حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 07:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو ان شهر نيسان الحالي لا يريد ان ينقضي وتسافر ايامه الا وقد حصل على الرقم الف من زهق ارواح العراقيين فلعل التفجيرات التي حصلت في هذا الشهر وحسب الارقام الحقيقية التي يعلم بها الله وحده وربما بعض المسئولين الأمنيين اللذين يعرفون عدد الموتى العراقيين الذين رحلوا الى بارئهم نتيجة تفجيرات نيسان الربيع الذي وكما هو متعارف فيه تزرع الاشجار بسبب جمالية اجواءه واعتدالها وليس قتل النفس البشرية الامنة وهي تسير في الشوارع بواسطة كلاب مسعورة مصابة بداء الكلب قادمة من خالف الحدود وبالذات من دول الجوار الدول العربية حصرا ,,,
تفجيرات نوعية متميزة وقدرة عالية على قتل اعداد كبيرة من البشر قد يصل عدد الضحايا الى المئات في التفجير الواحد وكنا قد بدأنا نتناسى مثل هذه الاعمال التفجيرية الضخمة لكن وللاسف عشنا في هذه الشهر اسوا الاحداث اكثرها دموية للنيل من استقرار العراق الذي بدأ للتو يتلمس الطريق نحو السكينة والهدوء وبدأ للتو يفكر العراقيين بالذهاب بعيدا لترجمة ذالك الاستقرار النسبي والعيش كما يعيش باقي مخلوقات الله البشرية في دولهم …
يجب ان يتذكر العاملين في الجهاز الامني العراقي سواء اكان السيد القائد العام للقوات المسلحة او وزيريه الداخلية والدفاع ان المواطن وفي كل مكان هو يعيش فيه عندما يعلم ان حدث جلل حصل مثل تلك التفجيرات الاخيره فانه يسارع (المواطن) الى وسائل الاعلام للأستيضاح من قبل رجال الحكومة المعنية وينتظر من اولاءك ان يعطوه المعلومات الكافية والوافية عن سبب التفجير ومن وراءه ونوعيته وعدد ضحياه ومكان حصوله ونوع التفجير ومعلومات اخرى لابد له ان يعرفها وهذا من حق المواطن على حكومته حتى لو تطلب الامر ان يخرج رئيس الوزراء ليعلن على الملاء ماجرى وهذا ليس عيبا ولا كبيرا بحق الذين زهقت ارواحهم وفعلا هذا مايحصل في كل دول العالم عندما تتعرض احدى الدول المتحضرة الى مثل ما يحصل في العراق او حتى عشر معشار ما يحصل فأن الرئيس يخرج على الناس وعلى شاشات التلفاز ويشرح وينور الناس لما حصل ولو كان الذي حصل زلزال او انقلاب قطار او انزلاق شاحنة على طريق عام قتلت خمسة اشخاص فيعتذر الرئيس وربما يعلن مسؤوليته ومن المحتمل يقدم استقالة حكومته او اقالة الوزير المختص وليس انفجار كما حصل في الكاظمية تذهب ضحيته المئات من الابرياء وكل مايحصل عليه المواطن ويعرفه من احد المسئولين المتأنقين ألجميلي الطلعة ببهاء والق الوجه والجهامة وقدرته الاعلامية على تمرير الامر على البسطاء بقدرته الرائعة بالتلاعب بالالفاظ وحسن اختيار وزارته او حكومته له كمتحدث اعلامي باسمها انه انفجار مزدوج فقط وبعد اقل من ساعة يصبح كل شيء منتهي لأننا شاهدنا رجال الاطفاء والشرطة يغسلون المكان من الماء وهذا كل ماعليهم فعله او تطويق المنطقة او احالة الموضوع ولتسويفه الى لجان تحقيقية وغدا ننتظر انفجار اخر وهكذا لارادع من التسيب الذي يسمح لمثل هذه الاحداث ولا مسائلة قانونية من احدى الرئاسات او اجراءات تحقيقية سريعة من مجلس النواب ذو الصلاحيات العملاقة التي لا يهمهم كما يبدو حياة المواطن ,,,
لو حصل هذا الذي يحصل في العراق وبنسبة وكما اسلفت عشر معشاره في بعض الدول لقطع الرئيس اجازته ولقدم المسئول المباشر اعتذاره ولهرع كل المسئولين الى مكان الحادث ولقامت الدنيا ولا احد يستطيع اقعادها ولسقطت حكومات واستقالت اوتماتيكيا وزارات ولنسب مثل ذالك الحدث الى لجان في البرلمانات اختصاصية للتحقيق في الامر واستدعاء الحكومة بكافة وزراءها للاستعلام واسباب ماحدث وكيفية المعالجة وعدم اقناع تلك اللجان المختصة يعني رحيل الحكومة للعمل في المقاولات او الذهاب الى المكان التي اتت منه وهذا ايضا ليس كبير فالنفس البشريه اغلى من الحكومة ومن يتبوأ المناصب ,,,
