هوامش على مذكرات بقة مستهترة

حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 07:26
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

لا اعرف هل خلقني الله ام الشيطان ولا اعرف هل ان الطين له صله بخلقي،اعرف ان البشر الذين امص دمهم يعملون على ادامة وجودي فانا جزء مما يسمونه( التنوع البايولوجي)،واعرف ايضا ان العراق بلد ادم وجنة عدن،وبلد الطين والطوفان والقحط والعوز والهور الذي قصبه جف والضمير الذي بالتاريخ استخف فافسد المبيد بثمن زهيد..اكثر اصدقائي اخلاصا هو الشيخ رغم اننا معشر البق لاننتظم في عشائر لكننا تحالفنا معه فرمينا في جرشه ودخلنا في حمايته ونعمنا بامنه ودماء عشيرته..لا يزيد اخلاص الشيخ لنا عن اخلاص صديقنا الطنطل الوفي للشيخ ولنا وللهور. الطنطل يخاف من النار ومن النور كما نخاف نحن من المبيد .الطنطل وشيخ العشيرة وانا اركان العملية السياحية البيئية .. دستورنا التوافق رغم اننا مخلوقون من خامات متباينه فالطنطل من النار والشيخ من الطين والماء الدافق لابيه الشيخ..اما انا فلا اعرف مم خلقت .اسالوا انتم عن خلقي فالامر لا يهمني في شيء.المهم ان مصلحتي متحققة بالنواب من الشيوخ والسماسرة ،فالكثير منهم يعشق افخاذ اللحوم البيضاء والذهب الاسود رغم داء الزرقاء والماء الاسود و الماء الابيض الذي تعاني منه العيون واعضاء بشرية اخرى مطهرة غير طاهرة قبل وبعد ازمات المال وحملات الحجيج من ارض الروم والفرنجة حيث لم تكن لنا نحن معاشر البعوض ممالك.
الماء والخضراء والوجه الحسن اعرفها جميعا بحسي ومنظوري وليس حسكم ونظاراتكم ..الماء بضاعة الترك والخضراء بضاعة الروم والوجه الحسن بضاعة غيرتها صالونات التجميل وعمليات شد العضلات التي ارجو ان تكون للبق منها حصة بعد ما تكون لها عضلات ...فالمبيد لم يعد له وجود بعدما انعم علينا الرفاق بضربة الزعيم والقضاء على سمكاته في الحمار والحويزة والصحين.
ياشعب العراق اعلموا ان البق لايخاف من الاسلحة التقليدية ،فلا الدبابات ولا المدفعية ولا حتى سلاح الجو يخيفه ، لذلك فاننا معاشر الحشرات ساندنا الحملة الكونية ضد اسلحة الدمار الشامل.
عندما تقرؤا للبق فلا تصدقوه ،فالامركله لا يعدوا كونه دعاية انتخابية اطلقتها اناث الانوفلس عبر المواقع العنكبوتية لتوهم من في الارض فينزل من في السماء على ارض مطار الجبايش الدولي فيقوم بسياحة بيئية عبر القصب الناقع بالماء المالح فيصور ابا الزلنطح في زيجة مفرحة سيتردد صداها في متاحف التاريخ الطبيعي شرقا وغربا..كفضيحة فساد مالي او اداري و اخلاقي في ارض سومر بعد ان مات نوح شابا بعد عمر قصير بحسرة غرق ولده العاق.
ماالذي يريده الشيوخ الان بعدما اصبحت للاهوار وزارة ترعى شؤون شقوق الارض ودعوات السماء المتربة،ليس هذا فحسب ،بل منظمات مجتمع مدني ومراكز بحوث ،ولا بد ان الطناطل استحضرت تراثها السومري الذي حفظه لهم سكان المدن العصرية اللبنية شرق قناة الجيش وعلى ضفاف شطيط ومبازل الصقلاوية ومنكوبي فيضان الوشاش.
دجلة لم يعد نهرا والفرات اصبح ايقونة عطش الحسين ،والقوم يرقبون ماءً تاه في اودية هضاب الروم وجبال العجم وبراري الشام .اولى بكم ايها السادة ان لا تننظروا احفاد البق لتفتك بابنائكم بعد ما لعب الفساد في دوائكم وسلب العيارون خيرطعامكم.
كنت احمل هذه المذكرات وتداعياتها الى المؤتمر الثالث لاعادة تاهيل اهوار جنوب العراق..وكنت على وشك ان اخبر الموتمرين بها قبل ان يتسرب القلق والخجل الى نفسي المنكوبة بما حصل و ما زال يحصل في الجامعة المستنصرية التي اصبح لها رئيسين من الذرية المطهرة قبل ان يتوارى احدهما عن الانظار ويجري تناسي موقع الاخر وتوقيعه فاضحت بغير رئيس، الكل كان يتحدث بحماس عن مقترح ما او دور ما او نبات ما او حيوان ما، اما انا فوجدت نفسي خارج السرب ، والحال يقضي ان لا اغرد حفاظا على كرامتي، فالقوم يتكلمون عن هور بلا ماء اماانا فلا احمل سوى ما يثبط العزيمة و يثني الحماس ،كم كان مخيفا لي عندما سمعت من احدهم ان مياه نهر الفرات تجري بثمانية وعشرين مترا مكعبا بالثانية بعدما كانت بالمئات ،كنت قد انهيت اشرافي على اطروحة كتبها طالب دكتوراه ،اعطت نتائج مخيبة لامال المتفائلين الذين لم اكن احدهم على الاطلاق ،فانا رجل علم ولست رجل سياسة ممن يخدع السياسيين المساكين!!لم اجد امامي بد غيران اكون مع المنادين بعالمية شعار الاهوار عسى ان ياتي المدد الرباني او التركي او السوري او الايراني ،ليبارك الرب هذه الامتار المكعبة ويمنعها من ان تتغلغل بين شقوق التربة العطشى او ان تتبخر فلا تخلف غير ملحا لا ينفع حتى للخبز،
زار الترك والعجم والعرب ارضنا وحصلوا على مايريدون ..الكل يعرف ما يريد اما حكومتنا فلا تريد ان تعرف ما تريد ...انتبهوا قبل ان يغلبكم البق كما غلبكم البدو من قبل ..فذلك امر عند قومكم غير يسير.
لم تكن البقة جاهلة فلقد خلقها الله من الماء..قبل ان يبث فيها مكرها وطنينها ،لكنها قطعا كانت مستهترة ،انتبهوا الى المفسدين والمفسدات من البق و الطناطل والانس فانهم مستهترون.

#حسن_الشرع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات