إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد يخفى على أحد الآن أن نجاح المسلسل الديموقراطي يظل رهينا بالأساس بالمشاركة الفعلية والفعالة لكل مكونات المجتمع، باعتبار أن أي نوع من أنواع الإقصاء يؤدي بالضرورة إلى جعل المشاركة السياسية تفقد نجا عتها وطابع الاستقلالية.
وفي هذا الإطار يبرز دور الشباب المغربي في بناء المجتمع وإعداد غذه.فأي موقع يحتل الشباب المغربي في الركح السياسي عموما ؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء الشباب المغربي عن المشاركة السياسية ؟
إن المتتبع للتاريخي السياسي للمغرب يلاحظ أن الشباب المغربي كان يلعب دورا جوهريا في الساحة السياسية منذ فجر الستينات (انتفاضة 23 مارس 1965 ا، الحركات النضالية في السبعينيات والثمانينات، اتحاد وطني لطلبة المغرب، الحركة الاتحادية، الحركة الماركسية، اللينينية، التنظيمات الإسلامية …)
إلا أنهم منذ عشر سنوات تقريبا لوحظ عزوف هذا الشباب عن المشاركة السياسية، هل هذا راجع لعوامل ذاتية خاصة بالشباب أنفسهم أم لعوامل موضوعية ؟ أم لهما معا ؟ ومن المؤكد أن هذا العزوف جاء بفعل تداخل عدة عوامل من أبرزها ضعف ثقافة المواطنة بفعل تخلي المؤسسات والتنظيمات عن دورها في تأطير الشباب باعتبار أنها تعيش أزمة تنظيمية بنيوية جعلتهما خارج الركب وعلى هامش السياسي المؤثر.
وانضاف عامل آخر ساهم في استفحال هذا العزوف ارتماء الشباب في أحضان التيارات المتطرفة بفعل سيادة اليأس وانسداد الأفق وانتشار التهميش والإقصاء اللذان يولدان الحقد الاجتماع ويحشدان روح التطرف الرافض كليا للتعامل مع الواقع والمساهمة في ضرورة تغييره بأساليب حضارية وتفضيل سبل نسفه بأي وسيلة مهما كان الثمن.وهذا ما ترجمته بجلاء أحداث 16 مايو 2003 الدامية بالدار البيضاء.
وتظل الأمية، إحدى العوامل البارزة كذلك والتي تؤثر في إشكالية مشاركة سياسية ببلادنا.يبدو أن ما يناهز 65 في المائة من الهيئة الناخبة أميون وما يفوق 45 في المائة عاطلون أو معطلون، علما أن هذه الهيئة مشكلة في غالبتها من الشباب وبفعل جملة من الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية إنقاذ الشباب المغربي إلى عزوف المشاركة في حياة سياسية لا تنتج له إلا مزيد من التهميش والإقصاء وتعيد إنتاج يأسه بشكل مضاعف، وبذلك ظل الشباب المغربي رغما عنه مقصيا إقصاء كليا وممنهجا من المساهمة في بلورة القرار السياسي لا سيما فيما يتعلق القرارات الكبرى.
والشباب المغربي لا ينفر من العمل السياسي بقدر ما هو ساخط على الواقع إلى درجة أنه فقد الثقة في جدوى المشاركة.ولأدل على ذلك دوره في الساحة السياسية على امتداد الستينات والسبعينات والثمانينات .
ولا أدل على ذلك مساهمتهم في فضاءات العمل الجمعوي.وهذا الواقع يدل على معنى واحد لا ثاني له ، وهو فشل التنظيمات والمؤسسات السياسية عن القيم بدورها ووقوعها على هامش ركب اهتمامات وطموحات الشباب .وأحسن دليل على هذا الحضور المكثف للشباب في مختلف حركات الاحتجاج والتنديد ببلادنا مهما كان الحدث وكيفما كانت المناسبة .
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