعة . لذلك , فنحن نصر على إصلاح سياسي شمولي يكفل للمواطنين حقوقهم ويكرس العدالة والديموقراطية , أما ذهابنا للإنتخابات في الوقت الراهن فيشبه رش الماء على الرمل .

أما أصدقائنا في النضال الديموقراطي والذين يرون بإمكانية تغيير ما يمكن تغييره عن طرق الذهاب إلى الإنتخابات , فربما هم يحلمون أكثر من اللازم ومتفائلون بطرقة جنونية , والتاريخ بيننا . فالإنتخابات المقبلة سوف تحافظ على نفس المشهد السياسي الفاسد , بل ستكرس فساده بدخول المخزن للعبة السياسية عن طريق حزب النظام الجديد . ونكرر لهم ما فائدة أن تكرسوا فساد النظام وتمنحونه شرعية شعبية ؟؟ على الأقل , ينبغي على النخب السياسية الواعية أن لا تشارك في المهزلة . سيقول البعض , ولكن , بعدم ذهابنا للإنتخابات لن يعطينا النظام شيئا . أجيبهم , إننا , ندعو للنضال الجماهيري والضغط من داخل المجتمع المدني وبكل الوسائل والآليات القانونية والسياسية لفضح الفساد وتحقيق العدالة والحرية .

إننا بدعوتنا لمقاطعة الإنتخابات , فإننا ندعو إلى موقف سياسي واضح , ونعتبر المقاطعة وسيلة من وسائل المقاومة السياسية ضدا للعبث القائم وتحقير الإرادة الشعبية في إطار مسيرة نضالية شمولية . وذلك , لأنه سواء ذهبنا أو لم نذهب لصناديق الإقتراع , فدار المغرب باقية على حالها . وكان بالأحرى على الداعين للتصويت في الإنتخابات أن يدعوا المغاربة للنضال السياسي والدفاع عن حقوقهم وتعرية وفضح المفسدين . والجلوس قليلا للتفكير في أشكال جديدة للمواجهة وإدارة الصراع ضد النظام القمعي . فالصراع ضد الفساد الذي يريد المخزن اختزاله في ذهاب الشعب للتصويت هي أكذوبة . طريق النضال طويل من أجل مغرب حر وديموقراطي .
أرجو أن لا تنطلي حيلة المخزن على المغاربة مرة أخرى . لأن الشعب المغربي يلسع كل مرة من نفس الجحر منذ ما قبل الإستقلال . ولنكن واعين بالهدية التي سنقدمها لأولئك الذين ينهبون خيرات المغرب ويقتسمونها فيما بينهم بذهابنا لصناديق الإقتراح . وليسجل التاريخ ومحاضر مكاتب التصويت أن هؤلاء اللصوص لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمثلون الشعب المغربي . ولتكن رسالتنا إلى النظام لا غبار عليها , وأن زمن الضحك على الشعب المغربي واستغفاله فد اختلف . فإما ممارسة الديموقراطية بشكلها الصحيح أو فلتعلنوها ديكتاتورية خالصة ولتعينوا رؤساء الجماعات والمنتخبين من الرباط ما دام لن يذهب المغاربة للتصويت عليهم .

وليتذكر كل من يريد الذهاب للتصويت معاناة حسن برهون وشكيب الخياري وزهرة بوذكور وطلبة مراكش ومعتقلي سيدي افني ومعتقلي القضية الأمازيغية والكثير من الشرفاء الأحرار المغاربة الذين يقبعون وراء السجون المغربية لأنهم أرادوا فضح الفساد والدفاع عن حقوق المغاربة في العدالة والإنسانية .

فإكراما لكل هؤلاء أقول للشعب المغربي : مقاطعة الإنتخابات واجب وطني .





#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البخاري بابا والأربعون إرهابي
- نداء للشباب المغربي لدعم منظمتهم العتيدة منظمة الشبيبة المغر ...
- التراجعات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب
- الإضطهاد الديني في المغرب
- أوهام الإسلام السياسي
- حوار مع الفضلاء اللاديمقراطيين
- الحالمون بنظام طالبان في المغرب
- المثليون الجنسيون والشواذ السياسيون في المغرب
- لماذا نرفض إمارة المؤمنين
- هزيمة الدونكيشوت الصهيوني وفضيحة السانشوبانسا
- ما بعد الداروينية
- تكريم الإسلامويين للمرأة بالجلد والإغتصاب وأشياء أخرى
- المرأة بين مطرقة الإسلام وسندان التاريخ- 2-
- المرأة بين مطرقة الإسلام وسندان التاريخ
- الإعلان المغربي لحقوق الإنسان والحكام
- في مديح الفقر:محمد السادس ملك الفقراء فضيحة أم فضيلة؟
- المغرب الكافكوي أو مستوطنة العقاب
- خرافة الإصلاح السياسي بالمغرب
- لماذا لا نستعمل الباب : ملاحظات حول الدستور المغربي الذي يكر ...
- حقوق الملك وواجباته


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني