حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:23
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
ليس البترول وهو صاحب اكبر خزين لتلك النعمة وليس للمياه وهو ذو النهرين الخالدين دجلة والفرات وليس المنتجات الصناعية من السيارات والقطارات والاجهزة الكهربائية وليس من الزراعة ومنتجاتها وهو المسمى بأرض السواد لكنه اليوم بدأ اقصد العراق يتسلق وبسرعة الضوء المراتب الاولى ليتسيد على قمة سفح التصدير لأهم سلعة واشرفها واجملها واغلاها بين كل ماوجد على ارض الله وسماواته انها سلعة تمتنع كل الدول في مشارق الارض ومغاربها في طولها وعرضها فقيرة كانت ام غنية متطوره ام في اسفل سلم التخلف اسلامية كانت ام يهودية ام بوذية ام مسيحية ام سيخية ام زرادشتية ام ليس لها باي دين علاقة وليس لله عندهم وجود فكل تلك الدول تمتنع ان تصدر مثل سلعة العراق هذه لأنها لا تستطيع التفريط بها حتى لو ملكت خزائن الارض ونصبت كإمبراطورية على العالم ...
فقط العراق وبأمتيازات القرن الحادي والعشرين وسمعنا قبل الف عام هناك دول كانت تصدر هذه السلعة رغما عنها اما بسبب ظروفها القهرية او رغبة السلعة في عرض التصدير...
فقط بثلاث الاف جنيه استرليني او اربعة الاف $ تستطيع أي عائلة في أي دولة بالعالم ان تحصل على طفل عراقي لا يتجاوز عمره السنة الواحدة بصحة جيده ومعافى ويشرب حليب الاواني المستوردة ويضحك لكل وجه يضحك له وملفوف بملابس جميله او بنفس هذا المبلغ تستطيع ان تصدر فتاة عراقية الى دول الخليج بعد ان تدفع لأهلها المبلغ وتدعي انها زوجة لك وبالوثائق الرسمية التي تعترف بها المنافذ الحدودية لتدور بها في مطارات عمان ودمشق وهي حالمة انها وجدت فارس احلامها الراكب على ذالك الحمار الابيض وهو يلف يداه على خصرها لتجد نفسها في احد ايام اذار انها راقدة بحضن رجل مسن يفوق عمر ابوها بعشرين عام لتصرخ بعدها ولا من يجيب حتى تنهال على راسها العصى الخليجية او العربية لتسفر الى بغداد في اليوم الثاني بعد ان سلب منها كل شيء وهنا في احد المطارات العراقية تكبل من على ارض المطار وتودع احد السجون بتهمة التزوير ,,,,
من حق أي شخص يقرا هذا الهراء الذي يكتبه الجناحي ان يتوقف عن القراءه ويبدا بالشتم والسب على الكاتب ويقرأ موضوع عن احدى الفنانات العربيات واقول له انه بريء الذمة على السباب والشتائم وانا اعتذر له لأني ادخلته وعكرت نفسيته بموضوع قديم قدم تجارة الرقيق في العالم وهو غير معني بمثل هكذا مواضيع اصبحت من التاريخ واكل الدهر عليها وشرب منذ مئات السنين وهذا المخبول الذي يدعي انه كاتب يعود بنا الى تلك الحقب السوداء ...
بثلاث الاف جنيه استرليني تستطيع عائلة تعيش خلف اعالي البحار ان تتملك طفل عراقي وبنفس هذا المبلغ يستطيع رجل خليجي من الامارات او الكويت او السعودية او ربما من الصومال او جيبوتي والله اعلم ان يفض بكارة فتاة عراقية لا يتجاوز عمرها الخمسة عشر عام هذا ليس هراء ولا كذب ولا تجني على الواقع الذي نعيشه ولا افتراء على احد من ازلام الحكومة الحالية والحط من مقام الباب العالي ولا الغرض منه التمهيد لأنقلاب ابيض على الحكومات الرئاسية الثلاث انها حقائق اليوم في العراق توجد مافيات متخصصة لهذا العمل تشتري الاطفال من العوائل التي لا تستطيع ان تعيش وتملأ بطون اطفالها بالخبز الملطخ ببراز الحمام والتي فقدت معيلها وهو ذاهب صباحا يبيع جهده في ساحة الطيران ليجد نفسه في احدى غرف الله وفي اخرته بعد ان سلب روحه احدهم قادم من دولة السعودية او الكويت غايته ان يعانق احدى حوريات الجنة امام الرسول بعد ان شبع من عسل الله بمعية اشرف المخلوقات (ص) وتضطر تلك الأم ان تبيع احد فلذات كبدها لتلك العصابات التي تتجول في شوارع المدن كئولاءك اللذين يتجولون في الشوارع وهم يصرخون
