طوبى للطبقة العاملة في عيدها

شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 08:11
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

تستقبل الطبقة العاملـة العراقيـة واحد أيار 2009 بحلم كبير ونشاطات واسعـة وهي محملـة بالآمال والأمنيات لرفع هموم وعذاب كل الكادحين وتنتظر من الحكومة إصدار قرارات تتوافق مع اتفاقيتي منظمة العمل الدوليـة ( ilo رقم 87 ، 98 ) وإلغاء أرث النظام السابق والقرارات المجحفة بحق الطبقة العاملة ومنها قانون رقم 52 الذي وضع الحواجز بين العمال من القطاع العـام والخاص ويحضر على عمال القطاع العام تشكيل النقابات والاشتراك في الانتخابات بعـد إن عانت هذه الطبقة المحرومة وشعبنا العراقي خلال عـدة عقود لمرحلة معقدة مـن حكم نظام استبدادي عنفي لا ينسجم وتوجهات الطبقـة العاملـة ونضالها السلمي ويومها الخالد الأول من أيار من كل عام كمبرز حقيقي للنضال والتواصل مع شعلة شيكاغو حين توهجت وأضاءت بقاع العالـم المختلفـة لتجعل يوم تضامن طبقي لعمال العالم ، وأن ما تعانيه الطبقـة العاملة العراقيـة بعـد دخول قوات التحالف وعملية التغيير والثقل العسكري الأمريكي الذي أرتكب أخطاء عديـدة تحمـل الشعب تضحياتها مـن قـوى بشرية ومالية ودمر البنية التحتية العراقية وأفشى البطالـة وعبث في البنية الفوقية والثقافة العامة إضافة لما ارتكبته الدكتاتورية في العراق من تصفيات للشخصيات النقابية والعمالية الوطنية كما إن ممارسات السلطة للتضييق على الحريات النقابية وتحجيم عمـل منظمـات المجتمـع المدني كافـة لتسويقهـا إلى واجهـات سلطويـة اثر على العمـل المهني والديمقراطي ورسالتها الإنسانية . أن التأملات المرجوة على غرار عيد العمال العالمي هـو كيفيـة تضييق فجـوة الخلاف التي بعضها حقيقيـة وأغلبهـا مفتعلـة بين الاتحـادات العامــة لنقابات العمـال والتي تعـيش فـي تناحـر لا تكامـل وفـي انقسامـات وغرور زعامـات ومحترفـي مناصب ، والجميـع مطالـب بتبرير التراجـع الكبير الذي شاهدتـه النقابات والاتحـاد مـن تهميش وإلغـاء منـذ أربعـة عقـود ، ولم تستطع الحفاظ على وضعها حين كانت في انتعاش من ضغوط الحكومـات الاستبداديـة والمؤثرة في تفكيـك الطبقة العاملة . . . أن الاتحـادات العماليـة تعـيش في دوامــة مـن الانحدار والى أيـن ومتى سيتوقـف هـذا التخندق والمحاصصة وكيـف تفرغ الشحنـات المذهبيـة وترفـع المعوقـات مـن داخـل العمـل النقابي كـي تستطيـع إن تنهض بمهامها لإيقـاف الانتهاكـات المستمرة بحـق العمال حيث تحول بعضهم إلى هياكـل تواجـه المـوت وخاصة عمـال البنـاء والخدمات يتلقفهم الإرهاب ويتساقطوا كما تتساقط أوراق الخريـف كـذلك إن تدهور الوضع الاقتصادي والأمني في العراق وتفشي البطالـة وتفكيك العمل النقابي من الداخل كلها عوامل ساعدت في ضعف وشل حركة الاتحاد العام لنقابات العمال حيث أصبح جسدا منحور وباب للارتزاق بطرق مختلفـة ، وماهيـة الفائـدة مـن وجود نقابات لا حول لها ولا قوة وما هي الفائدة من وجودها وهي لا تمثل إرادة العمال وماذا يحمل هذا الوضع مـن مفاجئات وعـدم الوضـوح في وجـود نزعـات واختلافـات مذهبيـة وعرقية وضعـف الـوعي داخل الهيكلية النقابية فالـذي تصطدم فيه النقابات هـو كيفيـة المساهمة في تغيـر الواقع السيئ الذي يمر فيه العراق والطبقة العاملة ، كما أن أفضل الإعمال هو إنصاف وصيانة حقوق العمال فلـو مثلنـا كـل الروافد الملبية للطبقة العاملـة في غرفة واحدة حتما ستكون النقابة هي المفتاح لبـاب الغرفـة مـع التمسك بقرارات المـؤتمر العـام لمنظمـة العمـل الدوليـة ومنها تثبيت ساعات العمـل بثمان ساعـات يوميـا مـع احتساب أيام العطل الرسميـة وتحديد الأجـور مـع نـوع ومكان العمـل وكـذلك الالتزام بأحكـام اتفاقيـة الحـد الأدنى لسن الاستخدام . . . . أن مـن أساسيات منظمـة العمـل الدوليـة هو إطلاق الحريـات الديمقراطيـة للعمال لتشكيل العمل النقابي واختيـار ممثليهـم لدفـاع عـن حقوقهـم المسلوبـة وضمـان حـق العمـل وابتعادهـم عــن الحكومـات لتشكـل النقابـات بتفاعـل وهمـة العمـال العرب والكورد والتركمان ومن كـل الأقليات يجمعهم الترابط الطبقي والوطني والعمل من أجل وتنظيم الصفوف و توحيد النقابات والتغاضي عـن بعض الفوارق والتسامح لجمـع الاتحادات والعناويـن المختلفـة لكسب ود وإسناد وتعاطف المنظمات العمالية الدوليـة مع عمال العراق كما جاء في رسالة السيد جون جيه سويني رئيس الاتحـاد الأمريكي ورئـيس مؤتمـر المنظمـات الصناعيـة في تأريخ 12 | آذار | 2009 إلـى السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والتي يطلب فيها إلغاء القانون رقم 52 وحول ( أخفاق الحكومة المستمر في إلغاء الأمر 8750 الصادر في 2005 والذي جمد موجودات وأرصدة جميع النقابات العراقية بدون وجه حق هو الإشارة إلى عدم احترام الحقوق الأساسية للعمال كما طالـب الحكومـة إن تجعـل على سلم الأولويـات تمرير قوانين من شأنها أن تجعل العراق يلتزم بمعايير العمـل الأساسيـة لمنظمـة العمـل الدولية مـن خـلال دعم حق العمال في تشكيل منظماتهـم وانتخاب قادتهم لتمثيل مصالحهم ، حيث يساعدكـم هذا الأمر في أن تثبتوا للجميع بان حكومتكم ملتزمة بشكل جدي بحماية وضمان حقوق جميع العمال في العراق ) . . . . كما إن قوة الطبقة العاملة العراقية يكمن في اتحادها وما تكتسبه من دعم دولي وتمثيل داخل المحافـل العالميـة لرفـع كـل الغبن الـذي حضي فيه العمـال جراء السياسات القمعيـة للأنظمة المتعاقبة في العراق ، وبعـد مرور 6 أعـوم على الطبقة العاملة العراقية وهي في وطن محتل وشعب حزين مـن جـراء سياسة النظـام السابـق وشبكـات الإرهـاب ومنظمـات العنـف المعلن والمتستر ولكن تنهض هذا العام في عيدها متضامنة مع كل عمال العالم لتشكل ثقل لتواجدها على الميدان العراقي والتطلع إلى مستقبل أفضل للطبقة العاملة حتى يعم الأمن والسلام . .

#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات