أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - فقراء مسالمون وأغنياء إرهابيون ..















المزيد.....

فقراء مسالمون وأغنياء إرهابيون ..


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الفقر بعدة تعريفات منها هو عدم قدرة الفرد على تحقيق الحد ألأدنى من مستوى المعيشة أو أنه حالة عدم الحصول على مستوى لائق للمعيشة في المجتمع الذي يعيش فيه.
كما تتنوع وتتباين أنواع الفقر من مجتمع لاخر وتشمل اصناف عدة من الفقر كالفقر الذي يشمل عدم حصول ألإنسان على المأكل والمشرب والملبس والحاجات ألأساسية التي تقتضيها حياته اليومية ويدخل من ضمن خانة الفقر حالة عدم توفر السكن اللائق للفرد.
وتوجد أرقام مرتفعة لأعداد الفقراء في عالمنا ألأسلامي (الدكتاتوري)عموما وتشير الدلائل أن هذه ألأرقام في تزايد مستمر بسبب غياب الديمقراطية في هذه المجتمعات وتحكم مجموعة من المتنفذين والمتسلطين على المقدرات المالية وغياب سلطة المؤسسات الرقابية وعدم وجود وسائل ألأعلام الحرة داخل هذه المجتمعات لفضح ألإنتهاكات المالية الخطيرة التي تجري من قبيل عمليات تحويل وغسيل ألأموال على حساب شرائح المجتمع بصورةعامة وخصوصا ما يتعلق بحقوق ذوي الدخل المحدود والمعاقين والمرضى .
لعله علينا أن نتطرق لظاهرة الفقر بصورة عامة لما لهذه المرض الخطير من تداعيات عكسية على الواقع ألإقتصادي والصحي لكل المجتمعات ونحن بصدد أن نأخذ العراق نموذجا لما يعانيه هذا البلد عموما من تداعيات هذا الآفة وربطها بالحملات ألإرهابية التي تشن عليه من قبل أعداء المسيرة الجديدة من الظلاميين والتكفيريين وأعداء مسيرة تحرر ألإنسان.
لعله بين الفينة وألأخرى يخرج علينا العديد من المسؤولين العراقيين ومن يصرحون على شاشات الفضائيات أن من أسباب تفشي ظاهرة ألإرهاب في العراق يعود بنسبة عالية إلى تفشي الفقر وإنتشار ظاهرة البطالة بين شريحة كبيرة من المجتمع العراقي.
سؤال مهم يطرح نفسه هل يبرر الفقر من أن تكون إرهابيا تقتل وتخطف وتفجر ؟
أقول هنا قد تكون تداعيات ومردود الفقر على ألإنسان كبيرة وقد تؤدي بالمرء إلى أن يسرق وأن يرتشي او أن يبتعد عن ألأطر ألأخلاقية وبغض النظر عن أي مجتمع يعيش فيه , فقد يكون العذر حاضرا في حال سرق ليعيل عائلته أو لينقذ طفله المريض أو ليسد رمق وجوع أفراد أسرته .
يقول ألأمام علي (عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج شاهرا سيفه) قول جاء في ظروف خاصة وتخص زمانا معينا وقد أعتبره انا شخصيا تعبيرا مجازيا فإلإمام علي لم يشجع في إقسى ظروف الفقر قساوة الفقير على أشهار سيفه ليقتل ويسفك دم غيره ليتخلص من ما يعانيه من الفقر وهي في نفس الوقت دعوة واضحة للمطالبة بالحقوق بعلانية وعدم السكوت عن إنتهاك الحقوق وخاصة من قبل ( السلطة الحاكمة) ..
وورد على لسانه قول أكثر إنتشارا مفاده (لو كان الفقر رجلا لقتلته) تعبير مجازي وفرضي آخر لأن لن تكون وتتحول مفردة الفقر ألى رجل بشحمه ودمه لكي يقتله علي الذي كان يعاني أشد أنواع الفقر في أمثلة عديدة تتحدث عنها كتب السيرة المختلفة , وآثر على نفسه في العديد من ألأوقات قوته اليومي ليطعم غيره من مسكين ويتيم وفقير( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاإِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) سورة ألأنسان اقدس شيء على ألأرض وقد جاء ماهو واضح جد الوضوح من أقواله (إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ وَ أَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ) وقال أيضا (الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ وَ الشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى).