(العنده نعل لاستيك للبيع ,,العنده فافون للبيع ,,,العنده خبز يابس للبيع)
لكن متجولي اليوم يطرقون الابواب وهم يناشدون الامهات
(العدهة طفل للبيع,, العدهة طفلة للبيع ,, العدهه مره للبيع)
وتبدأ الصفقة والاخذ والعطاء والرفع والكبس وعين الام تبكي واطفالها يحيطون بها ليتوقف كل شيء عن الحياة ويلف المكان صمت رهيب كصمت القبور فتستلم هي رزمة من تلك الاوراق وتسلم بيدها طفلتها التي عمرها سنة واحدة وتوصي المشتري وهي تبكي (دير بالك عليهه)
وتبدأ الرحلة يدخل اسم تلك الفتاة في احد الجوازات باسم جديد وبملابس جديدة وبابو جديد في جواز مزور لتباع تلك الطفلة العراقية بعد ان تأتي احد العوائل الاوربية الى احد فنادق عمان لتعاين البضاعة وتشتري وتطير تلك الفتاة العراقية الى ايرلندا او المانيا اوفرنسا ويعود صاحبنا العراقي الذي باع العراقية بعد ان يحتفل بصفقته الرابحة في ارقى الملاهي الليلية ويبدأ رحلته ثانية ,,, ولكن ربما هذه المرة تعرض عليه بضاعة مختلفة ليس من الفافون او من (النعل اللاستيك او الخبز اليابس )بل عبارة عن فتاة عمرها خمسة عشر عام ويقنع اهلها انه هذه المرة يريدها زوجة له لجمالها ورشاقتها وتبدأ المراسيم وفعلا يرسل عائلة ليست من اهله لتخطب تلك الفتاة ويشترط ذالك المشتري ان يكون زواجهم في احدى الدول العربية المجاورة ويالها من فرحة فيدخل اسم تلك العروس في جواز الشاب المشتري لكن باسم غير اسمها الحقيقي وما ان يدخل الى اراضي تلك الدولة المجاورة حتى يستقبل استقبال الابطال ببضاعته الجميلة التي يعرضها ومن ساعته على على الاغنياء واثرياء النفط وترمى تلك الفتاة في احد الملاهي لتتلقفها الايدي القذرة وهي مستغربة من كل مايجري حولها فتعطي لنفسها الحرية بعد ان سرى في عروقها الخدر من المشربات الكحولية الغالية كالويسكي ولم لا وزوجها كما تعتقد هو موافق وهو يرقص لها ويشجعها لتجد نفسها في احد الفنادق مرمية على احدى الارائك والذي يتحدث معها ليس الزوج ولا هو فارس الاحلام انه عجوز يتكأ على عصى وقد فض تلك البكارة اللعينة,,,
وكل يوم مثل هذه الاحداث حتى وصل اليوم عدد تلك التصديرات الى المئاة سنويا من الاطفال والنساء ومن حالفها الحظ ودخلت احدى السجون العراقية فهي اوفر حضا بعد ان ضحك على لبها احدهم وفشلت مأربه لتصبح تلك الفتاة بائعة هوى في الشوارع وهي تتنقل من حضن الى حضن اخر وينتهي بها المطاف في احد الزنازين وما هي الا ايام حتى ياتي اهلها لأستلامها من ذالك السجن وبما ان تلك الفتاة قد سودت وجه عشيرتها فأذن ليس من بد الا غسل العار بها ودحرجة رأسها من جسدها (والله اكبر)
الظروف الصعبة والجوع والمعاناة والتهجير وصعوبة الحصول على لقمة الخبز والبطالة والتفجيرات والموت الذي لايفارق اهل العراق والاحتلال كل تلك الاسباب مجتمعة واسباب اخرى جعل هذه السوق تعود الى العراق وجعل الاب يتخلى عن ابنته والام تتخلى عن طفلها وتبيعها بسوق النخاسة وبأبخس الاسعار وبثمن لا يقارن بثمن أي سلعة معمرة في البيوت العراقية ..
كل هذا الذي يجري في العراق والعصابات والمافيات تملأ المدن ولا من ياتي بذكر هذه الظاهرة على لسان المسئولين العراقيين اللذين ربما هم عاجزون عن معالجة هذه الانتهاكات ومطاردة المجرمين وايداعهم السجون والقضاء على هذه الظاهرة المقيتة والسمجة والتي تجعل من العراق وللاسف الشديد مدعاة للسخرية من وضعه الجديد التي يعتقد انه جاء من اجل الفقراء والمعوزين والمحتاجين وحكوماتهم جاءت عن طريق اولاءك الناس الفقراء وليس الاثرياء من ذهب الى الصندوق للأنتخاب ليحصبل بعد ذالك مايحصل لفقراء العراق اللذين باعوا عفش بيوتهم ايام النظام السابق والحصار القاتل ليصل الحال بهؤلاء الفقراء يبيعون اليوم ابناءهم.
حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