أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة














المزيد.....

رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 06:32
المحور: سيرة ذاتية
    


انتهت ايام دورتي العلمية المقررة في لحظات كانت اليابان ( ذات الاغلبية البوذية ) تزينها اشجار اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية قبل شهر من حلولها ، كان بامكاني تمديد بقائي في اليابان اسبوعين اخرين لولا ان احسست باعمال تنتظرني لانجازها في وظيفتي ببغداد ، واصل زملائي الدورة الممدة بينما اعددت حقائبي للرحيل .
باللغة الانكليزية وجهت رسالة الى ادارة الشركة اليابانية التي استضافتني ، شكرت فيها كل العاملين في الشركة للخدمة التي قدموها لي ، شكرت مهندسيها على كل ( حرف ) علموني اياه ، كعراقي شكرت ارض اليابان وشعبها الطيب المسالم المسامح الخلوق . تركت رسالتي عند اليابانيين اثرا طيبا جدا قد يصل درجة المفاجأة ، ربما لانها كانت طوعية من انسان محسوب على دولة نفط شرقية حسب ، او انهم لم يتوقعوا ان اولي اهمية لاداء كلمة شكر وعرفان بعد ان انتهت حاجتي خاصة اني كنت تجادلت لاكثر من مرة مع مندوبهم الاداري حول بعض النواقص في موقع اقامتنا ، ومن يدري قد اكون من القلائل الذين ادوا هذه الاصول بين عشرات المتدربين الذين تستقبلهم الشركة سنويا من كل انحاء العالم . علمت ان مسؤول الشركة ترجم الرسالة وحفظها في الارشيف ونشر نسختها بارتياح وفخر على جميع منتسبيه .
ليلة رحيلي جوا من مطار اوساكا الى طوكيو ، اشارت اجهزة فحص الحقائب الى وجود ( ممنوعات ) في احدى حقائبي ، استغربت وممثل الشركة المرافق لي ، كنت قد وضعت في تلك الحقيبة كراسات وكتلوكات كثيرة حصلت عليها من الشركة المستضيفة ، كما وضعت فيها تمثالا مصنوعا من الجبس طوله حوالي ( 40 ) سم يمثل امرأة يابانية ترتدي الزي الشعبي الياباني كانت الشركة اهدته للمشتركين بالدورة ، وضمت الحقيبة حاجات صغيرة اخرى كمداليات و علب كبريت دفترية تحمل اسماء مطاعم تناولت فيها طعاما جمعتها للذكرى ، بعد فتح حقيبتي امام رجال امن المطار تبين ان الممنوعات التي اثارت اصوات اجهزة الانذار هي مجموعة ( علب كبريت ) كنت قد وضعتها في كيس صغير ، صودرت هذه العلب مني لكني لحظتها مددت يدي على الكيس الذي صار بيد رجل الامن واخرجت ثلاث او اربع علب كبريت منه عائدا بها الى حقيبتي قائلا لرجل الامن : (احتاج منها للذكرى ) ، طلب مني التوقيع في سجل لديهم ، ولا ادري لم وقعت وعلى ما ذا وقعت ! ترى الم يكن من الانسب ان يسلم لي ( وصل ) بالمواد المصادرة بدلا من توقيعي لديهم ؟!
وصلت طوكيو وبت فيها لاعتلي صباح اليوم التالي طائرة الخطوط العراقية عودة الى بغداد ، كانت الطائرة شبه فارغة لذا فان ممثل الخطوط الجوية العراقية تساهل مشكورا بعدم احتساب ضريبة على الوزن الاضافي لحقائبي خاصة ان الكتلوكات كانت سبب معظم ذلك الوزن .
في الطائرة كانت مجموعة شباب عراقيين موفدين من وزارات اخرى ، فهمت من اصواتهم العالية في الحديث ان احدهم صودرت من حقيبته مجموعة سكاكين كان اشتراها من طوكيو لوالدته حسب طلبها ، عرفت من حديثهم ايضا انهم كانوا يصرفون الدولار خارج البنوك باسعار تعادل سبعة اضعاف سعر التصريف الرسمي للدولار الى الين الياباني !
حطت طائرتي ارض بغداد ، ورغم الفرحة بعودتي الى وطني واهلي ، انتابتني موجة حزن والم لما ابصرته من فرق بين بنائي طوكيو وبغداد ، اشبهه كالفرق بين حالي مدينة وصحراء !
وصل معي التمثال الجبسي للزي الشعبي النسائي الياباني الى بغداد سالما ، لكني فقدته عام 1989 اي بعد ثلاث سنوات بسبب عبث طفل احد اقاربي الزائرين ، اسفت جدا لفقده متمنيا لو كان مصنوعا من اي مادة زهيدة اخرى عدا الجبس !
اقول اخيرا ، شكرا لليابان ووداعا ..



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤول حريص على ( المودة )
- كاريكتير : قصة مسؤول بعد 2003
- رقص شرقي - المذكرة السابعة
- ازمة ماكنة حلاقة - المذكرة السادسة
- اعتذار لحقيبة دبلوماسية - المذكرة الخامسة
- غليان اداري
- كباب بغداد في اوساكا - المذكرة الرابعة
- موشي موشي .. بغداد ( مذكرة 3 )
- صباح الخير طوكيو - مذكرة 2
- نداء هام من مغترب عراقي الى دولة رئيس الوزراء : دستور اوربي ...
- مذكرات رحلة الى اليابان - المذكرة الاولى
- مهزلة كوليرا ادارية
- أطلقوا سرا الحب
- عيد حب الماني
- صابونة
- باعة جنس
- الى الوراء در كبول البعير
- بريشة الوردي ..السياحة في العراق حتى 2003
- الى المثقفين والحكومة العراقية - جامعة الوردي للعلوم الانسان ...
- عراقي في مربع نزاهة / حوار مع رئيس هيئة النزاهة في العراق


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة