|
انتهت مرحلة وبدأت أخرى من حرب التحرير
علاء للامي
الحوار المتمدن-العدد: 804 - 2004 / 4 / 14 - 10:54
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
إنهم يقطرون هزيمة : المؤتمر الصحافي الذي حضره اليوم الجنرالان المرتزقان سانشيز وبوزيد كان مهزلة بأتم معنى الكلمة . لقد كانا يقطران هزيمة إن صح التعبير . فقد بدَوا مذهولين وفاقدَي التركيز وبلغ عدد المرات التي اعتذرا فيها وطالبا إعادة طرح السؤال أو اعترفا بعدم فهمه أكثر من ستة مرات .. بوزيد خصوصا بدا حاقدا وموتورا بعد أن مرغت المقاومة العراقية أنفه وأنوف جنوده في أوحال ضواحي الفلوجة ، فها هو يرى بأم عينيه أن المقاتلين العراقيين ورغم بدائية سلاحهم الذي لا يمكن مقارنته بسلاح جنوده كانوا أبطالا بمعنى الكلمة وانتصروا عليه هو الخالع عروبته أو لبنانيته والمتلفع بجلد رعاة البقر وقتلة الهنود الحمر ..والخلاصة فلم يتقدم جنوده المدججين بالسلاح إلى مركز الفلوجة قط وهاهم ينسحبون خاسئين . سانشيز بدوره كان واضحا في انسحاقه وتشتته وفبركته للأكاذيب .. وفي مكان آخر ، في بغداد المحتلة وقف العميد كيميت ليقطر حصته من الهزيمة أيضا و يعترف بذلة أن عدد جنوده الذين قتلوا خلال الأيام الماضية بلغ سبعين همجيا محاولا رفع معنويات ربعه بأن قال إن خسائر الأعداء العراقيين بلغ عشرة أضعاف هذا الرقم . إن العميد الدموي كيميت يتناسى أن هؤلاء الأعداء كانوا كلهم من المدنيين وإن أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال والشيوخ وقد شاهد العالم أجمع هذه الحقائق على شاشات الفضائيات . إنها الهزيمة القاسية لقوات الاحتلال والانتصار الواضح للمقاومة .ولكن هذا الانتصار ليس نهاية المعركة بل بداية مشوار آخر سينتهي بالتحرير حتما ولكن العدو قد يهاجم المدينة الباسلة مرة أخرى ويساويها بالأرض . لقد تراجع المحتل عن كافة شروطه التي طرحها في بداية المجزرة ونقلها البوسطجية في مجلس الحكم إلى المقاومة والأهالي ولم يبقي إلا على شرط صغير واحد هو : دعونا ننسحب بسلام ولا تطلقوا الرصاص علينا . العمل الفدائي الواسع والكثيف : أما على الجبهات الأخرى فقد اكتفت قوات الاحتلال باستعراض عضلاتها وهددت قيادتها علنا بأن هدفها التالي سيكون قتل أو أسر السيد مقتدى الصدر في الوقت الذي يفاوض فيه حلفاء الاحتلال قيادة التيار الصدري حول نهاية تحفظ ماء الوجه لها . إن من الضروري أن ينتهي فصل المواجهات الواسعة والمكشوفة الآن والتحول إلى العمليات الفدائية الصغيرة والكمائن في جميع أنحاء الجنوب والفرات الأوسط وبغداد والشمال الشرقي . كما ينبغي التخلي عن المقرات والمباني القيادية العلنية وسيكون مفيدا أن تتحول قيادات الانتفاضة إلى العمل السري وتختفي القيادات الميدانية والكوادر المعروفة ويتحول سماحة السيد الصدر ذاته إلى العمل السري والاختفاء في أماكن بعيدة عن عيون العدو . كل شيء يمكن أن يحدث وقد يقدم العدو على ارتكاب مجزرة كبيرة وقد يغتال السيد الصدر والقيادات الصدرية كما أعلن اليوم ولهذا ينبغي عدم الثقة بالعدو وبوعوده هو وحلفائه إذ أن عدوا يقتحم المساجد ليدمر المواد الغذائية التي جمعها المواطنون لأشقائهم في الفلوجة ليس جديرا الثقة . إن المحتل يريد التهدئة بكل ثمن خلال الأشهر القليلة القادمة التي ستسبق الانتخابات الرئاسية والأسلوب الصحيح الآن للعمل هو العمليات الفدائية المستمرة والصغيرة التي تستهدف قواته في كل مكان وعدم إعطائه الفرصة لتوجيه ضربة شديدة للمقاومة .لقد انتهت المرحلة الأولى ، مرحلة المواجهات الواسطة والمكشوفة والسيطرة على المدن الكبرى كما يبدو ذلك واضحا وينبغي الانتقال الآن إلى مرحلة العمل الفدائي الواسع والدقيق والمستمر لبعثرة قوى العدو وإلحاق الخسائر به في كل مكان ويمكن التخطيط منذ الآن لانتفاضة واسعة النطاق تسبق الانتخابات الرئاسية ببضعة أسابيع تشعل الأرض تحت أقدام قواته وتلحق به الهزيمة الرئيسية فتسط رئيسه المجرم بوش الصغير في الانتخابات وتفتح باب التحرير واسعا .