|
قناة الرشيد وعود الافراح لليل بغداد
علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 03:25
المحور:
الصحافة والاعلام
العمل في مجال الاعلام شيء والحرفية في التغطية الاعلامية شيٌ اخر ، فالعديد من وسائل الاعلام العراقية لا سيما الفضائيات منها تعاني من حمى المنافسة للدخول الى كل بيت عراقي وعربي ، الامر الذي جعل العديد منها يحدد قدرته الاعلامية في مسارات متعددة ، قد يتعارض بعضها مع اخلاقيات المهنة وذلك لكسب الجمهور واستمالتهم ، وتعمل هذه القنوات على مدار عمرها الاعلامي القصير الى خلق حالة تنافسية مع بعضها من خلال ماتقدمه من برامج وتغطيات خاصة واخبار وتقارير ، الا ان بعضها وفق في اداء عمله بحرفية عالية لانها لم تخرج عن الاطار الموضوعي والحيادي في نقل الحقائق في حين نجد قنوات اخرى تخندقت في اتجاهات واجندات مدعومة من دول خارجية لضرب الانجاز العراقي المتحقق بعد تحسن الوضع الامني وعودة الحياة الى سابق عهدها. وهذا التشتت في الطرح يصعب من مهمة الوسيلة الاعلامية في خلق رؤية مشتركة تخدم الصالح العام وتحافظ على ثوابت الديمقراطية التي تحتاج الاعلام لحمايتها من خلال الدور الذي يضطلع فيه بكشف الحقائق ومتابعة الاحداث بشكل دقيق وتفصيلي ، الا ان بعض القنوات الفضائية وبالرغم من قلة الفترة التي بدأت تحاكي فيه المجال الفضائي مثل قناة الرشيد الفضائية تمثل سابقة مهمة في حركة الاعلام العراقي سواء ما يتعلق بنشراتها الاخبارية او برامجها المنوعة الهادفة ، وكنت في وقت سابق قد نشرت موضوعاً عن اسلوبية الرشيد في نقل الخبر واشدت بالمنهجية التي تتعبها هذه القناة من خلال التوازن في اخبارها وبرامجها التي تتمسك من خلالها بوحدة الوطن والخروج عن اي اصطفاف او ميول. وما دفعني لكتابة هذا الموضع متابعتي الدقيقة لهذه القناة بشكل يومي لاسيما برنامج المسابقات "كاش منيو" الذي تقوم فكرته على قيام مقدم البرنامج بارتداء زي عامل المطعم الذي يوجه الاسئلة للعائلات التي تتناول وجبات غداء او عشاء في مطاعم بغداد او المحافظات ، وعند الاجابة على اي سؤال من الاسئلة الخمسة فأن العائلة تحصل على مبلغ 30 دولار عن كل جواب صحيح لاي من تلك الاسئلة ، والمتتبع لهذا البرنامج يسجل الملاحظات الاتية : اولاً ان البرنامج يحاكي الواقع اي يحمل المصداقية في الطرح بدون اية خسارة للمشاركين فيه ، في حين تعتمد القنوات الاخرى في برامج المسابقات على اسلوب الاتصال عبر الموبايل المكلفة جداً وكذلك على القرعة التي لاتحمل المصداقية في بعض الاحيان ، ثانياً اشراك العائلة العراقية بشكل مباشر ودون اعداد مسبق يعكس مدى تطور الوضع الامني في العراق ويشجع العائلات المهاجرة الى العودة الى الوطن فضلاً عن تشجيع العائلات داخل العراق الى الخروج الى الاماكن العامة وبما يعيد البلاد الى سابق عهدها ، ثالثاً اخراج البرنامج بهذه الطريقة السلسة يجعل المشاهد يشعر بعدم وجود كامرات او مخرج وهذا ماتفتقده العديد من القنوات التي تعتمد على الديكورات الضخمة والمؤثرات الصورية والصوتية ، رابعاً ارتداء مقدم البرنامج لزي العمال في المطعم يعطي احساس كبير بان الاعلام جزء لايتجزء من المواطن وهو امر اعطى للبرنامج حضوره المعنوي في ذهنية