أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين المجرمين














المزيد.....

في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين المجرمين


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 10:58
المحور: القضية الكردية
    


ارتكب نظام الطاغية الدموي أشكالا من الجرائم مثله مثل غيره من الجبابرة المرضى بهوس القتل والتدمير. ولكنَّه انفرد عن غيره من هؤلاء المجرمين في ارتكاب جرائم بشعة أقل ما يمكن وصفها كونها جرائم إبادة جماعية ميزتها في ظل شهوة الموت السادية عند الدكتاتور أنَّه ارتكبها بخصوصية دلَّت على استهتاره حتى بوجوده بوصفه جسما بشريا أو كائنا ينتمي بتكوين بنية جسده للبشر, لكنَّه في ضوء ما ارتكب من حماقات مستهترة بحق الشعب والإنسانية لم يكن ينتمي حتى لأشرس أنواع حيوانات الغاب التي عادة ما تكتفي بتمزيق أشلاء ضحيتها حدَّ الشبع فقط لاغير...
أما دكتاتور الدم فتفنـَّن في تعامله مع ضحاياه وقتل فرديا وثنائيا وبأنفار بشرية ومجموعات من الأطفال أو النساء أو الرجال ومئات فآلاف لكنَّه لم يشعر بشبع نزواته المرضية الخطيرة فأدخل الشعب العراقي في أتون حرب تحصد بجمل ضخمة ولم يسد ذلك عينه الفاغرة لمزيد من الجرائم...
ولأنَّ حقده تشرَّبه جسده فقد فاض على عقله ليتفتق عن جريمة بحق شعبنا الكردي الذي هبَّ مع أخوته العراقيين للإطاحة بالطاغية ووقف جرائمه المخزية.. أما حقيقة تلك الجريمة فما عادت الكلمة بمستطيعة التعبير عنها لأنَّها جريمة من نوع فضاعة لم تـُرتـَكـَب في عصر من العصور... إنَّها ما أطلق عليه عمليات الأنفلة أو الأنفال!!؟
فما هي تلك الجريمة؟ وكيف جرت؟ وما حقيقة ما جرى؟ ليس أمر الإجابة عن وصف هولها وفضاعتها بحاضر اللحظة؛ إذ سنقرأ عبر جملة كبيرة من المقابر الجماعية وجمل أضخم من عمليات مسخ إنسانية البشر وإعادتهم لعصر الرقيق والعبودية وكل ذلك هو جزء من تراجيديا كارثية لم تشهدها إلا عيون الضحايا وأدوات الجلاد الذين يتخبون هنا وهناك قلقا من وصول أيدي أهالي الضحايا إليهم...
إنَّ يوما للحداد في بلادنا على ضحايا كل جريمة سيظل مهما لزرعه في الذاكرة الجمعية العراقية كي تحذر من كل محاولة للعودة إلأى حيث نقطة عودة المجرمين والجلادين بقبعات جديدة وأقنعة أخرى. لكن يوم حداد لجرائم عمليات الأنفال لن يكون بكافِ ِ ولن يرتقي لمستوى التذكير بها وبمخاطر الاحتفاظ بعلامة تشير إليها من استهتار بشع بحقوق الآدمية الأولية المجردة لا غير!
ونحن هنا نقف لنرفع راية الحب والسلام لكل اسم من أسماء الضحايا كيفما جرت الكارثة بحقه ولكننا في الوقت نفسه لنؤكد على خصوصية انعقاد محاكمة جدية أمام شعبنا وأمام شعوب العالم لجلاد طاغية دكتاتور مريض لكي يكون عبرة أخيرة في مجتمعات الحضارة وبالتحديد مجتمع أرض السواد العراق المتمدن أرض السلام والحرية والديموقراطية ...
ولنقول في هذا الموقف كلمة حق تاريخية لشعبنا الكردي لا عزاء في ضحايانا ولكن إعلاء لمجد الذكرى ولتكن تلك الآلام آخر المطاف في ظل عراق فديرالي يحتفظ فيه الكرد بكامل حقوقهم في الحياة الإنسانية بعيدا عن الوصايات والفوقية والاستعلاء والاستلاب والمصادرة التي كانت جزءا من أسباب تلك الكارثة المهولة الخطيرة...
ولتكن لحظة الحزن في قلوبنا جنينا للحظات الحب والسلام والحرية الأبدية لنا جميعا ولنتخلص من أمراض الماضي وشوائبه فنكون وحدة راسخة في عراقنا ضد كل علامة من علامات انتهاك الحقوق البشرية ومصالح أبناء شعبنا العراقي الكرد والكلدان, الآشور والتركمان, الصابئة والأيزيديين, اليهود والمسيحيين, الشيعة والسنّة, وكل فرد على مذهب أو دين أو لغة أو قومية أو أثنية هو ابن العراق, ابن الرافدين, ابن الحياة الحرة والعيش الإنساني الكريم...
وليكن كل اسم ضحية بعنق كل عراقي حر أبي يدافع عن حقه في الحياة وعن كرامته وعِرضه وأمله في السلم والديموقراطية, حتى تتحقق كل مطالب شعبنا الكردي وشعبنا العراقي جنبا إلى جنب في بناء عراق اليوم وغد الحرية والاستقلال للطامحين الخيرين...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأمس واليوم: صفحات مجيدة من تاريخ اتحاد الطلبة العام في ...
- مربد الحرية وعطاء الديموقراطية والسلام
- حكاية إصلاح النظام العربي و القمة العربية؟
- المرجعيات الدينية المزيفة ومخاطر وأد الديموقراطية؟
- حكاية مهرجانات الأدب والفن وسمفونية العزف النشاز؟!!
- الحزب الشيوعي العراقي: حزب حرية الوطن وسعادة الشعب
- من أجل مراكز للدراسات الديموقراطية والماركسية في العراق
- مشاريع الثقافة والمثقفين وحكاية الخلافات الشخصية ودعوة لإعلا ...
- أهمية الصوت الانتخابي والمشاركة الجماهيرية الواسعة
- من أجل وقف همجية جرائم أعداء الشعب العراقي ووحدته
- شروع بجريمة قتل -العراقي-؟!!
- المثقفون العراقيون يشجبون جرائم الوحشية واعتداءات الهمجية عل ...
- حُرمة دم العراقي على العراقي!
- الشيعي والسني المصير الواحد لدم الأخوّة العراقي
- الانتصاف للمواطن والوطن أم البحث عن حصص الطوائف والأعراق من ...
- مسؤولية التيارات السياسية ودورها الراهني؟
- المرأة العراقية وأنشطة الحياة العامة
- العلمانية طريق الديموقراطية في العراق
- طريق وحدة العراقيين وسلامتهم؟
- تناقضات المرحلة وتأثيراتها على العملة العراقية وانعكاسات ذلك ...


المزيد.....




- نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو ...
- زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن ...
- ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول ...
- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين المجرمين