أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:11
المحور:
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
عندما إرتفعت أسعار السلع الغذائية في 2008 ، لم تفرق في آثارها بين أحد من المستهلكين ، و بخاصة ممن يعملون ليؤمنوا يومهم و مستقبلهم .
و عندما ضربت الأزمة الإقتصادية الحالية ضربتها ، على المستوى العالمي ، فإنها أيضا لم تفرق بين ضحاياها ، لقد ضربت ضربتها ، فوقع من وقع ، و يترنح من يترنح ، و يخشى المستقبل من يخشى ، و الأسوء إنه يبدو إنه لازال لديها ضربات أخرى ، أو أن ضربتها لم تصل إلى أقصى مداها .
الضربات الإقتصادية عندما تأتي فمعظم الشعب يصبح ضحية لها ، لا فارق بين يميني أو وسطي أو يساري .
الجميع ، ما داموا من الكادحين ، الذين عليهم أن يعملوا ليؤمنوا معيشتهم الحالية و المستقبلية ، و معيشة أسرهم ، و أولئك الذين يعتمدون على عملهم السابق ، سواء من أصحاب المعاشات أو المعتمدين على مدخراتهم التي جاءت حصيلة عمل سابق ، كلهم في المعاناة الإقتصادية سواء .
الأزمات الإقتصادية عمياء .
لهذا ، فإن الحلول يجب أن تكون جمعية ، مادامت المعاناة كذلك .
الحلول الشعبية ، أو الضغوط الشعبية على النخب الحاكمة ، تحتاج وقفة شعبية ، و ليس هناك ما هو أفضل من يوم العمال ، ليكون دائما ، هو تلك الوقفة السنوية الشعبية .
يوم ، أو عيد ، العمال ، هو يوم كل من يعمل ، أو عمل ، إنه يوم كل كادح في الوقت الحاضر ، و كل من كدح من قبل و يريد أن يتقاعد في هدوء و كفاية و إحترام ، و كل من سيدخل عما قريب سوق العمل .
إنه يوم العامل و المتقاعد و الطالب .
إنه اليوم الذي يجب أن يكون دائما اليوم السنوي للنقد ، و المراجعة ، و البحث ، و الإقتراح ، للموقف الإقتصادي للمجتمع .
لقد آن الأوان لأن يتوقف النظر إلى هذا اليوم على إنه يوم يخص طبقة معينة ، و معتنقي نظرية سياسية - إقتصادية محددة .
لا نريده يوم يخص فئة من المجتمع دون الباقين .
أنه يوم يجب أن ترتفع فيه كل الألوان ، من حمراء و برتقالية إلى خضراء و زرقاء و إلى أخر الرموز اللونية السياسية و الإجتماعية .
إنه ليس يوم لجلوس المحافظ أو الليبرالي في بيته ، أو صاحب الوظيفة المكتبية في أحد قطاعات الخدمات ، ليشاهد بمشاعر حيادية ، عبر شاشات التلفزيون أو الكومبيوتر ، ما يحدث من تظاهرات و مسيرات ، حول العالم .
إنها دعوة للوسطيين و اليمينيين للمشاركة ، مثلما هي دعوة لليساريين لأن يمدوا أيديهم بالصداقة لإخوانهم الكادحين و المتقاعدين و الطلاب من الوسطيين و اليمينيين ، فالفقر لا يفرق عندما يعض بنابه البشع ، و حال الشعب المصري حالياً خير دليل .
إنها دعوة لإتحاد شعبي واسع الطيف ، من اليمين إلى اليسار مروراً بالوسط ، يقف عالياً فوق النظريات السياسية و الإقتصادية و الإنتماءات الفكرية و العقائدية ، بهدف الوقوف أمام الفساد و اللامبالاة ، و مواجهتهما سلمياً .
إنها دعوة لإتحاد الشعب من أجل الرفاهية العادلة .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