أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود حمد - قانون الصحوات ودولة القانون















المزيد.....

قانون الصحوات ودولة القانون


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



• في ابريل من عام 2006 ونتيجة للتدافع الموضوعي بين قيم القبيلة التكافلية من جهة و "شريعة " ـ الدولة الاسلامية ـ الاقصائية التكفيرية في محافظة الانبار من جهة اخرى ، وتفاقم تجاوزات تلك العصابات المسلحة الوافدة من خارج الحدود على حياة ونمط العيش والعادلت القبلية في تلك المناطق..انتفض رجال القبائل ونساءهم لاستعادة سلطتهم على أنفسهم..وتحقق لهم ذلك بقيادة الشهيد ستار ابو ريشة ..وبدعم امريكي..وترافقت تلك الانتفاضة مع تشكيل حكومة السيد المالكي ودعوته للمصالحة الوطنية.
• وفي عام 2007 تبنت القيادة العسكرية الامريكية بقيادة الجنرال بترايوس استراتيجية ـ تحييد واحتواء ـ الفصائل المسلحة غير المنضوية تحت مظلة القاعدة والمجتمعات الحاضنة لها، وإبعادها بـ ـ المال ـ عن تنظيم القاعدة ..ورصدت ميزانية سخية وتموينا عسكريا ـ مباشر وغير مباشر ـ لذلك..فشكلت ماسمي بـ"الصحوات"..بولاية ورعاية وتموين وحماية امريكية خارج سلطة الدولة العراقية.
• وكانت حكومة السيد المالكي رافضة لتشكيل قوة مسلحة خارج ـ سلطة ـ و ـ استخبارات ـ الدولة العراقية .لكن هذه ـ الصحوات ـ فُرِضت على الحكومة العراقية نتيجة عاملين اساسيين:
1. هيمنة قرار سلطة قوات الاحتلال على سلطة الدولة العراقية.
2. نجاح هذه الاستراتيجية في تخفيف درجة العنف وتضييق البيئة الحاضنة للارهاب.
• ولتحقيق الهدف الهدف العسكري الاستراتيجي:
تخفيف الضغط المسلح على القوات الامريكية.
والهدف السياسي:
(نجاح) حكومة بوش في العراق.
• فتحت القوات الامريكية الابواب واسعة ـ دون رقيب وطني ـ لاحتواء كل من يحمل السلاح خارج سلطة الدولة وضَمِّه الى التشكيلات المسلحة المستحدثه (الصحوات)، بل وشجعت على إنضمام راغبين آخرين من ابناء المناطق من غير المتورطين بالعمليات المسلحة.
• وساهمت ـ جماعات الصحوة ـ بشكل ملموس في دعم القوات المسلحة العراقية والامريكية لاعادة الاستقرار الامني الى معظم المناطق الساخنة.
• وحاولت قوى طائفية داخل السلطة تبني هذه الصحوات لاستخدامها في صراعها مع حكومة السيد المالكي، لكنها اخفقت لان ولاء تلك الصحوات ـ المستحدثة ـ كان للامريكان كونهم حماتهم ومموليهم.
• ولم تضع القيادة الامريكية اي تصور لمستقبل عشرات آلاف المسلحين ـ الذين تبنتهم ـ المنتشرين في العاصمة وفي العديد من المحافظات العراقية..بعد ان ساهموا في انجاز خطة بتريوس الطارئة..وألقت تبعات وجودهم في عنق الحكومة العراقية .
والمثير للاستغراب ان بعض السياسيين الامريكيين والعرب والعراقيين يربطون بين ـ المصالحة ـ و ـ الصحوات ـ رغم ان مصطلح ـ الصحوات ـ:
1. مصطلح سياسي غامض ، ونمط عسكري مخالف للقانون الوطني.
2. غاياته "أَمنيَّةً" ظرفية.( صفقة بين طرفين : ندفع لك راتبا مقابل عدم العودة للارهاب ؟!) بمعنى انك ستتحرر من التزامك بترك الارهاب اذا أخَلَّ الطرف الاخر بدفع ـ الأتاوه ـ.
3. تطبيقاته سائبة النهايات..( ماذا بعد انتهاء الحاجة لوقوف عشرات الاف المسلحين في الشوراع ؟ في ظل الازمة المالية الحالية التي فرضت قيودا على الاستثمار وقَلَصَت فرص العمل؟)..بعد ان حولت قوات الاحتلال الامريكي علاقة الـ الصحوات ـ بالحكومة العراقية الى علاقة ـ دولة تدفع الراتب مقابل مسلح يوقف اطلاق النار لقاء ـ رشوة مُقَنَّنَة ـ معلومة! ـ..
