أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم العامري - خل ياكلون الجهال..!‏














المزيد.....

خل ياكلون الجهال..!‏


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 07:59
المحور: المجتمع المدني
    


‏(صورة حقيقية للإنهزامية)‏
خلاصة سياسة الحكام العرب تجاه شعوبهم تكمن في المثل العربي (القح): (جوّع ‏كلبك يتبعك).. وكل زعيم عربي يضع هذا المثل في رأسه الفارغ قبل أن يضع أي ‏شيء آخر.. حتى غدت تلك الكلاب (بنظر الحكام) التي همّها بطونها أكثر أمناً وجرياً ‏خلف تلك السياسات المهزومة بعد ان راحت تجسّد ثقافة التصفيق ببطون فارغة ‏واجساد ناحلة وبيوت تملؤها الحسرات والآهات.. لا أدري من أول من نظم صدر أو ‏عجز بيت الشعر (وأكثر الظن عجزه لما له من علاقة بالبطولات العربية): (بالروح ‏بالدم نفديك يا.....) وعليك ان تضع في المكان المناسب ما تراه مناسباً من اسم او ‏كنية او صفة (ولا علاقة لك بحرف الروي او القافية فيحق للحكام ما لا يلحق ‏لشعوبهم)..‏
ولأن أكثر الشعوب على وجه الأرض تناسلاً هم العرب ( ضمن احصائيات الزيجات ‏العربية وتكاثرها) وأكثرهم خذلاناً ورضوخاً لجلاديهم فأن الجلادين يختبرون مدى ‏جبروتهم وكبريائهم في مختبر الرعية التي لا حول لهم ولا قوة، فيجعلونهم ينتظرون ‏عند عتبات القصور الفارهة ليحظوا (بكسرة) خبز قد تمهل جوعهم ليوم آخر.. واذا ‏ما ظهرت نخبة (في غفلة من السلطة الغاشمة) مطالبة بحقوق الجياع فان الجياع هم ‏اول من يقتص منهم مأخوذين بسحر (ولي الأمر) والقائد الأوحد المفدى وأكاذيب ‏اعلامه المصفر.. ‏
معادلة غير عادلة، وقسمة ضيزى (بالضاد وليس بالطاء)، ضحيتها الملايين ‏واللاعبون فيها كبار الدجل.‏
ما يخيفنا في عصرنا العربي شرعنة القهر، وتقنين الاستبداد، وأسلمة الديكتاتورية، ‏فكل ديكتاتور يخبئ تحت معطفه رجل دين يسمّيه (عالماً).. يمنحه الكارت الأخضر ‏لقتل ما تملك يمينه.. ويقتص من في قصاصه حياة لأولي العروش.. فالعروش ‏العربية لن تستمر الا بإروائها من دم الضحايا، ودموع الايتام، وبكارة (الماجدات). ‏
لم يقتنع قادة العرب بقوانينهم الوضعية التي تبرر لهم ما يفعلون وراحوا يقرّبون من ‏يجروء على تفصيل الدين حسب مقاساتهم، العروش حرمات، والقصور صروح ‏لخلفاء الله في الأرض.. الرؤساء معصومون عن الاخطاء، وأحاديث الملوك أشرف ‏من كل مقولات فطاحل أمتهم، وما نطقوا عن الهوى.. ‏
مشكلتنا أننا محكومون بالأمل (عذرا لسعد الله ونّوس) وهو ما يبقينا راضين على ما ‏نرى وما نعيشه.. ننتظر العيش الرغيد والحياة الكريمة الهانئة كما انتظرها آباؤنا ‏ومن قبلهم أجدادنا وأجداد أجدادنا و..و.. وصولاً الى أبينا آدم! ولأن الأمل يكحل ‏عيوننا كل صباح حتى وان كانت صباحتنا مظلمة فقد كان على خلفاء الله في الأرض ‏ان يستغلوا ذلك ويرسموا من خلال مستشاريهم آمالاً كاذبة لشعوب جائعة.‏
