|
في ذكري الفاتح من مايو / إلي كل جماهير العالم:
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:48
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
في ذكري الفاتح من مايو إلي كل جماهير العالم: العاطلين والمُعَطّلين والنّشطين، في الليل والنهار، في الواقع وفي الأحلام، في المصانع والحقول، في المدن والأرياف، الكبار والصغار، الإناث والذكور، في البيوت وفي الشوارع، المادي واللاّمادّي، الخاص والمستقل والعمومي والممنوع... وألف إسم و إسم و إسم ...كُلّكم تنتجون الحياة الجميلة ويدوسها رأس المال بقدميه الوسختين. إلي أولئك الذين يحترقون آناء الليل وأطراف النهار، الذي يبدأ أسبوع عملهم يوم الأحد الساعة الرابعة بعد منتصف الليل وينتهي يوم السبت بعد منتصف الليل كذلك، أولئك الذين لا يعترفون بالرؤوس مهما كان نوعها ويعملون علي انتزاع الحياة الحيّة الحرة بكل الوسائل وبكل اقتدار.
" يتصبّب الخيال عرقا ودما... والواقع قارس ثقيل حارس ليل، فستان موت، راوي قبور، شتاء طويل، فتور في فتور..." (المُترجم)
نص: انطونيو نغري، مشهد مقتطع من "ثلاثيّة الاختلاف"، منشورات ستُوك، باريس، مارس، 2009
المشهد د1 السّرب1
تختلف الآن الأصوات التي تكوّن فرقة المُنشدين بعضها عن بعض، تختلف تماما. -هذا ما يُوحي به نضال التفرّدات. والمقاومة قوة مُوزَّعة تُلملم نفسها وتهاجم من تلك الجهة أو من تلك، إنها تبدع شبكاتها الخاصّة وتعبّر عن التوحُشيّة - آلاف مُؤلّفة من الحركات التي تحيّر العدوّ و تضلّله، أصوات تَنمُّل حي وحركات تجمهر كثيف تأخذ أشكالا مفاجئة وأبعادا صادمة لا تُقاوَم. -هلُمّوا، أيها الأصدقاء؟ إلي الحُصُون، إلي المتاريس! -أيها العمال الوقتيون العابرون، غير المستقرين، المتقلّبون المهاجرون والقابلون للتكيف ابتدعُوا بداية ماي ملؤها الفرح وميزتها عاقليّة الجموع، نَابتة تعبر العواصم الكبرى! - هيّا أيها الأصدقاء! إلي المعركة! - هُبّوا. أيا جمهور الحريّة، لنندفع! - حاصرُوا رأس المال أينما عملتم! - إعطاب، فوضي، نضال! انقلُوا العدوى إلي الصمت-العتمة-العماء-الغشية-الغيمومة-الغيبوبة و اشحنوا مشاريع المعرفة القوية بانحرافات مجنونة ، لغّمُوا لغة العلم ببيُوبُوليطيقا النضال! - ولكن علي الخصوص: انتزعُوا أقصي طاقة ممكنة من القوّة المُنتجة! استعيدُوا كلّ شيء! تسلّحُوا بعقولكم كما يتسلّح المقاتلون وحرّرُوا أحلامكم، أبدعوا عوالم جديدة! - إن رأس المال يتشهّي البديل الذي هو انتم، وانه لمُرتَهب. وإن سلطته مُلزمَة بإحكام الرقابة. - تتعدّي الحياة صلب الجماهير مجرّد عتبة نظام التأديب. فقد دمّر عصر الصّراعات إمكان الضّبط. إنكم إن تقاتلوا وتهاجموا في شكل أسراب، تولّدون هذيان العدُو. فلا تتركوه يفكر. - كيف يمكن أن يرُدَّ بلا حياء؟ - بخصخصة الحياة وبإعادتها إلي الإقطاع وباستعبادها وإنطاقها لغة البانتُو (الإفريقية). ببناء جدران الفصل، بإنتاج أشكال تبعية جديدة للامبريالية...