فظروف الفقر في عصرنا الحاضر تختلف إختلافا كليا عن ذلك العصر وتقاس مستويات الفقر الان بمقاييس خاصة وحسب كل مجتمع وبيئة.
لاننكر البتة أن نسبة الفقراء داخل المجتمع العراقي كبيرة من حيث طريقة تأمين ألإحتياجات اليومية هؤلاء الفقراء ومعاناتهم في سبيل تأمين أبسط مقومات الحياة من تأمين للسكن وتوفير القوت اليومي وتأمين صحته ,بالمقارنة مع شرائح أخرى تعاني الرفاهية وكل سبل العيش من سكن (قصور فارهة) وتأمين صحته على حساب شرائح المجتمع ألأخرى.
لقد تغير الوضع العام نحو ألأفضل بعد عملية تحرير العراق في 9/4/2003 وعلى نحو عام لشرائح المجتمع العراقي من حيث أرتفاع مستوى دخل الفرد لقطاعات الموظفين وشرائح المتقاعدين رغم وجود الخلل الكبير في إحتساب رواتب هذه الشريحة التي لابد من تعديلها لكي تلبي رواتبهم الشهرية مستلزمات حياتهم اليومية ,كما ولابد للحكومة أن تنظر ألى شرائح المعوقين وذوي ألإحتياجات الخاصة والتي تتطلب حياتهم نوعا خاصا وشاقا من ألإعالة وكذلك شرائح اليتامى والأرامل, والذين يعانون من ألأمراض المزمنة والمستعصية ومعالجة أزمة السكن التي تثقل كاهل الفرد العراقي .
وعودة إلى سؤالنا المهم وعلاقة ظاهرة الفاقة والبطالة بتداعيات ألأحداث ألامنية (إلإرهابية) التي تجري على الساحة العراقية وبوجهة نظري الشخصية أن معظم ألأحداث ألإرهابية لاتستند ألى خلفيات أفراد يعانون من شظف العيش ويعانون أزمات إقتصادية.
لاشك قد يؤثر الفقر بشكل أو بأخر على إستغلال الجماعات ألإرهابية لهذه الشريحة (ليس بشكل كبير) مستغلين جهله وعمليات غسيل الدماغ التي يجيدونها فألأنتحاري الذي يفجر جسمه النتن لم يكن ليهدف إعالة عائلته وتخليصها من بؤرة الفقر في حال لوأنطبقت عليه معايير الفقر.
أقول هنا أن غالبية ألأعمال ألأرهابية تستند إلى أجندات الطائفيين والقومجيين وخلفيات دينية وعنصرية فعلى سبيل المثال فأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ألأرهابي كان مليارديرآ وعلى قدر عال من الغنى (تركة والده تقدر ب أكثر من 300 مليون دولار ) تحول بين ليلة وضحاها لكي يتزعم هذا التنظيم ألإرهابي وليعيش في كهوف تورا بورا مع الجرذان والحشرات , والدكتور الظواهري (إختصاصي التفخيخ) كان طبيبا ومن أسرة مرموقة وميسورة الحال وحاصل على شهادة الماجستير في الجراحة العامة ( بتقدير جيد جدا في عمليات الذبح) من كلية القصر العيني في جامعة القاهرة.
وألإرهابيون الذين فجروا مبنيي التجارة العالميين لم يكونوا فقراء بل كانوا يعيشون حياة الترف والبذخ في بلدان أوربية وفرت لهم كل سبل العيش الكريم.
من يقوم بأعمال التفجير والتفخيخ والخطف مجموعة من الحمقى والمختلين عقليا ويعانون من أمراض وعقد نفسية أجريت لهم العديد من عمليات غسيل الدماغ من قبل فقهاء ألإرهاب ولغايات خبيثة في أنفسهم تحركهم أجندات أطراف لاتؤمن بثقافة التغيير والديمقراطية .



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور الجنة أم طيور الجحيم ..
- ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!
- العد التنازلي لإنقراض البعث ..
- الدين داء ودواء..
- تحرير العراق آهات ونظرات وعبرات..
- المرأة (تطفيء) المرأة !!
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة (الجولة الثانية)
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة
- وجدت الاسلام ولم اجد المسلمين
- نظرية المؤامرة من عبدالله بن سبأ ألى صدام حسين
- مناسباتنا الدينية وعقولنا المتخلفة
- ألانسحاب ألامريكي مالنا وما علينا
- الدراما التركية ودور تركيا الجديد
- تحالف المنافقين من صدام الى البشير


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - فقراء مسالمون وأغنياء إرهابيون ..