أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - صناعة تايوان - المذكرة الثامنة














المزيد.....

صناعة تايوان - المذكرة الثامنة


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:19
المحور: سيرة ذاتية
    


انتقدني اليوم ولداي الشابان الذكيان يوسف ووائل لكتابة مذكرات رحلتي الوحيدة خارج العراق مازحين معي ( تؤيدهما امهما ) بالقول : ( الذي يراك تكتب هذه المذكرات يتصور انك عشت سنين في اليابان ، بينما انت لم تقم فيها سوى ايام لا يتجاوز عددها ايام شهر شباط في سنة كبيسة ! ) ، يأتي انتقادهما لي لاني ازاحمها على طاولات الكتابة في بيتنا الصغير الذي هو أكبر بكثير عن اغلب البيوت اليابانية التي رأيتها ، ازاحمهما في استخدام مسودات الورق الابيض بينما هما منشغلان في التحضير لامتحانات مدرستيهما الثانويتين ، هما يعلمان ان اباهما يحتاج لكتابة موضوع قصير كهذا لاوراق نظيفة عديدة ولساعات عديدة ينقطع فيها ارساله وتجاوبه مع كل المحيطين به في البيت ، يعيد كتابة الموضوع وتحريره ما ملكت ايمانه حتى لحظات التنضيد على الحاسوب ، وبعد استنساخ المادة على القرص الليزي يتنفس الصعداء ويبتسم معيدا اتصاله بهما منتصرا وكأنه صنع جهازا ياباني الملامح !.
ربما سيزيد انتقاد ولداي مزحا بعد ان يقرءا سطوري هذه ويعلما ان اباهما وقبل عشرين عاما لم يغادر بغداد الا وكتب رسالة توديع رقيقة لكل مدراء اقسام الدائرة التي كان يعمل فيها ، ورسالة توديع خاصة لموظفي القسم الذي كان يديره ، ربما سيستغرب ولداي حينما سيعلمان ولاول مرة باني جلبت هدايا لجميع موظفي قسمي عند عودتي الى بغداد ، هدايا كانت كبيرة بمعناها رغم ان كلفتها المادية كانت باعلى قيمة يتحملها جيبي الذي لم يدخل به يوما اي فلس غير الراتب المتواضع ، قيمة كل هدية لم يتجاوز خمسة دولارات وعدد الموظفين كان ( 24 ) موظفا وموظفة ، بخلت على معدتي اياما عدة كي استطيع توفير ثمن هذه الهدايا ، فرح الجميع بهداياي المتواضعة ( نظارة شمسية ، قداحة ، عطر ، حلي ) ، كان اهم اسباب فرحهم ، علم جميعهم ( دون استثناء ) انهم في حال مادي افضل من مديرهم الذي يغتبطوه لثراء امانته وصدقه وقناعته واخلاصه وشجاعته في عمله ، ومودته معهم ابا واخا ، ذلك الثراء الصعب المنال ، الثراء الذي قد يفتقده اغنى اغنياء البشر ، الثراء الوحيد الذي يتمناه كل بشر قبل لحظة لقاء خالقه ، او هكذا اظن .
لم يبق لي ما يساعدني في شراء هدية لوالدي حينها ، اشتريت لهم ساعتين من اسواق بغداد بعد عودتي مدعيا للمسكينين ان هديتهما من اليابان ، بينما لم اهد اخوتي سوى احلى التحايا .
كتابتي القادمة ستكون الاخيرة عن رحلتي وسأكشف فيها عن مضامين رسالة عراقية وجهتها الى اليابانيين قبل رحيلي عنهم ، كما سأروي قصة متاعب الممنوعات التي ضبطت في حقيبة سفري في مطار اوساكا .
قبل ان انهي كلماتي ، سادتي ، اقر وأعترف باني اكتشفت في بغداد ان كل الهدايا التي جلبتها لزملائي من اليابان كان قد كتب عليها ( صنع في تايوان ) !!



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة
- مسؤول حريص على ( المودة )
- كاريكتير : قصة مسؤول بعد 2003
- رقص شرقي - المذكرة السابعة
- ازمة ماكنة حلاقة - المذكرة السادسة
- اعتذار لحقيبة دبلوماسية - المذكرة الخامسة
- غليان اداري
- كباب بغداد في اوساكا - المذكرة الرابعة
- موشي موشي .. بغداد ( مذكرة 3 )
- صباح الخير طوكيو - مذكرة 2
- نداء هام من مغترب عراقي الى دولة رئيس الوزراء : دستور اوربي ...
- مذكرات رحلة الى اليابان - المذكرة الاولى
- مهزلة كوليرا ادارية
- أطلقوا سرا الحب
- عيد حب الماني
- صابونة
- باعة جنس
- الى الوراء در كبول البعير
- بريشة الوردي ..السياحة في العراق حتى 2003
- الى المثقفين والحكومة العراقية - جامعة الوردي للعلوم الانسان ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - صناعة تايوان - المذكرة الثامنة