المتلقي فيما تعتمد القنوات الاخرى على مقدمات اومقدمين يحرصون على ارتداء اخر صيحات الموضة اضافة الكوافير والمستلزمات الاخرى ، خامساً يقدم البرنامج معلومات مفيدة ومهمة تخدم الفرد بشكل كبير. اضافة الى ذلك فان الحلقة التي قدمتها قناة الرشيد لبرنامج "كاش منيو" في وقت سابق من هذا الشهر كانت بمثابة المسامر الاخير بنعش الارهاب عندما اقدمت القناة على تقديم حلقة خاصة لهذا البرنامج في حفلة عائلية برعايتها على حدائق نادي الصيد ، في الحقيقة عندما شاهدت الحفل تصورت انه في احدى دول الجوار بسبب الحضور العائلي الكبير لكن عندما قرأت " بغداد/ مباشر" شعرت بالدهشة بسبب الحضور الكبير من قبل العائلات العراقية ومشاركتهم بهذه الحفلة التي تقام على حدائق نادي الصيد في قلب العاصمة بغداد. الخطوة التي اقدمت عليها قناة الرشيد تعد الاولى من نوعها في ظل التغطيات الاعلامية المتداعية التي تقوم بها بعض القنوات لاظهار صورة بغداد سوادء ، وهذه الخطوة تعد فاتحة امل جديدة في سماء بغداد وليلها الذي مازال متعطشاً لتلك الامسيات الفنية والعائلية الجميلة حيث يجتمع الاحبة وتتعالى الاغاني والموسيقى ، مبادرة " كاش منيو" اعلنت عن حضور الرشيد بقوة كمنافس شديد في الساحة الاعلامية، ونحن كأعلاميين بدورنا نثمن هكذا توجه اعلامي يبتعد عن المحاصصات والطائفية وينتهج اسلوباً وطنياً خالصاً يصب جميعه في خدمة الوطن والمواطن كونه يمارس دوره الفعال كسلطة رابعة تمثل حلقة الوصل بين الحكومة والشعب وتعمل على خدمة المواطن.
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستقبل العلاقات العراقية_ الكويتية
-
دور صندوق الاسكان في حل مشكلة السكن
-
وظائف ومسؤوليات مجالس المحافظات
-
قراءة اعلامية لقناة الرشيد الفضائية
-
الاتفاقية العراقية - الامريكية وتعدد الامزجة
-
الذئب وليلى وتوجهات الاعلام المعاصر
-
قراءة متأخرة لمسرحية المحطة رؤية مغايرة لأبن الجنوب
-
الحكومة ومتطلبات البناء
-
الشباب و بناء الدولة
-
سنوات الضياع
-
الخطأ الامريكي في العراق استراتيجي ام تكتيكي ؟
-
رحلة الى القمر
-
ماذا قدمت لنا جبهة التوافق؟
-
رسالة احتجاج
-
ودعت بيت النمل
-
لماذا ننتخب مجالس المحافظات ؟!!
-
من يعيد الطفولة الضائعة؟!!
-
منتصف الطريق
-
سعدي يوسف وأحقية النقد للمثقف العراقي
-
القدح المكسور
المزيد.....
-
ترامب يوجه هجوما لاذعا للزميل جيم أكوستا والأخير يرد
-
تحرك ضد جنرال أمريكي منتقد لترامب.. إليكم ما أمر به وزير الد
...
-
بوتين: سيادة أوكرانيا تقترب من الصفر ولولا دعم الغرب لها لان
...
-
أين وصلت التحقيقات بعد عام من مقتل الطفلة هند رجب؟
-
الهند.. مصرع 15 شخصا على الأقل نتيجة التدافع في أكبر مهرجان
...
-
تحطم مقاتلة -إف-35- أمريكية في ألاسكا ونجاة طيارها (فيديو)
-
الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم قد يكون علامة مبكرة لمرض خطير
...
-
عشرات القتلى والجرحى في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند
-
فيديو محمد بن سلمان يعزي أبناء الأمير محمد بن فهد يثير تفاعل
...
-
-عندما يريد شيئًا.. فإنه يحدث-.. تحليل خطة ترامب في غزة وخيا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|