4. ونتائجه محفوفة ومتخمة بالمخاطر والمتفجرات. حيث بدءنا نسمع عبر وسائل الاعلام:
• اذا انقطعت الرواتب لايستبعد عودة البعض من ـ الصحوات ـ الى صف القاعدة!
• او..اذا تخلت الحكومة عن ـ الصحوات ـ فانهم سيصبحون هدفا للقاعدة!.
• انسحاب ـ قوات الصحوة ـ من نقاط التفتيش وعودة التفجيرات الى شوارع بغداد والمدن الاخرى..نتيجة تأخر استلام ( رواتبهم).
• اذا انقطعت الرواتب او قلصت ستعود الفوضى للعراق.
• عودة بعض عناصر الصحوات للتعاون مع الخلايا النائمة من القاعدة بسبب اعتقال بعض عناصر القاعدة .
5. واطرافه متعارضو النوايا..سواء القائمون على ـ رؤوس ـ السلطة ام الممسكون بالسلاح في الشوارع.
( فالصحوات تشيكلات ـ مرحلية ـ أدت وظيفتها وانتهى دورها..واي شخص يحمل السلاح غير افراد الجيش والداخلية خارج على القانون ـ على حد قول الشيخ حميد الهايس احد قادة هذه المبادرة القبلية في الانبار).
6. ومقوماته هشة لانها غير موضوعية..فالمصالحة يجب ان تكون بين خصمين..فمن هو الخصم الاول ومن هو الخصم الثاني؟!..وهل هناك خصومة ـ حقا ـ بين العراقيين؟!..اذا استثنينا التناحر بين السياسيين المتحاصصين..واذا ادركنا لاهوية سياسية جامعة بين جميع المنخرطين بـ ـ الصحوات ـ.
7. واجراءاته مناقضه للقوانين ، لانها تتستر على فئة من المجرمين ( المنخرطين بالصحوات ) ـ لتحييدهم عن مجرمين آخرين ( منخرطين بالقاعدة وببقايا النظام السابق) ـ مما خلق خرقا لقوانين القضاء التي تسعى لمطاردة البعض منهم بجرائم بَيِّنة.
وها هي الاصوات تتعالى:
• لاستثناء ـ افراد الصحوات ـ من سلطة القانون الجنائي.
• والمطالبة بإعفاء المجرمين منهم من دماء ضحاياهم.
• وجعل الانخراط بالصحوات حصانة من الملاحقة القانونية..كما هي الحال بالنسبة للمنتمين الى تشكيلات القوى السياسية الحاكمة المدججة بالسلطة والسلاح والثروة.
ولكن..يجب ان نعترف ونلتزم بأنه:
وفق قوانين المواطنة وحقوق الانسان..فإن جميع العراقيين مواطنون متساوون ..بغض النظر عن مواقفهم ومواقعم وجرائرهم!..والفيصل في ذلك هو القانون.
ولكي لاتلتبس الصورة ونحن في اجواء انتاج ـ ثقافة الرأي والرأي الآخر ـ بشأن ـ جماعات الصحوات ـ باعتبارها احد الاطراف التي تعبر عن ـ نجاح ـ نهج المصالحة !( وفق الرؤية الامريكية وتصريحات بعض المسؤولين الحكوميين )..
لابد ان نلقي الضوء على هوية هذه المجموعات التي يتحدث عنها الاعلام العربي والغربي وكأنها ـ تنظيم عقائدي منسجم المكونات ـ:
فهي ليست قوى متماثلة عقائديا او تنظيميا او فكريا او حزبيا او طائفيا ..ولكن المشترك بينها هو:
اما ان تكون مشاركة بالارهاب ، او حاضنة للارهاب ، او مهادنة للارهاب ، او ضحية للارهاب.
لكن تصنيفها يمكن ان يتم وفق ـ موقفها ودورها وموقعها ـ الذي سبق انخراطها بالصحوات ، للتعرف على جذورها ومنابعها الاجتماعية والعقائدية والتنظيمية واستقراء المتوقع منها من مواقف وفق مستجدات تطور الاحداث..
ويمكن تصنيف مكوناتها وفق ذلك التحليل الميداني الواقعي الى:
1. قوى عشائرية مقاومة للاحتلال ومقاومة للارهاب.
2. قوى سياسية مجتمعية مقاومة للاحتلال ومهادنة للارهاب.
3. قوى فكرية وسياسية رافضة للدكتاتورية الساقطة وللاحتلال ولدولة المحاصصة والطوائف.
4. خلايا نائمة من تنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى.
5. قوى مجتمعية ـ عاطلة عن العمل ـ حريصة على امن مدنها وقراها واحيائها.
6. عناصر بعثية معارضة للوضع الذي اعقب سقوط الدكتاتورية ومجيئ الاحتلال..لانه افقدها مصادر عيشها..(وخاصة العسكريين).
