أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - براءة العراق من علي ومزاعمه..















المزيد.....


براءة العراق من علي ومزاعمه..


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"نحن شديدو الثقة بأن الاشياء هي كما هي، حتى أننا لا نعود إليها بالتحليل أو التأمل، ولا نعيشها من جديد.. بما في ذلك ماضينا وحاضرنا أو ذواتنا." / ادورد سعيد- 58

يوصف الاستعمار الحديث أنه يعامل مستعمراته معاملة (البقرة الحلوب)، وينظر إليها نظرة مهانة ودونية، فماذا كان العراق والشام وغيرها لزعماء دولة الاسلام والعروبة.. غير بقرة حلوب، وسلة غلال، وقناطير ذهب وفضة، حتى عجز الجباة عن احصاء أموال الخراج، وماذا كان أهلها غير عبيد وإماء وجوارٍ عليهم الخمة والخضوع، ولهم اللعنة والموت!..
خلف الحكم الاستعماري نفحة التقدم وتسهيل أسباب الحياة، فماذا خلف غزاة الاسلام وراءهم غير لعنات ودعاوي شؤم ووصمات يندى لها جبين التاريخ..!
ما حال (رعية) يمسحها الحاكم بالأرض ويريدها تطيعه وتهلل في وجهه، وأي خزي أكثر من اعتراف حاكم بالخوف من (الرعية) ومع ذلك لا يغادر كرسيّه ويرفع نيره عن كاهلهم!..
ما هي القيم التربوية التي خلفها الحكم (العروبي- الاسلامي- العثماني) غير الخوف والاستبداد!.. ليس للكبار فحسب، وانما حتى الأطفال، منذ أو عهدهم بالرضاعة، - قارن هذه الـ"دللول" بما يليها-..
"دللول يا الولد يا ابني دللول.. عدوّك، عليل، وساكن الجول."
يفتخر أحدهم " أما أني لصاحبكم الذي أغرت على بلادكم، فكنت أوّل من غزاها في الاسلام، وشرب من ماء الثعلبية ومن شاطئ الفرات، أعاقب من شئت، وأعفو عمن شئت، لقد ذعرت المخدرات في خدورهن، وإن كانت المرأة ليبكي ابنها فلا ترهبه ولا تسكته إلا باسمي!..

