أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ما بين الفلوجة وكربلاء !














المزيد.....

ما بين الفلوجة وكربلاء !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان يمكن أن تشهد ذكرى احياء أربعينة استشهاد الامام الحسين ، التي مرت أمس ، احداثا مروعة ودامية كتلك التي شهدتها مراسم ذكرى استشهاده قبل اربعين يوما من ألآن ، ولكن ذلك لم يحدث بعاملين فاعلين أثنين هما : يقضة أهل المدينة الذين حرصوا على حراسة الملايين من زوار الأمام الحسين من العراقيين ، ومن غير العراقيين القادمين من دول أخرى ، ويقضة ووعي الزوار أنفسهم الذين رفضوا الانجرار وراء شعارات بعض المتصيدين لمثل هذه الفرصة ، وكان في مقدمة هؤلاء المتصيدين لهذه لسنة جيش المهدي ! الذين كانوا يطمحون بأن تنضمّ إليهم هذه الجموع الغفيرة ، ليبرهنوا للقريب والبعيد أن شعبا زاخرا عدده وعديده يقف معهم ، ويدعمهم في ورطتهم التي وضعوا انفسهم هم فيها ، وحين لم يجدوا ناصرا ، ولا معينا من هذه الجماهير الغفيرة خرجوا في تظاهرة لا يزيد عدد المشاركين فيها على مئة وخمسين نفرا ، وراحوا يطوفون حول مرقد الامام الحسين بعد أن انتهت مراسم الزيارة تلك ، فما كان إلا ان تصدت لهم بعض النسوة صائحات فيهم : اذهبوا قاتلوا جنود الامريكان فهم امامكم ! لا تأتوا هنا ! أو ليذهب كل واحد منكم الى حيّه ويقاتل منه !
هذا التصدي الحازم من قبل نساء العراق لهؤلاء الذين غلبهم طيش الشباب ، وسحقتهم البطالة في الشوارع حدث رغم أن التظاهرة تلك كانت قد رفعت سيف التكفير التي تلجأ اليه عادة الحركات الدينية ، شيعية أكانت أم سنية ، وفي أي وقت تشاء ، وتنفذه في قتل أي شخص تريد ، فهذه الحركات رغم تطاحنها واختلافها ترى كل واحدة منها أنها ظل الله في الأرض ! وعلى الجميع أن يطيع ، وإلا فالسيف بتار ، وقطع الرقاب هو الخيار !
ردد المتظاهرون في تلك المظاهرة شعارا يقول : عاش عاش عاش الصدر ...والساكت وامريكا الكفر ، ويبدل هذا الشعار فيصبح : عاش عاش عاش الصدر ...والمجلس وأمريكا الكفر ! تحت هذا الشعار سيموت العراق كله ، ستموت الاطفال لانها ساكتة ، ستموت نساء العراق اللائي يطمحن بالأمن والسكينة ، سيموت الرجال ممن لا يأخذون باهداف هؤلاء ، وستموت الحوزة الصامتة ، كما يسميها اصحاب الشعار ، بما فيها السيد السستاني ، سيموت نخيل العراق ، وحيواناته ، وستهدم جدران بيوته وبناياته لا لشيء الا لانها صامتة ، ساكتة !
وحين نقرأ الشعار بصورته الثانية : المجلس وامريكا كفر ، سنجد أول من يموت الدكتور محمد بحر العلوم ، شيخ المجلس ، والكرديان : جلال ومسعود ، والمؤمنان : ابراهيم الجعفري، ومحسن عبد الحميد ، ,اما حميد مجيد ، سكرتير الحزب الشيوعي ، وعضو مجلس الحكم فحكم الشعار هذا نافذ فيه من قبل !
شعار الموت هذا ذكرني بشعار موت آخر رفعته عصابات صدام ، وأطاح برؤوس الكثير من أبناء شعبنا المبتلى بالمتخلفين ، والذي يقول : من ليس معنا فهو ضدنا ! ومعنى هذا أن القبر هو مصيرك إن لم تنضم لصفوف العصابات تلك ، مثلما هو مصيرك حين لا تنضوي تحت ألوية جيش المهدي ! الذي بدأ يتبخر شيئا فشيئا ، وها هي صور قائده يدوسها جند بوش بأرجلهم في ساحات وشوارع العراق ، والتي راحت شاشات تلفزيونات الدنيا تعرضها كفصل من فصول تراجيديا العراق الجديد !
اما العامل الثاني الذي منع حدوث ما ينغص مراسيم الزيارة تلك فهو تطويق القوات الأمريكية لفلول مخابرات صدام الساقط ، والقادمين من جند ابن لادن من خارج العراق، والذين وجدوا مأوى آمنا لهم في مدينة الفلوجة ، حيث كانوا يصدرون منها الأرهابيين المفخخين ، والسيارات الملغومة الى مدن العراق ألاخرى ، خاصة تلك المدن التي تقطنها أغلبية من الشيعة مثل مدينة كربلاء الباسلة التي لم تهزها قنابل ابن لادن وصدام، ولا شعارات جيش المهدي وبنادقه .
كان المؤمل ، ومثل ما ذكرت بعض المعلومات الاستخبارية ، أن فلول صدام ، وجند الوهابية في العراق ، وعلى خطى اجدادهم ، كانوا يزمعون مهاجمة المدينة ، وقتل اكبر عدد من الزوار فيها ، مستغلين الفوضى التي اشاعها جيش المهدي ! ولكن محاصرة القوات الأمريكية للفلوجة ، والتي تعتبر مقرهم الأمين ، بعد أن ضاقت بهم مدن العراق الأخرى، وبعد سقوط اعداد منهم قتلى وأسرى بيد تلك القوات ، حال دون أفعالهم الجبانة في قتل المدنيين ، وازهاق أرواح الأبرياء . عندها لجؤوا لفعل زعران لبنان في خطف المدنيين من الأجانب ، وبهذا عادوا قطاع طرق ، وليس مقاومين أو منتفضين كما راح يزعق محمد الدوري من دولة الأمارات العربية ، وعبر اذاعة لندن العريقة ! وتأكيدا ، فانه سيحصل على توبيخ من لدن مضيّفيه لأنه ما عاد قادرا على احترام شروط الضيافة الامريكية التي قبل بموجبها ضيفا على حكومة الشيخ زايد آل نهيان ، شأنه في ذلك شأن رفيقه الكذاب محمد سعيد الصحاف !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ما بين الفلوجة وكربلاء !