7. عناصر بعثية معارضة للسلطة التي اعقبت سقوط الدكتاتورية ومجيئ الاحتلال ..وهي متعاونة مع الارهاب العابر للحدود..تستهدف اعادة النظام السابق.
8. عناصر طائفية متطرفة محكومة بالضغائن السلفية الموروثة..تسعى لاقامة انظمة طائفية تعسفية متطرفة..وتحويل الوطن الى بؤرة متأججة للصراع والخراب.
9. عناصر مأجورة تعمل لحساب قوى خارجية.,اقليمية ودولية وعربية ..تستهدف اضعاف العراق استراتيجيا.
10. عناصر ـ مرتزقة ـ باعت نفسها للارهاب ومستعدة لبيعه لمن يدفع اكثر.
11. اللصوص والقتلة من عصابات وافراد الجرائم الاعتيادية..الذين اطلقهم النظام السابق من سجونه قبل سقوطه ..وغيرهم ممن افرزهم ـ مجتمع العوز والقسوة ـ .
12. الجانحون عن سلطة الاسرة والمجتمع والقانون..الذي تكاثروا نتيجة الحروب والازمات الاقتصادية وسياسة السلطة الدكتاتورية .
ان هذه الخارطة _ غير المنسجمة والمتناقضة المكونات ـ لتلك القوى التي ينخرط العديد منها اليوم تحت مظلة ـ الصحوات ـ توضح لنا اهمية الادراك والالتزام بـ:
1. ان الانتماء للصحوات يجب ان لايكون حصانة للفرد من القانون.
2. ان رواتب الصحوات يجب ان ان لاتكون سلاحا للتضييق عليهم ..لان الرواتب حق لاسرهم على الدولة قبل ان تكون ـ رشوة ـ لهم كما ارادها الامريكان لقاء وقف مشاركة او دعم البعض منهم للارهاب.
3. ان المعالجة الاقتصادية التنموية هي الحل لاستيعاب البطالة في المجتمع ومنهم ابناء الصحوات.
4. ان دراسة الملفات القانونية لابناء الصحوات يجب ان تكون فردية وغير انتقائية.
5. ان التفجيرات الاخيرة اكدت ان الصحوات تشكيلات مخترقة من قبل اطراف عديدة تشترك في استهداف دم المواطن العراقي واستقرار الوطن.. ( جميع الاحزاب والحركات ـ المشاركة بالحكم والمعارضه له ـ لها مصلحة في اختراق الصحوات ـ كما يقول الرئيس الطالباني ).
6. ان الاذعان لنهج الابتزاز والتهديد والوعيد الذي تمارسه بعض القوى السياسية والمسلحة يشكل مقتل العملية السياسية الدستورية.
7. ان ـ قانون الصحوات! ـ الذي شرعه الاحتلال هو نقيض لـ ـ دولة القانون ـ التي تدعو لها السلطة الحاكمة في العراق.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيري نوي-..قصيدة ضوء للكادحين!
- متى تتصالح الدولة مع الثقافة!؟
- ازمة مؤسسة الدولة العراقية..تناحر سياسي ام تخلف اداري !؟
- - تَمَرُدات- السيد نوري المالكي التراكمية التصاعدية !؟
- محنة الصحفيين العراقيين ..من- إعلام السوط الواحد-..الى -إعلا ...
- الديمقرطية الشعبية - الانتخابية - ..لا - الديمقراطية التنافق ...
- - مبادارت - الحكومة العراقية .. و- عِلَلْ - المثققين!؟
- هل الديمقراطية التوافقية دكتاتورية متعددة الرؤوس!؟
- بزوغ فجر المساءلة..وتفكك دولة الطوائف!؟
- غياب المُرشحين - الواعدين - وحضور - الزعماء - المُتَوعدين..
- ديمقراطية توافقية ..ام دكتاتورية تنافقية؟
- حمد اللامي ..وبرزان التكريتي..والاطفال الكرد المختطفين!؟
- انحسار سلطة الاحتلال..وانفضاح دولة المحاصصة..
- المثقف و-كاتم الصوت
- - نَجْسانة -؟!..لا - مو نَجْسانة -..!!
- دعوة لإنشاء: المركز الوطني لضحايا الإرهاب الفكري في العراق
- حذار من عودة -الخَتّانْ التَشكيلي-!!؟
- من هم المرشحون لمجالس المحافظات!؟
- هل يمكن التعايش بين ثقافة -حرب العصابات-.. و-ثقافة- الديمقرا ...
- رسالة مفتوحة إلى -مثقفي- الأحزاب والحركات والهيئات والمنظمات ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود حمد - قانون الصحوات ودولة القانون