تحية لعمال العراق في يومهم العالمي يوم وحدة كفاحهم الطبقي والوطني والعالمي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

يحفل تاريخ العراق المعاصر بنضالات الطبقة العاملة العراقية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى جميع الصعد، الطبقية والوطنية والعالمية. و ادركت الطبقة العاملة العراقية منذ نشأتها في مطلع القرن الماضي بارتباط نضالها الطبقي الاقتصادي والاجتماعي بالنضال الوطني وتحرر العراق من الهيمنة البريطانية فقد نشأت في المشاريع الكبرى لقوات الاحتلال البريطانية وواجهت اقسى اشكال الاستغلال الطبقي والوطني. وخاضت النضال الطبقي منذ نشوئها. فقداجترح عمال الدوكيارد اول اضراب عمالي عام 1919 من اجل زيادة الاجور وتحديد ساعات العمل . وفرض عمال العراق حق التنظيم النقابي عام 1929 وحققوا اول قانون عمل بدعم منظمة العمل الدولية عام 1936. ولعبت الطبقة العاملة العراقية دورا رائدا في توعية وتعبئة الجماهير في النضال من اجل التحرر الاقتصادي والتقدم الاجتماعي في ثلاثينات القرن الماضي. فقد قادت الحركة النقابية الاضراب العام الذي خاضته الجماهيرضد محاولات النظام الملكي التابع تحميل الشعب العراقي اوزار الازمة الاقتصادية العالمية الكبرى عام 1929-1933 بفرض ضرائب جديدة عام 1931. كما قادت الاضراب العام ضد رفع شركة الكهرباء اسعار الوحدة الكهربائية عام 1933. و يحفل التاريخ بانجازات رائعة للطبقة العاملة العراقية فقد تصدت عام 1961 لتهديدات شركات النفط بوقف انتاج وضخ النفط لاحباط قرار رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بتأميم جميع الاراضي العراقية خارج حقول النفط المستثمرة . وقامت بسحب مهندسيها وخبرائها . فاحتل عمال ومهندسو العراق المواقع وواصلوا الانتاج والتصدير . والطبقة العاملة العراقية بخصائصها الطبقية العامة، رمزا للوحدة الوطنية. فالاستغلال الطبقي يوحد العمال على اختلاف انتماتهم القومية والدينية. فقد خاضوا اكبر الاضرابات ضد شركات النفط موحدين من جميع القوميات والاديان والطوائف المتآخية في كركوك والبصرة . وكانوا في طليعة النضال الوطني لحماية وتطوير ثورة 14/تموز 1958. ونهضت الطبقة العاملة العراقية بنضالات عربية مشهودة، بدءا بدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد مشاريع تكوين الكيان الصهيوني في الثلاثينات من القرن الماضي وضد مشروع تقسيم فلسطين في الاربعينات وصولا الى دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد مشاريع التوسع الاسرائيلي غير المحدود حتى يومنا هذا . وهدد عمال النفط عام 1956 بقطع النفط عن قوات العدوان الثلاثي على مصر. وشارك عمال العراق عمال العالم في يومهم العالمي لاول مرة عام 1945 بعد النصر على الفاشية ولم يستطيعوا فرض الاعتراف به رسميا الا في ثورة 14/تموز فكان الاول من ايار عام 1959 عيدا وطنيا وعالميا رائعا وشهدت بغداد واحدة من اكبر المسيرات العالمية تقديرا لدور الطبقة العاملة في تحقيق الثورة وتحقيق انجازاتها وحمايتها من التهديدات المحدقة. ومنذ عام 1945 ارتبطت الحركة النقابية العراقية بالاتحاد الديموقراطي العالمي لنقابات العمال وحضت بدعمه وتدربت كوادرها في مؤتمراته العالمية والمناطقية وفي معاهده العمالية.
نعم لطبقتنا العاملة تاريخ مجيد وتجارب غزيرة لايمكن ان تمحيها سنوات من لارهاب الدموي ومصادرة الحقوق بما فيها حق العمل بل والحياة فضلا عن حرمانها من قانون العمل الذي ناضلت عقود من اجل تطويره،والعمل على وشق وحدتها بتحويل عمال القطاع الحكومي الى موظفين وحرمانهم من حق التنظيم النقابي ، والتدخل في شؤونهم بما فيها انتخاب ممثليهم النقابيين ومهاجمة مقراتهم ومصادرة ممتلكاتهم . وفي يومهم العالمي يستعيد عمال العراق دراسة تجاربهم ومنطلقاتهم الاساسية في النضال من اجل اهدافهم الطبقية وارتباطها بالاهداف الوطنية وفي مقدمتها التحرر من الاحتلال، وما تتطلبه من توحيد جميع القوى الوطنية . وكذلك ارتباط اهدافهم الطبقية الانية والمستقبلية بالاهداف الانية والمستقبلية لشعبهم فضلا عن الاهداف العالمية لعموم البشرية . وإذ تتصاعد نضالات الطبقة العاملة العراقية اليوم من اجل سن قانون عمل يستند الى القوانين والاعراف الدولية وباشراف ودعم المنظمات الدولية، والى الغاء جميع القوانين والقرارات التي اصدها النظام الدكتاتوري للايغال في استغلال الطبقة العاملة وشق صفوفها والتدخل في شؤونها النقابية والتي رسختها قوات الاحتلال وطورتها الحكومات المنصبة ، فانهم بامس الحاجة الى الدعم الجماهيري والعالمي . فالاضرابات العمالية ولاسيما في المشاريع شبه المعطلة وفقا لمخطط قوات الاحتلال القاضي بتحطيم الصناعة الوطنية وغلق المصانع الحكومية لايمكن ان يحقق اهدافه الا بتحريك الجماهير ودعم المنظمات الطلابية والنسوية والمهنية كنقابة المعلمين والمهندسين والصحفيين والاطباء ، بل والمنظمات العالمية بما في ذلك المساهمة في الاضرابات العمالية وتظاهراتهم. وفي نفس الوقت تتطلب مساهمة الحركة النقابية العمالية في نضالات الجماهير من اجل مطالبها الانية وتنظيمها كتنظيم النضالات الكبرى من اجل الكهرباء وضد قانون نهب النفط والغاز . ودعم نضالات المنظمات المهنية الاخرى كنقابة المعلمين والصحفيين . وليس من خلال بيانات الدعم والشجب فقط بل بالقيام بنشاطات جماهيرية واسعة .
ان شعبنا اليوم يواجه مع شعوب العالم تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية ومحاولات العولمة الراسمالية تحميل البشرية بما فيها شعبنا تبعات الازمة بالاستغلال المفرط لثرواتها وطاقاتها وشن الهجمات المنظمة على حقوقها عامة وحقوق الطبقة العاملة خاصة . الامر الذي يعني مزيدا من الافقار لشعوب العالم ومزيد من الهدر للاقتصاد الوطني والعالمي والايغال في استغلال الطبقة العاملة الوطنية والعالمية ، وتصعيد لجميع وسائل القمع والارهاب وصولا الى شن الحروب لتركيعها . ولا سبيل لوقف كل ذلك الا بالنضال الجماهيري الفعال الذي تشكل فيه الطبقة العاملة الداينمو المحرك والتضامن العالمي درعه الواقي . فاعداء شعبنا واعداء البشرية لا ترعبهم الاحتجاجات المتفرقة والصامتة بل اشد ما يرعبهم هو تفجر غضب شعبنا وشعوب العالم ولاسيما في يوم العمال العالمي
سعاد خيري في 22/5/2009

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات