أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - لصوص وكلاب !















المزيد.....

لصوص وكلاب !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البطل في حكاية اللص والكلاب لشيخ كتاب القصة العربية نجيب محفوظ هو شخص واحد تلاحقه كلاب الشرطة ، وقلة من الناس المسعورين كالكلاب ـ يعضون كل عابر سبيل لا يجاريهم ـ اما البطولة في حكاية العراق الان والمكتوبة بالحبر الاحمر ـ الدم ـ والماثلة امامنا بكل تفاصيلها البنائية ، والانهيارية ، من المقدمة الى النهايات المفتوحة على مختلف الاحتمالات ، مرورا بفصولها التي تنهش وعلى مدار الساعة ، انها بطولة مرعبة لكلاب شاركت اللصوص في اكبر عملية اداء حي في تاريخ بلاد عرفت بالحكايات الساحرة والغريبة والمبتكرة ، كحكايات الف ليلة وليلة ، ولا اغالي اذا قلت في اكبر عملية اداء اجرامي على وجه الارض وعبر كل تاريخها المعروف !

مفهوم البطولة في النقد الابداعي يحتمل الوجهين السلبي والايجابي ، وهو هنا لا يخرج عن الاطار التاريخي للدور الفردي اوالجماعي في الفعل المنعكس من المنتج الفكري او الادبي الذي يحمل بين طياته موقفا من روح كاتبه التي تلخص تجربته وخلفياته ، وهو بالتالي يعيد تركيب تفاعلات الفكرة او الواقع الروائي ويقاربه من الواقع الفعلي الذي يستلزم تحليلا يتعمق بشخصية الكاتب وعوالمه او شخوصه الروائية وفضاءاتها اضافة الى ايقاع اللغة وخصائص البناء الفني للحكاية ، النقد سيكون اعادة لكتابة النص من منظور التحليل وليس التركيب الذي تجسده الكتابة الاولى ، ومفهوم البطولة في فلسفة التاريخ تؤسس لهذا المنحى االمعرفي ايضا ، وحتما هناك تاثير متبادل بين الوجهين ـ التاريخي والفلسفي فكلاهما يدرس البشر واثارهم ابداعا وخلقا وبناءا وصراعا او انقلابا وغزوا وقتلا وتدميرا !

البطولة في الادب لها خصائصها ، كشخصيات محورية ومواقف محورية تحتمل الافتراض في بناء الشخصية والموقف ، وهي دائما انعكاس للواقع ، واللبطولة في التاريخ ايضا خصائصها التي لا مجال للافتراض فيها فهي دائما تتمحور حول جبهات صراع واقعة فعليا ، وهي واقع قائم بانعكاساته ، والتي ستكون الادبية حتما واحدة منها !
كان نيرون بطل حادثة احراق روما ، انه هو من احرقها ، عطيل بطل رواية شكسبير وديدمونة بطلة ايضا في الواقع على اقل تقدير وكذلك الواشي بينهما ، كلكامش بطل و انكيدو كذلك والافعى ايضا ، الله بطل على طريقته الشمولية ، والشيطان ايضا بطل !

الكلب لاسي بطل ، وكلب الحراسة بطل ، هنري كسنجر بطل لمفاوضات السلام مقابل بطولة عصامية لنغوين ثاي بنة وزيرة خارجية فيتنام الشمالية وقتها !
بطولة سلبية وايجابية ، خيرة وشريرة ، صحية ومريضة ، انسانية وبربرية ، عاقلة ومجنونة !

ابطال جريمة العراق ـ الغزو والفوضى الشاملة والحرق والتدمير والنهب والاخضاع ـ ارادوها متناسلة لكسر وحدانية المواجهة بينهم وبين المقاومين ، زرعوا بذور المواجهات الطائفية والعنصرية كوصفة جاهزة للاخضاع الشامل ،، وبعد ان فشل حصادهم الطائفي ، يجري الان التحضير لمواجهات عنصرية كدسوا لها كل المستلزمات القابلة للاشتعال ، وعن بعد وقرب !
جحافل الامبراطورية ومن سار بمعيتها من الحلفاء والشركاء الامبرياليين والتابعين ، وطائفيي العراق ـ الاحزاب الاسلامية الطائفية السنية والشيعية ـ والاحزاب العنصرية فيه ـ الاحزاب العشائرية الكردية ، المتصاهرة مع اليسار الانتهازي المعزول والموالي لتطلعاتهم وعلى طول الخط والخادم المطيع لمصالحهم الضيقة والطفيلية ـ جميعا شركاء ومتورطون حتى البطولة ، ومنذ ان وضعوا ك ارصدتهم في اسهم السي اي ايه والبنتاغون ، ومخلفاتهما في العراق بعد احتلاله ، قيادة الجيش الامريكي في العراق والسفارة الامريكية في بغداد ـ اكبر سفارة امريكية في العالم ـ !