كما ينبغي الاهتمام بحالة الإضراب العام التي تتسع في بغداد خصوصا وعدد من المدن الأخرى والتخطيط لتوسيع الإضراب وجعله أكثر فاعلية وجدوى وتأثيرا على العدو . الحذر الحذر : ينبغي الحذر ليس من العدو المحتل فحسب بل ومن محاولات وممارسات ووعود حلفائه في مجلس الحكم وأيضا ينبغي الحذر من النظام الإيراني الذي يتحرك الآن على أكثر من خط سياسي في وقت واحد . ليس من مصلحة إيران انتصار المقاومة وخروج العراق حرا وقويا من الاحتلال وليس من مصلحة إيران ترسخ الاحتلال وقيام نظام عميل للأمريكان أيضا وهذا هو السبب في تحرك النظام الإيراني على أكثر من خط وخطة وبرنامج .ومن واضح إن الإيرانيين الرسميين يحاولون الآن السمسرة على الانتفاضة والمقاومة واستيعاب الحركة الوطنية الرافضة للاحتلال و في مقدمتها التيار الصدري ولكن خضوع هذا التيار لأوهام المفاوضات والصفقات وتوقفه في منتصف الطريق وعدم القيام بعمليات فدائية كثيفة ومنتشرة في كل مكان سيجعله يقدم رأسه بيديه لقوات العدو وينتحر سياسيا وعسكريا وأمنيا وسوف تحل قوة مقاومة أخرى محله بمرور الأيام لأن العراق والوضع السياسي العام لا يحتمل حالة الفراغ السياسي . ما زال من المبكر الخروج بالدروس والعبر النهائية فالمعركة لم تنته والمواجهات لم تتوقف ، ويمكن التركيز الآن على : - تحقيق عملية الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية - وتشكيل القيادة الوطنية العامة للمقاومة على المستوى الوطني . - وحماية قوى الانتفاضة وإنقاذ الناس من القتل والإبادة . - والمطالبة بتحقيق دولي محايد في المجازر . - ومواصلة عزل ومحاصرة مجلس الحكم العميل الذي تحول إلى وصمة عار على جبين أعضائه ومطالبة المرجعيات الدينية باتخاذ موقف صريح منه ومن أعضائه . - ولكن قبل هذا وذاك يجب الحفاظ على شعلة الانتفاضة والمقاومة متوقدة عبر استهداف قوات الاحتلال ليلا ونهارا بالعمليات الفدائية وفي كل مكان على أرض العراق ، فالهدوء التام والصمت المطبق هما أمنية العدو ويجب عدم السماح بهما من أجل العراق وشعبه . إن ما يجعل العدو يقترب من الهزيمة النهائية والتسليم بحق شعبنا في الحرية والاستقلال هو تكبيده خسائر بشرية فادحة فهذا هو الشيء الوحيد الذي يؤثر في الجمهور الأمريكي وبكتلته الناخبة ويجعلها تسقط المجرم بوش أما حدوث المجازر لشعبنا ولمقاومتنا فلن تؤثر في ذلك الجمهور إلا على نطاق ضيق جدا وعلى هذا ينبغي جعل دم المحتلين يسيل دون توقف . وليتذكر الجميع أن بيننا وبين الانتصار التام ستة أشهر وربما أقل من ذلك كثيرا إذا حدث الانفجار الشامل على المستوى الوطني لهذا السبب الطارئ أو ذاك أو تطور الإضراب العام الجاري حاليا ..كما ينبغي أن نعي جيدا أن العدو المرتبك الآن والجريح لن يقف مكتوف الأيدي ، وربما يقدم على تنازلات واسعة ومحسوبة وربما ينقلب على مجلس الحكم أو يطرد عددا من أعضائه ولكنه لن يتسامح مع المقاومة الوطنية التي تنشد الاستقلال الوطني التام والسيادة الفعلية لعراق خال من القواعد العسكرية الأجنبية والحكومات العميلة .إذن فلتستمر ولتتكاثف العمليات الفدائية ضد المحتلين . وليتصاعد الإضراب العام ولينتشر في جميع أنحاء العراق . السيد المستشار : أعلن مستشار الأمن القومي موفق الربيعي أنه مستاء جدا لما تناقلته بعض الفضائيات ووسائل الإعلام من أنه استقال احتجاجا على ما يحدث في عدد من مدن العراق وأضح "سيادته " أن الحقيقة هي أنه استقال لأنه عين مستشارا للأمن القومي . هل نعتذر نيابة عن وسائل الإعلام تلك لهذا المستشار ونقول له : معذرةً وأسفاً ، لقد ظنوا أنك شريف وتحتج على قتل أبناء شعبك ! السيد المستشار إياه وجه اليوم أيضا نداء إلى من سماهم ( أبناء الفلوجة الأبطال ) دعاهم إلى تسليم قتلة الجواسيس الأمريكيين الأربعة لكي يسحبوا البساط من تحت أقدام من يريد الشر بالفلوجة ! عجيب ، وماذا عن السبعمائة قتيل عراقي والألف جريح وثلاثمائة ألا يكفي كل هذا الثمن المرتفع لإشباع شهوة الدم لدى "مولاك " الأمريكي ؟
#علاء_للامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|