بعد كل هذه السنين الست وللاسف الشديد والقلب مدمى من هول ما يسمعه من المسئولين الأمنيين الذين هم على قمة الهرم واعني وزير الدفاع والداخلية وعندما تلتقي بهم احدى الفضائيات او احدى الاذاعات الاثنين يتحدثون بكلام اقل مايقال عنه انه كلام غير مسئول فالسيدين يقللان من اهمية التفجيرات التي حصلت في الكاظمية على الرغم من هذا العدد الهائل من الضحايا ولا اعرف من سيادة الوزيرين كيف يكون الانفجار وقوته وعدد ضحاياه بنظرهم حتى يكون مهم وممكن الحديث عنه ,,,
وللاسف الشديد ثانية اننا في الوقت الذي نشيع مثل هذا العدد من العراقيين نسمع من هنا وهناك ان مجلس النواب يفكر بتمديد فترته البرلمانية الحالية الى خمس سنوات بدل اربع اي البقاء عام اخر وكأننا نحن العراقيين قد جنينا مكاسب من هذا المسمى برلمان وفوائد عظيمة قادتنا الى العيش الرغيد واستتباب الامن ونقلنا البرلمان نقلات وطفرات بعيدة بتحقيق ما يربوا له العراقيين لذالك البقاء افضل خوفا من ان ياتي برلمان اخر لا يستطيع العمل بمستوى البرلمان الحالي وهذا يعني ايضا بقاء الرئاستين الوزراء والجمهورية سنة اخرى نسى ذالك البرلمان انه عاجز عن اتمام قوانين هو نفسه فرضها على نفسه والبرلمان هذا عاجز وللأسف الشديد ان يوحد نفسه ويستطيع ان يختار رئيس بفترة زمنية معقولة وليس اشهر وهذه من المفارقات العجيبة ونسى ذالك البرلمان ان هناك اكثر من عشر اعضاء منه متهمين بتهم الله يعلمها ونسى ذالك البرلمان ايضا ان سبب مشاكل وتناحرات العراق هي بسبب تناحره وهو المسبب الرئيسي لقتل العراقيين والحرب الطاحنة التي كادت ان تكون اهليه هي بسببه وهو كذالك لا يستطيع ان يستدعي وزير فاسد ويستجوبه ويقيله ناهيك عن ضعف قدرته باستجواب بعض الوزارات التي تعمل على حفظ امن المواطن مثل الداخلية والدفاع ,,
ان الذي يجري في العراق لو كان حصل قبل ثلاث سنوات لكان هذا الحديث نوع من البطر وبه من الغرابة الكثير على اساس ان العراق لازال في فترة التكوين والهرج والمرج يعيشان في ربوعه والمواطن يعذر المسئول لكن اليوم وبعد كل هذه السنين ويعيش العراقيين كأنه العام 2006 ولعل الامر يصبح مدعاة للبدأ والسير نحو حرب اهلية طاحنة على خلفية ان اكبر تلك التفجيرات حصلت في الاماكن الشيعية ولعل حصول مثل هذه التفجيرات اسبابها الرئيسية هي التصرفات الغير مسئولة من الحكومة العراقية مثل اعادة الضباط البعثيين الى المناصب العليا واطلاق صراح المئاة من الإرهابيين العراقيين المتعاونين سابقا مع القاعدة بحجة المصالحة او البدأ بحملات اعتقلات واسعة في صفوف قادة الصحوات وربما كان لدعوات بالمصالحة مع البعثيين الاثر الكبير على الوضع الامني العراقي وهذا الامر لايمكن الابتعاد عنه وهناك امر اخر وهو التمدد والرخاء الذي تعيشه القوات العراقية واعتقادها ان الامن قد استتب في العراق والعيش على احلام ان الارهاب قد قضي عليه وسحب بعض القطعات العسكرية من المدن العراقية زاد من ردة الفعل السهلة لعودة الارهاب ليحصد ارواح العراقيين ...
لم نرى ولم نسمع من الحكومات العراقية من ادعى انه المسئول عن ذالك وانه مستعد للاستقالة هو واتباعه بل العكس هو الصحيح ان هناك بعض الاصوات المشروخة من هنا وهناك تتحدث عن الحكومة العراقية واعتبار رحيلها او انقضاء فترتها يعني عودة العراق الى المربع الاول وهذا الهراء يتكرر دائما لذا على للوزير اذا اراد ان ينصف نفسه او ان يكون شجاعا وخاصة الامنيين منهم ان يعلن مسؤوليته عن الذي يحصل ويعلن استقالته ويحفظ ماء حكومته او على الحكومة ان تقدم كبش فداء وهذه هي السياسة وتقيله ويعتبر الامر عبرة جديدة وبداية ثقافة الاستقالة وليس التمسك بالكرسي المتهالك والذي لابد ان ياتي يوم لمغادرته وما احداث السنوات الماضية الا تجارب على ذالك .
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