أي أخلاق دينية هذه، تقرن (الارهاب) بحليب الرضاعة؟.. وترضع (العداوة) قبل (طمأنينة المحبة)؟.. أي رسالة سماوية يتمثل بها عند من يقول (أعاقب من شئت وأعفو عمن شئت)، ميزان هذه الجملة جاء على غرار نص القرآن (يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء)، فالحاكم المسلم تقمص شخصية إلهه قولا وفعلا، من غير رادع، وإذا كان الحاكم العلماني يصدر باسم الشعب، فأن الولاية الدينية تتقمص الألوهة دون أن تعطف أو تحيل عليها. (ما هي إلا الكوفة، أقبضها وأبسطها، إن لم تكوني إلا أنت، تهب أعاصيرك، فقبّحك الله!..)، هذه اللغة، الخطاب والاسلوب لا يتأتى من فراغ، وانما من الطبيعة الشخصية وثقافة البيئة، ولا يتميز به راعي عن رعية، ولا أثر للمركز أو الجاه فيه.
" تهبّ أعاصيرك، فقبّحك الله!.."
أولاً: أن الله (الذي من أسمائه الحسنى المائة- الجبار، الماكر، خير الحاكمين، خالق السموت والأرض وما بينهما..) يتحول عند المسلم إلى –مستخدَم- ينفذ رغباته وشهواته، ويطيع مزاجه البشري السقيم، حتى قال أحدهم في ذلك..
لعلّ (الله) يأتيني بسلمى، فيُبطحُها فيُلقيني عليها
هذا ما يفعله لفظ الجلالة في الثقافة الاسلامية، تنزّه سبحانه!.
ثانيا: أن عدم انسجام الطقس مع مزاج الشخص يبيح له لعن المكان أو البيئة، والطريف أن علي القائل، هو الذي اختار موقع (الكوفة) عاصمة له، نأيا عن (البصرة) حاضرة عمر الخطاب. فليس البشر فقط عامل تنغيص علي وانما الريح والمطر والشجر والسمك (الجرّي!) وغير ها كثير أيضاً.
أ وَ ليس (عليّ) هو القائل: "إذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحرّ قلتم هذه حمّارة القيظ، أمهلنا يسبخ عنا الحرّ، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء، قلتم هذه صبّارة القرّ، أمهلنا يسبخ عنا البرد"، وهو إسقاط شخصي على المقابل، ان تحسس علي من ظروف الطقس جعله ينقل هذا الشعور إلى ندّه، فيتهمه بما يشعر. ولم يتلفت للسبب الحقيقي الذي لأجله يمتنع الناس عن القتال والعدوان.
والغريب أن ينفرد علي وبعض أتباعه بهذا السلوك؟.. والأغرب منه أن يتخذه سدنة الفكر الشيعي حمالة -النمذجة والأمْثلة- وجعله ندّا لمحمد (من كان محمد مولاه فعلي مولاه، محمد مدينة العلم وعلي بابها) لمباهاة أهل قريش به. على الفكر الديني أن يمتح من وجدان الانسانية وينشد العدل والمساواة ويسلك في المحبة من غير غاية أو تمييز. بيد أنّ كلّ شيء مشروط هنا ، بالطاعة العمياء، والخضوع المطلق. لقد كان من عوامل ظهور حركة اصلاح مارتن لوثر في الكنيسة الأوربية، تحكّم الكهنة في الناس ووقوفهم بينهم وبين الربّ الاله. فرأت حركة الاصلاح ان كلّ مسيحي هو كاهن وله صلة مباشرة بالربّ من غير وسيط، لا كرسي اعتراف ولا صك غفران. ومنذ (1517م) تتواصل حركة الاصلاح المسيحي التي كان من أهم نتائجها مشاريع الحداثة (الأوربية) و(العلمانية) وميثاق (حقوق الانسان). بينما العقل الاسلامي يجترّ نفسه ويتراجع على قدم وساق، لا يميز ما ينفع مما يضرّ.
أليس أولى أن يفتح المسكوت عنه وتتم مناقشة أكداس الحقد التاريخي المؤدلج في دراسة اجتماعية سياسية واقعية، خارج وصاية القبيلة ومعصومية الديني وخرافة المقدّس؟.. ما الذي منع العراقيين –أو أبناء العراق – أو يمنعهم، من الدفاع عن أنفسهم أو المطالبة بحقوقهم المستباحة على موائد شهوات الحكام طيلة أربعة عشر قرنا، وما زالوا يتقدمون للأمام، يجرّون على ظهورهم، صخرة سيزيف الشيعي، - أحمال لعنات التاريخ الثقيلة؟.. هل العقل العراقي أو العروبي مدرك لجسامة الموضوع، ما هو القانون الذي يُواري ظاهرة اللامبالاة المهينة في ثقافة الشرق الأوسط وتخندقاتها القبلية المقيتة؟ هل يتملص المصري والسوري من إرث علي لأنه غير مقصود به، أم أن صدفة الوجود جعلته خارج جغرافيا العراق ؟.. كيف وضع مثقفو العراق وعلمانيوه رؤوسهم في الرمال وراحوا يؤدلجون ظاهرة مواكب عاشوراء باعتبارها إرثا سومريا / بابليا أو طقسا احتفاليا يجتمع فيه طائفو الطوائف تحت باب (الفرجة)؟.. علويّون وعباسيّون وحسنيّون وحسينيّون وموسويّون وجعفريّون وحيدريّون، مالكيّون وفاطميّون وزينبيّون - زينبيّات- وقريشيّون ونجفيّون وكوفيّون وكربلائيّون، سادة وأئمة وكهنة وكشوانية، ضاربو جنازير و(قامات) وصدور ووجوه وانتحاريون ومجاهدون ومهدويّون، لا يكادون يعرفون من أنفسهم أو عن أنفسهم وما تخذوه من تسميات أمراً. ان العلاقة بالأرض والمكان ما زالت رهينة عقلية البداءة التي لا ترى غير تأمين القوت والبقاء على قيد الحياة، ليس إلا، غاية. فاستمرّت معايير الانتساب لأشخاص وأفكار معايير للانتماء الوجودي، حتى لو كان هذا الانتماء في حقيقته نسفا لذات المكان وهويته. ان القسم الأكبر من مثقفي العراق ونشطائه جاءوا من جنوبه، شاهدوا وعاشوا وتداولوا التراث الشيعي أو العلوي (القيحي)، ولكن من منهم اعترض أو استنكر أو احتج أو ...
"ألم تفلت منا كل مظاهر المدنية باستثناء ما كان مبتذلا؟.. لماذا لا نفهم معنى النظام أو الكفاءة أو التقدم أو التخطيط أو العلم أو الاشراق؟.. ما هو سبب الضعف العام الذي يعتري المجتمع العربي والثقافة العربية والذي أبقانا على ما نحن عليه" / ادورد سعيد/ مقالات وحوارات- محمد شاهين- ص28
كيف يتم قبول انحطاط المقدس والديني إلى مستوى الهوام والجريمة وتخشى سطوة الحكم وأكاذيب الاصطفاء الربّاني؟.. وكيف ينظر ناشطو حقوق الانسان في العراق، لإرث التاريخ العلوي؟.. أقول ناشطو- ، لأن معظم ناشطي حقوق الانسان كانوا من أتباع علي وأحفاده. وطيلة التسعينات، كان ما يسمى – مجلس أعلى لثورة اسلامية في العراق- يستأثر بمنظمات حقوق الانسان العراقي في الخارج وسيما بلاد الغرب. فما معنى الحقوق وما معنى الانسان، ومعنى الانتماء والمواطنة العراقية لدى هؤلاء؟..
*
لقد كان مجيء علي إلى العراق تأكيدا لمبدأ (أحقية أهل البيت بجمع النبوة والخلافة- الحكم) التي رفضها عمر الخطاب في قولته (لن تجتمع لكم اثنتان، النبوة والخلافة!)، فأريد للعراق أن يكون موطن (الاسلام) دينا ودولة، بعد ضياع ملك (الحجاز). وكان لاجتماع عوامل كثيرة مثار أطماع سلطة عليّ، فحسب أن يأخذ البلاد بالقوّة، حتى تنيخ له، ولكنه وقع ضحية خطل نظرته وأحكامه النرجسية الساذجة، حتى كن ما كان. لقد أجبر الناس على رفع السيف بوجهه، بعد أن كانوا يقاتلون في صفوفه، ولكنه لم يتعلم ولم يفهم من الأمر شيئا. فقد كانت نظرته لنفسه المبنية على داء عظمة وغرور، أن يمنعا مسالك الفهم المتواضع. السياسة فن ورؤية عملية، ومن تجاهلها قضى على نفسه. وعلى دكة الغرور والعظمة، أطاح صدام حسين بنفسه، عندما تجاهل منطق الواقع، ورفض الاعتراف بالمتغيرات من حواليه. وبين أمس واليوم، علائق وشيجة.
*





#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتائم اسلامية في أهل العراق
- (عليّ) في العراق..
- العراق من عمر إلى علي..
- المقدس.. من السماوي إلى الأرضي.. (جزء 2)
- المقدس.. من المطلق إلى النسبي.. من السماوي إلى الأرضي
- محاولة في تعريف الدين والمقدس
- العنف والمقدس (2)
- (كوتا.. كم.. نوع!!..) المرأة العراقية والمرحلة..!
- دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!
- الكلام.. جدلية الكم والنوع
- العنف والمقدس
- فصل الدين عن الدنيا
- فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
- ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
- من قتل فيصل الثاني؟..
- تأملات في الحالة العراقية - 5
- نحو يسار اجتماعي.. ومجتمع مؤسسات دمقراطية
- تأملات في الحالة العراقية (4)
- تأملات في الحالة العراقية (3)
- تأملات في الحالة العراقية (2)


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - براءة العراق من علي ومزاعمه..