ورغم ذلك لم ينجح هذا المنع المتواصل والجامد بحق: فرأس المال هو من الآن طفيليّ لا حياة فيه، انه بلا منطق تنمية. - يظلّ عصا السلطان والطاعة، عصًا مَلويّة. ولا يتمكن من فرض إرادته إلا والجمهور ضعيف بلا كثافة وعاري الأفق. - لكن، ها أن القوة المنتجة للعمال والمفكرين والفلاحين والنساء والمهاجرين والفقراء تحيا من جديد: فأما بالنسبة للأعراف، فهو الضباب يرتفع من جديد؛ وأما بالنسبة للسلطة فتهاطل أمطار كثيفة سوداء مستحيلة، عاصفة بلا برق؛ وأما رأس المال فالأمر عنده سدٌّ حيٌّ يمتد: إنتاج مغاير، فرادات لا مردّ لها...- ولا مجرّد عائق أو حدّ...حدّ أعلي كجبل لن تنال قمّته، عميق كهاوية دوّامة، دُوار...- هاوية؟ طعنة في القلب 2( أو ذبح القلب)! أين تحطّمت مقاومتنا، أين مات فينا الغضب... الإنسان
لقد ألقيت بنفسي في الحياة و في تقلبها المتسرّع كأني مررت كما لحظة انحراف ...ورغم أننا نواصل اليوم البحث عن الواحد و الحزب و الايدولوجيا...فإنني اعلم أنني عرفت نفسي بنفسي وأنني استعدت الآخرين، ولا آخر في الآخرين، وإنوَجدتُ في مشترك كل الناس. الجماهير. يُعرض بظهره عن الجمهور وهو يفكر. إن ما حققناه هو "نحن"- شيء جماعي، طبعا، غير انه مكون من التفرّدات المميزة للكثير من الأفعال، رغبات وقرارات- إذا كان ثمّة شيء جماعي ،اليوم، فلأنه ينشا من نفسه- لا مفارق ولا سيّد، حتى ولو كان أُمّا أو أبا، ينظمانه أو يفسرانه: ينظر الجماعي في أعماقه الخاصّة، وهذا النظر إلي الداخل هو مشترك الجماهير. لا أصل ولا مبدأ- وإنّما إخلاف (أو تنابت غير طبيعي)، غُدُوّ ورواح، حركة أرَابسك راقصة (أو توريق جميل كما تقول العرب)، تطور نسق الفرادات في أشكال العيش المشترك التي هي علي الدوام أكثر جذرية وتجاورا. انه الجمهور. شكل منظّم وعصيّ عن الاحتواء، شكل التفرّد الجماعي والذاتية (الكبري والصغرى). هذا هو السرب.
1- ويقصد بالاستعارة الجمهور المتحرّك الفعاّل الحر المستقل المناضل. Essaim ,Swarm , Sciame, Schwarm. In profundo gurgite- 2
تعريب:صلاح الداودي، تونس، ابريل،2009
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برتقالة أمي
-
حديث الشاعر مع نفسه
-
الجسد
-
في البيوسياسية
-
رسائل طوني نغري حول-الفن والجمهور-
-
من هو-الانسان الاخير-؟
-
متى نعود ل-بيوتنا- من جهة الشعر؟
-
الجدار
-
الابيض الاسود
-
من اجل اساس مادي للغيرية :المشترك
-
بلا اعضاء
-
الغصن الذهبيّ,غزة 2009
-
حملُ الاطفال
-
وطني....
-
غزّا غراد
-
ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
-
هجرة الحواس
-
سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
-
كوريغرافيا المذبوحين 2
-
كوريغرافيا المذبوحين
المزيد.....
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
-
السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث
...
-
Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
-
25 November, International Day for the Elimination of Violen
...
-
25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
-
استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين
...
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|