أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!














المزيد.....

استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا بد سيستوقفك المشهدان، بدلالاتهما البالغة، حتى وإن كان يفصل بينهما حوالي الثلاثة أشهر تقريباً، ألا وهما، المشهد الأول: هو الاستقبال الشعبي، الحافل والحاشد الذي حظي به رئيس وزراء تركيا الإسلامي طيب رجب أردوغان من مؤتمر دافوس، احتجاجاً على "تمييز بروتوكولي" حصل بحقه، كما عبـّر هو بنفسه قبيل انسحابه مباشرة، ونظراً، حسب قوله، لعدم إعطائه الفسحة الموازية من الوقت، التي أعطيت للرئيس الإسرائيلي العمالي، صاحب المذابح الشهيرة في تاريخ "العرب" الحديث، لشرح وجهة نظره، وذلك في معرض سجال حاد كان يدور على منصة القاعة حول غزة، والمواقف المختلفة حيالها.

وأذكر وقتها التبرير –النشاز- المقدّم من قبل السيد عمرو موسى، الأمين العام لما يطلق عليه بجامعة الدول العربية ، لخروج أردوغان، وكأني به، مدافعاً ومنافحاً، ومعتذراً بذات الوقت، عن الإحراج الذي تعرض له صديقه بيريز أكثر من أي شيء آخر على إثر انسحاب أردوغان الغاضب، حين قال-موسى- في تصريحات لجريدة"الشرق الأوسط" اللندنية: "كان الانسحاب بسبب إدارة الجلسة، وليس انسحابا سياسياً، وهذا ما جعلني أستمر في أعمال المنتدى دون انسحاب». هكذا إذن، انسحاب إداري وليس له أية خلفية أو مضامين سياسية، أي بمعنى آخر لا تلوموا إسرائيل ولا بيريز فلا علاقة لهما بالموقف على الإطلاق؟ يبدو أن هذا هو الدور المتحول والجديد للجامعة العربية، الذي أصبح مجرد تجميل، وتبرير لما تقوم به إسرائيل وعدم إيذاء لمشاعر حمامات السلام كبيريز وغيره على الإطلاق. غير أن موقف أردوغان أخذ بسياقاته ورمزياته الحقيقية في عمق الشارعين العربي والإسلامي، انطوت فيما انطوت، وعلى عكس ما تمنى موسى، ويا حسرتاه، على تحدٍ لوجود الضيف الإسرائيلي، وتقليل من شأن وجوده وإهمال ولا مبالاة لرمزية وجوده في المنتدى، ما ألهب خيال الشارع المحتقن ضد إسرائيل ودماء أطفال غزة ما زالت تفوح في أرجاء المنطقة، ومشاهد الركام العبثي الإجرامي المنفلت من أية عقالات تطفو على ذاكرة ووعي الناس. ومن هنا فقد كان ما كان له من استقبال الفاتحين الأبطال في تركياً من قبل جماهير شعبه التي خرجت لتحيته، والثناء على خطوته الشجاعة والبطولية في ازدراء مجرم الحرب الصهيوني، لتعبـّر تلك المسيرات عن مكنونات داخلية، ومختزنات متراكمة، في عمق الوجدان الشعبي حيال إسرائيل وكل ما يتعلق بها، وهذه واحدة من الحقائق المؤلمة والملموسة، والتي يحاول "رسل" المحبة والسلام العرب، تجاوزها والقفز، و"النط" من فوقها.

وعلى الجانب الآخر فقد برز مشهد آخر لا يقل إثارة، ودراماتيكية، حصل بالأمس القريب، وتحديداً في مؤتمر في مؤتمر جنيف لمكافحة العنصرية "ديربان 2"، حين قام الرئيس الإيراني محمدو أحمدي نجاد، وأثناء خطبته، بوصف إسرائيل، وممارساتها في الأراضي العربية المحتلة، بالعنصرية، ما أثار موجة من ردود الأفعال الغاضبة بين الوفود الغربية الداعمة لإسرائيل، الذي أفضى، تالياً، لسلسلة من الانسحابات المتتالية من قاعة المؤتمر، احتجاجاً على وصم الكيان اليهودي بالعنصرية من قبل نجاد، الذي استمر في كلمته، غير آبه بردود الأفعال تلك. وسبحان من قيض للعرب، هذا "الفارسي الصفوي"، ليتحدث باسمهم، وبالنيابة عنهم، ويدافع عن قضاياهم ويعبـّر عن عواطف ومشاعر شعوبهم، بعد أن انكفؤوا وتراجعوا ورضوا بما قسم لهم من قضاء وقدر سياسي. غير أن سلوك نجاد الذي أزعج الغربيين، كان يحظى، على جانب آخر، بتأييد غامر، وفرح عامر من قبل شارع عريض هنا وهناك، ووجد له مؤيدين، وأنصار، ومحبين في غير مكان من العالم، ولعل الاستقبال الشعبي العفوي الحماسي الذي استقبله به الناس في قلب طهران، يعكس مدى وأهمية موقف أحمدي نجاد، وخير تعبير عما يكنه له ابناء شعبه من محبة واحترام وتقدير لموقفه الشجاع.

لقد دخل الرجلان، مع مشهديهما، التاريخ، كما وجدان وذاكرة الناس. فمواقف البطولة والشجاعة والإباء قلما تمحى من الضمير والوجدان. وسيمضي وقت طويل قبل أن تخبو تلك الجذوات المتقدة التي أوقدها المشهدان في الخيال الشعبي العام لأبناء المنطقة، لاسيما وأن الرثاثة، والابتذال، والتواضع هو ما يطغى على السطح، ها هنا، ومنذ أمد غير قريب، على أية حال.

غير أن هذين المشهدين، يلقيان بظلال ثقيلة، قاتمة وسوداء، على مشاهد أخرى، في أماكن أخرى من العالم، ويذكرا المرء بمسؤولين أشاوس يتسللون، خيفة، وخلسة، ومن الأبواب الخلفية، وتحت جنح الظلام، ولا يدري بهم أحد، متى خرجوا، ومتى عادوا، ويلجون مقاصدهم وسط حراسات أمنية مشددة، وجحافل من العسس، ووجيوش مؤللة وجرارة من البوليس السري، ورجال الاستخبارات. والبون شاسع، وشتـّان ما بين هذا وذاك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!