لصوص كبار وصغار ، متحالفين مع كلاب مسعورة ، لعضعضة العراق وتقسيمه ، وجعله قاعدة دائمة من قواعد النفوذ الامريكي ، وتقسيمه كغنيمة ، بعد ان يجري تعطيل لكامل قدراته !

هل سمعتم عن دولة واحدة يتنازع حكامها على تبعية مناطقها فيما بينهم ؟
هل سمعتم عن دستور يشرعن تقسيم البلاد والعباد ؟
هل سمعتم عن اقليم تابع لدولة ما يتمتع بصلاحيات اكبر من الدولة نفسها ـ له جيش مستقل وتسليح خاص ، ويبيع نفطه بشكل مستقل ، ويقيم علاقات دولية بشكل مستقل ، وليس للحكومة المركزية عليه اي سلطة حتى ولو شكلية ، كرفع العلم ، ناهيك عن منعها من ارسال الجيش الوطني لمناطقها ، والى منع دخول ابناء البلاد الى مناطقها دون كفيل ؟
هل سمعتم بيسار يتنكر لحقوق الاكثرية السكانية ـ العرب والتركمان واليزيديين والشبك ـ ويتشبث بالتبعية لحركة قومية انعزالية تتمادى بعربدتها نتيجة الفراغ المؤقت القائم ونتيجة لغياب الدولة الوطنية ، ووجود قوات الاحتلال التي تتناغم مع فتنتها ؟
هل سمعتم بحزب يساري يجامل ويتملق قتلة عناصره ومؤيديه ، ويسترخص دماء منتسبيه ، بل يحترم من يهينه ـ هكذا حزب لا يمكن ان يكون حقيقة يساري ، انه مزيف ومنحرف ولا يستحق الاحترام ، على الرغم من ان اسمه كان محترما وكذلك تاريخه ـ ؟
احزاب وحركات وشخصيات متهافتة على الارتزاق ـ احزاب العملية السياسية الطائفية والعنصرية ـ لا ينقصها غير الصدق والاخلاص والنظافة والمبدئية وثقة الناس بها ، ناهيك عن الوطنية !

ابطال وطنيون يستلهمون من ارث هذه الارض وناسها الاصلاء ، يستحضرون عزائم شعلان ابو الجون والشيخ ضاري والخالصي الكبير ، يلهمهم فكر الحماسة للرضي وابو تمام والمتنبي والرصافي وكل الرعيل الغادي والاتي ، ليعيدوا لبغداد مجدها الزاهي ، ثالوث ابدي لا يقبل التقسيم ، قلب وعقل وضمير ، هو هذا العراق الذي لبغداده وبصرته ونينواه ـ الموصل الحدباء ـ تسجد النوايا !
طوبى لقيصر واسامة واثيل ،
طوبى لكل عراقي اصيل
طوبى لهذا الشعب الذي يدحر الطغيان وليس في عرفه مستحيل !

اما اليسار المزيف والمحلف زورا وبهتانا ، والذي باع عدته مقابل اوراق خضراء تنزل جيوب قادته ، وفتات من بقايا موائد اللصوص التي ترمى للاتباع كرواتب تقاعد عن القضية واكراميات للتخلي عنها ، فنقول يومكم قريب وسيقتل الشر نفسه ، عندما تحل ساعة الخلاص ، وحتى قبلها ، لان حالتكم ومن معكم في الجوقة هي حالة اللصوص الذين سيتقاتلون على التفرد بالغنائم !

العراق يعيش اسوء واخطر مراحل تاريخه ، العراق مقدم على مواجهات حاسمة ستقرر نتائجها ان يكون او لا يكون ، للصوص وكلابهم ابطال ، ولشعبنا ومقاومته ابطال وسنرى اي الابطال سينتصرون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون !




#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لمواقف الحزب الشيوعي العراقي حول موضوعة المناطق ...
- الحوار المتمدن ومستلزماته الضرورية !
- 14 نيسان يوم السباع !
- 9 نيسان يوم مهان !
- السياسيون لا يكذبون في واحد نيسان !
- عزيز محمد سيرة متفردة بالتثبت في الموقع !
- عالم مزدحم بالاسلحة !
- مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !
- وصايا ليست يسوعية !
- سعادين في رحاب اليمين !
- عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
- لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
- البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
- الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !
- الراسمالية نهاية طريق لا نهاية تاريخ !
- الفكر الفاعل اكثر خطورة من جيوش جرارة !
- كوتا ام ارستقراطية مطلوبة لاستكمال اكسسوارات المشهد ؟
- روجيه غارودي تجاوز فلسفة الكورس !


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - لصوص وكلاب !