العراقيون كانوا ضحية لذلك القدر العربي، فعبر سفرهم الطويل بطش بهم سلاطين ‏وملوك ورؤساء، فمن جوع لجوع (ما مرّ يوم والعراق ليس فيه جوع-السياب)، ومن ‏قتل لقتل، ومن تشريد وتهجير لذل في منافٍ بعيدة.. كل ذلك والأمل مربوط بعصا ‏أمامهم.. يركضون ويسبقهم، يمدون يداً فتقطعها سيوف الجبابرة والطغاة، وكانت ‏لازمة (بالروح بالدم نفديك يا....) تنتقل من جيل لجيل، ولم يخلُ الزمن الجديد من ‏تلك اللازمة فرددها العراقيون في ملاعب كرة القدم وفي استقبالهم لهذا المسؤول أو ‏ذاك في صورة تذكرنا بالماضي التعيس!‏
الولاء للأشخاص مشكلتنا الكبرى (نحن العرب) تقودنا دون أن ندري الى عبادة ‏الفرد.. فالآلهة العرب المتربعون على عروشهم خير دليل على ذلك.. فكل إله يفرّخ ‏آلهة أخرى تتغلغل في المؤسسات التي لها علاقة بأرواح الناس، هنا الخوف من ‏الحاكم أكبر من الخوف من الله، وكلمة الباطل في حضرة (الرئيس) صارت ديدن ‏الانتهازيين والمطبلين وماسحي الأكتاف والأحذية.. ومن أجل أن لا ينسى الناس ‏إلههم الذي يبطش ويميت فقد وضع المتملقون في كل ساحة صنماً له يذكرهم ببطشه ‏ان نسوا ويمدهم بالخوف ان استدّ ساعدهم.. ولكي يعبدونه ليلاً ونهاراً فقد صار يطل ‏عليهم في شاشات التلفاز ليلقي خطاباً يغيض فيه (سيبويه) في نصبه للفاعل وكسره ‏للمفعول به ورفعه للمجرور باذن الحاكم الأوحد! فما حاجة الناس للغة العربية والتقيّد ‏بها ما داموا ينتظرون اللحظة التي ينطق فيها بمكرمة تصبح عيداً قوميّاً فيما بعد ‏فأعيادنا قد غدت بعدد ما فقدناه من أبناء في زنزانات الموت او سوح الوغى!.. ‏المكرمة التي ينتظرها الجياع هي (خبزة) الأمل المعقودة في العصا التي تشدنا الى ‏أمام.. ما أكثر المكارم التي تشبه الى حد بعيد مقولة (خل ياكلون الجهال..) فلا الأكل ‏جاء ولا (الجهال) أكلوا..!‏
تكاثرت الأصنام في بلداننا، وتوغلت في كل مكان، وانتشر داء عبادة الفرد، واذا ما ‏سقط صنم هنا نبتت أصنام هناك، وازدحمت المؤسسات بأصنام من شتى الألوان ‏والأحجام، اصنام طين، واخرى برونز، وثالثة اسمنت، ورابعة من أجساد ‏الضحايا..وأصنام من خراء!.. كل ذلك والأمل المعقود ما زال يراود المحكومون ‏بالضيم والقهر اليومي.. ‏
الهوّة تكبر ما بين الحاكم والمحكومين، والجوع يزداد، والكروش تنتفخ، والمساكين ‏ينتظرون من يقول لهم للمرة المليون (خل ياكلون الجهال)!‏
ملاحظة: كل ما ورد في المقال حقيقي ولا وجود للخيال فيه.‏



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساجدة العبادي: كل صفاء العالم وجماله
- حديث ما قبل الانتخابات: من أين لك هذا..؟
- الاعلام حين يكون قائداً.ً.تجربة قناة الفيحاء أنموذجا
- شيء من الذاكرة
- كاظم الأحمدي.. لا نقول وداعا
- الف عافية..... وهرش !
- مسخ - مسرحية من فصل واحد
- قصيدتان
- سلام خُذ!
- عوالم
- من ملفات الاعلام العراقي
- من ملفات الاعلام العراقي (2)
- من ملفات الاعلام العراقي (1) الطارئون
- الى قاتلي مع الخزي!
- هل نسى المربديون نازك الملائكة؟!
- الرابعة ومشتقاتها
- العراق أولاً وأخيراً..
- ستراتيجية بوش الجديدة
- هل يتخلى الوطن عن مبدعيه؟
- هل تنتظرون موتكم أيها الأدباء؟


المزيد.....




- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم العامري - خل ياكلون الجهال..!‏