جاسم الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 09:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما يسمع المرء خبر إطلاق حلمة تعديل قانون مجالس المحافظات والبلدية والمحلية، يتبادر الى ذهنه سؤال عن جدوى هذا التحرك؟ خاصة وأن القانون قد تم إقراره بل تم العمل بموجبه وتوزعت أصوات الناخبين وفقا له. وحقا لعب هذا القانون دورا سيئا في توزيع المقاعد المتبقية على القوائم الفائزة بدلا من توزيعها على من يستحقها وفق معادلة المقعد للكسر الأكبر المتبقي.
يبدو السؤال منطقيا خاصة وان الجهات التي شرعت القانون هي القوائم الكبيرة التي تهيمن على تشريع القرارات المصيرية في البرلمان، وهي على معرفة بما سيؤول إليه القانون، انطلاقا من مصالحها ليس إلا، وان الذين وقفوا ضد القانون هم قلة قليلة لم يستطيعوا، رغم جهودهم، من تبديل كفة التصويت. فما هي الفائدة من إطلاق الحملة إذا؟ ولماذا هذه العجالة في التحرك سيما وان انتخابات البرلمان القادم غير مشمولة بإحكام هذا القانون؟.
ان الدافع للتحرك السريع لتعديل القانون هو موقف ضد كل محاولة للاستحواذ على أصوات المواطنين بغير وجه حق، ولما فيه مخالفات واضحة للدستور الذي ضمن حق المشاركة واحترام الرأي والتصويت هذا من جانب، ومن جانب آخر لم تكن القوى السياسية ولا المواطنين على بينه من أضرار هذا القانون التي اتضحت بعد حساب الأصوات وأنتجت شعار (مقاعد بلا أصوات، وأصوات بلا مقاعد)، كما هو شعار الحملة.
يمكن القول ان الهدف من هذه الحملة اذا هو بالأساس من اجل احترام صوت المواطن ومن اجل المشاركة وضد التهميش وشرعنة الإقصاء. وان ما يشجع على المضي بالحملة هي الرغبة الواضحة عند الكثير من المواطنين ليس في تبيان الموقف بل من اجل عمل شيء ما لرفع الحيف عن أصواتهم التي تم الاستحواذ عليها بقوة القانون. كما ان هناك قوى كثيرة أبدت استعدادها للعمل المشترك في إطار حملة واسعة الإطار ومفتوحة لكل القوى والشخصيات للمشاركة بها وفي إدارتها، فهذا النوع من العمل هو عمل جماعي لا يمثل أي جهة وحدها وتكون قوته وفاعليته بالقدرة على إشراك الآخرين في هذا العمل الجماعي. كما تكمن أهمية هذه الحملة بتنوع النشاطات و ابتكار أسهل الأساليب وأنجعها في الحشد، وابتداع أيسر الطرق لإشراك المواطن فيها وعدم التردد من إبراز كل ما يضيف للحملة شعبيتها. حيث لا يكفي ان تكون الحملة مفتوحة لأوسع مشاركة، بل يجب إضفاء الديناميكية والحيوية والجاذبية على نشاطاتها.
ان النشاط في إطلاق الحملات والمشاركة في القضايا العامة هو نشاط سياسي واجتماعي وأنساني راقي، وليس هناك نشاط أنساني هادف دون جدوى فكيف ان كان هدفه الشأن العام؟ بالتأكيد سيؤثر هذا النشاط على مشرعي القوانين والمسئولين لان الرأي العام هو رأي مؤثر ومسموع وله تأثيره وفعله الخاص على صناع القرار خاصة ان تمت ممارسته بطرق حضارية. وفي كل الأحوال فان العمل في إطار الحملة هو عمل يؤسس لعمل تعبوي جديد، فكن معنا في كل جديد وساهم في إحداث التغيير المطلوب.
#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