|
الاحتلال الفكر والتنفيذ - - - 2
رديف شاكر الداغستاني
الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان العراق والبلدان العربية خاضعة للهيمنة التركية بشكل استعمار مباشر مع اتباعه سياسة التتريك فبرزت فكرة القومية العربية للدفاع عن وجودها بدعاة رموزها ومثقفيها الا انها لم تتمكن ان تحدث هزة فعلية تترك اثرها على الساحة السياسية من احد اسبابها التعلق الطائفي بالدولة العثمانية بعدما هزمت الدولة العثمانية وحل محلها الاستعمار الانكليزي نشطت فكرة القومية العربية وتفعيلها فاتجهت اتجاه القومية المتعالية الفوقية فكان الفكر القومي الالماني الهتلري مثالهم في هذا الاتجاه لذلك كانت توجهات دعاة القومية مع التوجه الهتلري وتمنياتهم بانتصاره بالحرب العالمية الثانية بالرغم من ان هتلر صنف العرب بمستوى القردة وكان يرتكز على عوامل عديدة في دعوته فالمانيا دولة حديثة صناعية قوية اقتصاديا وعسكريا لهذا طغت لديهم روح النزعة الاحتلالية للعالم باعتبار ان الجنس الالماني هو الافضل في العالم والآخرين ادنى ..هكذا اخذت فكرة القومية العربية الواحدة روحها وهواها من هذا التوجه في الوقت الذي تشرذمت فيه الدولة العربية الواحدة وتخلفت واستعمرت لقرون من قبل الهيمنة التركية ... فتلبسوا بالفكرة دون القاعدة رغم ذلك انهار هتلر وافكاره الا ان الاتجاه القومي العربي استمر في استلهامه لتلك الافكار الفاشية وامسوا يتعاملون مع الاخرين على هذا النمط الفوقي المتغطرس والاخرين دونيين, معتمدين في طروحاتهم على امجاد الامة العربية زمن النهضة الاسلامية ولم يكن حاضر ذلك له اي اساس . دول مشتتة مستعمرة من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ,فرنسا وايطاليا وانكلترا. هكذا بدا النضال فلم ترتقي تلك الافكار الا في فترة الناصرية عندما تحدى فيها عبد الناصر الاستعمار وهزم العدوان الثلاثي على مصر وامسى عبد الناصر رمزا للامة العربية فاستقرت لديه افكار الهيمنة على البلدان العربية باي شكل وتحت شعارات الوحدة العربية ولانها كانت فوقية متعالية قامت بتهميش دور الاخرين وفرض دكتاتورية القتل والتنكيل والاعتقالات فبانت تلك الافكار بهزيمة الخامس من حزيران فسقط الظافر والقاهرالكذبة الكبرى لانها كانت افكار قومية شيفونية ارهابية فاحدثت هزة كبرى في وسط الحركات القومية حيث بدأت المراجعة والتدقيق في المفاهيم فمنهم من جدد الحالة من افكار شيفونية الى افكار وقيم تحررية متجهة في خطابها الى الشارع للجماهير واتجاهات اخرى بقيت ترفع ذات الشعارات التي سقطت بالتجربة لانها تحتفظ لهم باسلوب قوة السيطرة والهيمنة خاصة الاجنحة العسكرية منها وهكذا الحال ما اصاب العراق من حزب البعث وهو موضوعنا الاساسي الذي اعتمد عليه الفكر القومي الفاشي فاتخذ من قضية فلسطين شماعته الرئيسية في نضاله وهدفه تحريرها ... مع اتخاذه للفكر الشيفوني امتزج معها الاستعلاء الطائفي الديني مع ان خصوصية الشعب العراقي باعتبار كونه تاريخيا ذو حضارة متنوعة واستمر هذا النوع في زمن النهضة الاسلامية فكان مقر الخلافة وحاضر ثقافتها هكذا شعبنا العراقي جمع من كل فج عميق باعتبار الاسلام دين اممي متعاضد متسامح منفتح على كل الشعوب واستوعب كل المذاهب الا ان القادة الجدد جعلوا من القومية شيفونية استعلائية منافية اساسا للدين ومنطلقاته الاممية وقد بانت تلك الافكار العفنة في سلوكية انقلاب 1963 حين تم القتل والذبح والتشريد الذي لم يكن على اساس سياسي بل طائفي وطبقي وهكذا كان المجرم والمتهم حسب تعليماتهم من هو ضمن المثلث الشيوعي-الشيعي- الشركاوي محاولين تهديم النسيج الاجتماعي النضالي الذي بناه الشيوعيون الا ان ردود الفعل كانت هزيمة لهذه الافكار واندحارها بالرغم من تنكيل الفاشست بكل حقدهم ضد