رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:08
المحور:
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
كنت أتسائل في أيام شبابي , خصوصا أيام الصيف القاتلة الطويلة في العراق , لماذا لم أخلق في أوربا الباردة النظيفة والجميلة , خصوصا أني أحب النظام الدقيق في كل شيء ؟
وأتسائل في سري ماذنب البشر الذين خلقوا في أفريقيا السوداء بهذا الجو وهذا الفقر والجذب في كل شيء ؟ أو في أواسط وجنوب آسيا مثل الهند والباكستان وبنكلاديش ونحوها ,وهل سيحاسب الله هؤلاء بالرغم من انسحاقهم الروحي والمعنوي والجسدي ؟
وكانت أمثلة صغيرة من قبيل هونك كونك ودولة جنوب أفريقيا وحتى تايوان تعطيني أدلة على أن الاستعمار بالرغم من تسميته الكريهة قد قلب الموازين في تلك الدول عن حال جيرانها وجعلها في حالة جيدة , وهذا معناه نوع الانسان هو العنصر المهم في حال البلد..
نعم نوع الانسان وليس الكم والعدد لهذا الانسان هو العنصر الفاعل في السعادة !
يتفق معظم العلماء و المحللين الاقتصاديين والاجتماعيين وحتى الساسة , على أن مشكلة كوكبنا الأرضي الاولى هي الزيادة السكانية الكبيرة مقابل الموارد المحدودة لأمنا الأرض .
إن عدد سكان كوكبنا اليوم هو 6 مليارات و790 مليون والحسابة بتحسب ,وبعد عقود قليلة سيصبح العدد 9 مليارات , بينما البدائل المكتشفة للتعويض عن نقص الموارد الاصلية لا تكفي ولا تتناسب مع تلك الزيادة المضطردة !
في صغرنا كنا نسمع ونقرأ عن الموارد المحدودة مثل النفط والمعادن والاراضي الصالحة للزراعة وغير ذلك ..وبعد عقد أو عقدين من الزمان ,أضيف إليها مياه الانهار , لكونها لاتعوض بنفس كمية استهلاكها..وحاليا أضفنا حتى الاوكسجين الى تلك الموارد المحدودة الآيلة الى التناقص يوميا (نتيجة تزايد النشاط البشري وتناقص مساحات الغابات) ,
ولم يبق إلا القليل مما لانخشى نفاذه مثل اشعة الشمس وطاقة الرياح ومياه المحيطات !
وأمام هذا القلق الدائم ,إندفع الانسان الى التفكير والعمل والابتكار لكل ماهو جديد ومفيد ليضمن مستقبله وأجياله القادمة كذلك .ويحلو للبعض إختصار تلك المشكلة الكبيرة بالقول
أنها ناتجة عن جشع البعض وتخمتهم على حساب ركون وكسل الآخرين وجوعهم .
قد تكون مشاكل البيئة والمناخ والتلوث مسيطرة حاليا على تفكير المختصين وتمثل الشغل الشاغل للعلماء لأن النتائج السلبية الملموسة أصبحت كبيرة وواضحة بدءا بثقب الاوزون وإنتهاءا بذوبان الجليد في القطب الشمالي ومن ثم الارتفاع التدريجي لمستوى مياه البحار والمحيطات , مما يهدد كثير من الدول والاراضي الزراعية والانسان عموما .
وفي أحد أفلام عادل إمام يتغنى الشاعر الشعبي بواحدة من تلك المشاكل قائلا ..الحلزونة والحلزون إتقابلوا في خرم الاوزون ,وهو ربما يشير الى قلق جميع المخلوقات من ذلك الثقب اللعين .وأنا عندما أسير في الشارع أقرأ بعض الاعلانات التي تشير الى أن كل شخص يطرح 2 ونصف طن سنويا من ثاني اوكسيد الكاربون من جراء تنفسه وفعالياته الاخرى , وبعض البحوث الامريكية أشارت الى أن إرتفاع حالات الطلاق يؤثر سلبيا على البيئة بشكل واضح , حيث أن تفكك الاسرة الواحدة الى إثنتين يضاعف إستهلاك الطاقة
ويزيد حتى من كمية إستهلاك الموارد المعرضة للنضوب كالاراضي والمياه والطعام والطاقة !
وإذا تركنا القلق جانبا لنبحث عن الحلول المعقولة , سنجد أنفسنا في طرفي نقيض مع دعوات وأبحاث العلماء والاطباء وتجاربهم في إطالة عمر الانسان ,ذلك أنها نظريا تزيد المشكلة الاصلية وتعقدها , فزيادة العدد في هذه الحالة سيحمل خطورة مضاعفة لأن المضافين هنا غير منتجين غالبا (بل على العكس سيحتاجون مزيد من الاهتمام أكثر من الناس العاديين ) بسبب أعمارهم الكبيرة ,وستكون معدلات الانتاج أقل نسبيا مقارنة مع الوضع الاصلي الحالي . وحتى في حالة الاستعاضة بالآلات والروبوتات في الأنتاج ستبقى محدودية المصادر والموارد الطبيعية هي المشكلة .
إذن يبقى الحل الوحيد و الفعال لمجابهة جميع تلك المشاكل , هو السيطرة على الزيادة السكانية في كل مكان .
وهنا نتوقع من المتطرفين أن يهاجموا أصل الفكرة لتحديد النسل , ليقولوا كيف تتدخلون في مشيئة الله ؟ هو الذي يخلقهم ويرزقهم وإياكم ... , وقد يسردوا لنا بعض الامثال الشعبية على غرار( الجوز موجود والابن مولود ) ويعتبروها دليلا علميا على كلامهم .
ولحل تلك المعضلة الجديدة (أقصد مشكلة إعتراض المتطرفين على تحديد النسل ) ,تخيلت حلا ,يكتشف بواسطته علماء الطب لقاحا أو مصلا يسمح بولادة واحدة لكل إمرأة ,وأن يبدأ بتطبيقه إجباريا في الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة كالصين والهند والباكستان وبنكلاديش وأندونيسيا ودول أفريقيا الفقيرة ,ويكون إجباريا بدرجة أقل في دول أخرى مثل العزيزة مصر وغزة وأمريكا اللاتينية.
إن التركيز على نوع الانسان بدل الكم الهائل , سيوفر السعادة وفرص العمل والرخاء للبشر.ونظرة بسيطة لطبيعة تكوين العائلات عموما وعدد أفرادها سيلاحظ المرء رفاهية ويسر عند تلك القليلة العدد , بينما نقص في الاموال والراحة عند زيادة الانفس .
علينا أن نغير إسلوب حياتنا وتفكيرنا قبل كل شيء , فحتى جمل بسيطة بين العرسان من قبيل ..(أنا عايز دستة عيال )يجب أن تختفي من قاموسنا اليومي ليحل بدلها , هل حصلت على مصل الولادة الجديد ؟؟
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