هذا المثلث فانهارت مفاهيمهم الدنيئة في صراعهم المدني والعسكري فكان لابد لمؤيدي هذه الافكار من مراجعة انفسهم على اساس نبيل والاعتراف بالخطأ في سلوكهم فبرز الاتجاه اليساري للبعث وغالبيتهم من القطاع المدني اما العسكرتارية الذين يسيطرون على تلابيب التحكم فنظموا حالهم على نفس المنطلقات والافكار ولانها تتفق في خدمة الامبريالية العالمية والرجعية العربية في تصديها للفكر التقدمي في العراق والوطن العربي وكثير من كان يفتخر انه قتل كذا من الشيوعيين وانهم ابادوا الشيوعيين ولم يبقى لهم وجود الا ان ما حصل ادى الى نهوض الشيوعيين رغم التصفيات . واستمر العسكر القومي بنهجه الطائفي في الاهداف والسلوك ضد المذهب الاخر وضد الاكراد والتركمان وكل الاقليات الاخرى لحين تم التمهيد لتسليم السلطة مرة ثانية لحزب البعث الجناح العسكري الأكثر طائفية ورجعية بعدما استمر النضال اليساري في الشارع العراقي فكانت المهمة قد ألقيت على عاتق بكر صدام لتصفية هذا النهوض الثوري ونعم الاختيار فهم القتلة المجربون المنظمون المدعومون من قبل أوساط مخابرات أمريكية وإقليمية ولكن تحت شعار جديد (الثورة البيضاء) سنة 1968 تقدمية الشعارات قومية طائفية واقعا. وهكذا بدأ الهتلريون يصفوّن على نار هادئة من يخالفهم بالرأي ومن يتصدى لهم وحذر من عودتهم ومهماتهم فكان البعث اليسار في المقام الأول ثم شيوعيو القيادة المركزية ثم القوى القومية بمختلف أجنحتها ثم الحركة الكردية وعبر مراحل تم تصفية من تحالف معهم من شيوعيي اللجنة المركزية بعدما استنفذت الحاجة اليهم في الدعاية التقدمية للنظام فقتل الكثير منهم ونكل بقواعدهم التي اخترقها وساعد على هروب قيادات تعمل له سرا ليصفوا من في الخارج او قنابل موقوتة لاعادة اي تشكيل وتجميع جديد داخلي او خارجي... خلال تلك السنوات الطويلة للنظام السابق اسس مدرسة فاشية تربوية حطمت ومزقت المجتمع العراقي في بنيته التحتية فجعل الاخ يخشى اخيه والعائلة الواحدة لا ثقة بينها بعدما افقد الثقة بين عامة الناس فامسى الواحد يراقب نفسه حتى انه كان يخشى التكلم مع نفسه من شدة الارهاب المنظم وثقافة اطاعة ولي الامر القائد التاريخي الإلهي القومي المحرر لفلسطين ( في الخطاب ) والقاتل لاعداء الامة الذين هم كل من يخالفه في الرأي ناهيك عن الاحزاب السياسية والدينية التي يتابع تصفيتها عبر خلق حلقات وهمية معارضة لاصطيادهم في كل المجالات المدنية والعسكرية فكثير من الضباط تمت تصفيتهم بهذه الطريقة فاصبح الجيش خادما مهنيا لصدام ولم يكن للشعب ومما زاد الامور سوءً بعد ان هيأت الامبريالية الامريكية الاجواء لصعود الملالي الى حكم ايران حين اشتد النضال اليساري فيها وخوفا من مجهول قادم تخلت عن شاه ايران فاستلم الملالي حكم ايران باسم الديمقراطية ثم انقلبوا عليها بسرعة . هكذا خططت الامبريالية لحرب بسوس نفذها النظامين تحت شعارات طائفية وقومية لكلا الطرفين وتم ايقاف الحرب بقرار امبريالي بعدما نفذت الاغراض المرجوة من هذه الحرب وهي دمار البلدين بشريا وماديا ودق اسفين عميق من الحقد وعدم التلاقي يوما في مواجهة (الكيان) الصهيوني لذلك كانت النتيجة تعادل الطرفين لا غالب ولا مغلوب وبقي الحال على ما هو عليه قبل الحرب لكن الخاسر الاكبر كان العراق اقتصادا مرهونا للخارج . خلال تلك الحقبة دفع المذهب الاخر دفعا لاحضان ايران لشدة البطش الذي لاقوه من قبل النظام فلا ناصر ولا نصير لهم من اي دولة في العالم العربي والاسلامي وفي كل العالم كذلك توجه لهم التهم باللاوطنية واسلامهم لم يكن حقا وبالتالي فهم طاريء على العراق فدفن شبابهم ونساءهم واطفالهم بمقابر معلومة وغير معلومة وبحقد النظام كانت تنتهك اعراضهم ككل المعارضين له من ابناء الشعب كذلك لشعبنا الكردي والتركماني . فمن لم يكن من( المغرّب ) آنذاك ,لم يكن عراقيا عربيا اصيلا فكان يرسل حفاتهم الجهلة ويمنحهم الرتب في اجهزة الامن والمخابرات في مناطق العراق عموما وخصوصا المناطق الجنوبية ليشبعو فيهم تنكيلا, فعزز الاتجاه الصفوي في التشييع فاستكانت مرجعيتهم الدينية واستسلمت تحت بند التقية بعد كل هذا دخل القائد الملهم الكويت ليمزق بيده بنود اتفاق عربي (لا حراب بين العرب) فاهان اهلها ونهب اموالهم وممتلكاتهم وذلك بتشجيع ودفع دوائره المدنية والعسكرية بالذهاب الى الكويت ليجلبوا ما يستطيعون من ممتلكات. هكذا ساهم اهل الزيتوني فرحين بطعن المحافظة الجديدة المسترجعة وبعدها يحرروا فلسطين فكل هذه الحروب والمآسي باسم تحرير فلسطين .هذه الاكاذيب اطلقوها رعاعه وصدقوها الذين لا حول ولا قوة ..هكذا كان العراق مدمر منهوك القوى وشعب جائع ما عدى زمر النظام وانتهازيه يثرون باستمرار وبكل الضروف ,شمال العراق محتل تحت الوصاية الامريكية وشط العرب تنازل عن نصفه لايران ومنح اراضي عراقية للاردن ثم السعودية ليسدد ديون لخدمات قدموها له اثناء الحروب وهكذا انقلبت 33 دولة التي اسندته , الى الموقف المضاد له بعد دخوله دولة الكويت هذه الحالة المزرية هياة الضروف لدخول قوات الاحتلال دون اكتراث من قبل الشعب ودون مقاومة تذكر من جيشه العرمرم المهلهل والذي كثير من قياداته كانت مساومة مع المحتل وآخرين هربوا بجلودهم وغيرهم استسلموا بشكل مخزي وتم اعفاءهم والسماح لهم بالخروج خارج العراق ووزير دفاعه استسلم لقوات الاحتلال بخطاب طلب العفو عنه الا انهم بعد ان سلم نفسه وضعوه في القفص وهو الوحيد الذي صرح بالمؤتمرات الصحفية بدخول الامريكان بعد عشرة ايام لانه عنصر مهني كفوء لكن مستسلم بارادته لأشباه العسكريين الجهلة الاميين بالعلم العسكري فدخل الطائفيون والقيادات الكردية مع قوات الاحتلال ليلعبوا نفس اللعبة التي لعبها النظام السابق باسم الدين السياسي وشاهد العالم كله تربية النظام لجماهير النهب والسلب وبعدها استسلام رئيسه لقوات الغزو بعد ما قبضوا( ربعو) دولار الخيانة ومن ثم تم اعدامه بامر امريكي وتنفيذ طائفي بعد مسرحية محاكمة استعراضية دعائية للبعث سمحوا بها الامريكان ليكونوا احدى الاوراق اللاعبة حسب مقتضيات مصالحهم ... هكذا وبشر القاتل بالقتل ... كيف تم بامر امريكي قتل قائد تموز في استوديو اذاعة بغداد دون محاكمة وبتنفيذ قومي شيفوني في شهر محرم ... المقال التالي من المقاوم والمقاومة وحرب التحرير الشعبية ....
#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحتلال( الأصل والملحق ) 1
-
إلى متى تستمر المداعبات لمشاعر الجماهير التواقة إلى التغيير
...
-
رحيل المناضل الشيوعي أمير الدراجي 0ابو جودة 0
-
بيان كتله تصحيح المسار ووحدة اليسار الضبابية إلى أين؟
-
(2)تقارير صحفية من جريدة كفاح الشعب,في الشؤون الاقتصادية ومش
...
-
تقارير صحفية من جريدة كفاح الشعب
-
القومية الشيفونية رجعية وفاشية ...والحوار المتمدن يتقدم في ا
...
-
متى يتوقف أدعياء اليسار عن النشر00 في تهميش الاخرين وتضليل ا
...
-
بداية البداية .. التظاهرات ضد الاحتلال
-
في ذكرى ثورة اكتوبر العظيمة
-
كتلة تصحيح المسار بحاجة الى تصحيح مسارها
-
17 ايلول الانتفاضة الأجرأ في العالم العربي الشيوعي
-
سوريا الى اين..؟
-
مقهى العباد
-
افكار للنقاش على هامش بيانات كتلة تصحيح المسار
-
عيد العمال العالمي ... في عراقنا المحتل امسى تعزية للعمال في
...
-
الاحتلال في سنته الخامسة لعراقنا الحبيب
-
ايها الرفاق في كتلة تصحيح المسار احسموا امركم انتم على الطري
...
-
في ذكرى ظهور شعاع التنوير الانساني في العراق
-
الاولياء...يقتلون من جديد
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|