أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - رسائل وعرائض قبل أحداث الحسكة: أحزمة الفقر بالقامشلي أعطت إنذارات بما سيحدث قبل الانفجار















المزيد.....

رسائل وعرائض قبل أحداث الحسكة: أحزمة الفقر بالقامشلي أعطت إنذارات بما سيحدث قبل الانفجار


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 802 - 2004 / 4 / 12 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الخامس والعشرين من شهر شباط 2004 وصل إلى جريدة قاسيون تحقيق عن أحزمة الفقر في القامشلي، أي قبيل الأحداث التي شهدتها المنطقة والتي باتت معروفة لدى الجميع بأيام قليلة، تضمن التحقيق سلسلة طويلة من المشاكل التي تعانيها العديد من مناطق المحافظة، بتفاصيلها ووقائعها، منبهاً للوضع الذي لم يعد يحتمل في أحزمة الفقر. وحذر كاتب التحقيق في نهاية المقال من أن الوضع بات حرجاً، وأن «استمرار استهتار المعنيين بالأوضاع المتدهورة ينذر بالكثير..».


عند وصول التحقيق إلى الجريدة، ونتيجة ضغط المواد ارتأت هيئة تحرير «قاسيون»، أن تؤجل التحقيق إلى العدد التالي، لكن الوضع كان قد انفجر، والآن بات نشر هذا التحقيق ضرورة، لتسليط الضوء على مساحة من الأرض السورية، باتت مهملة إلى حد كبير، ولتسليط الضوء بشكل أفضل على ما يعرف اليوم بأحزمة الفقر في المدن، وسيكون هذا التحقيق جزءاً من سلسلة من التحقيقات ستعمل على ملامسة مشاكل أحزمة الفقر بشكل أفضل، وللوقوف على أسباب نشوء هذه المناطق وما يحصل فيها وكيف يعيش السكان فيها مع العلم أن أي مدينة في سورية لا تخلو من أحزمة الفقر التي يتوجب إيجاد حلول لمشاكلها بأسرع وقت ممكن قبل أن تتحول إلى أحزمة جاهزة لتتفجر في أي وقت.

تعريف بأحزمة الفقر

أحزمة الفقر في القامشلي:

باتت الأمراض التي تعاني منها بعض بنى مؤسسات الدولة معروفة لدى الجميع من بيروقراطية وفساد وروتين وغيرها من الأمراض الشائعة في أجهزة الدولة المختلفة، كما أن ِأسباب هذه الأمراض والتحليلات والمعاينات المرافقة لها باتت معروفة أيضاً، ولا داعي للخوض في غمار تحليلات جديدة في هذا الموضوع. ومن المعروف أن هذه المعضلات راحت تلقي بظلالها على حياة المواطنين عامة وفي كافة المجالات.. إلاّ أن أكثر المتضررين من هذه الأمراض هم الأشخاص الأكثر بؤساً من أبناء شعبنا السوري. ومن هؤلاء قاطنو أحزمة الفقر في مدينة القامشلي التي عانت لفترة طويلة الكثير من المشاكل.. ولن نعرض في تحقيقنا الموجز لكافة القضايا التي تعاني منها المنطقة بل سنوجز في مطالب من المفترض أنها من الحقوق.

حي يتحول إلى مصب للمياه

فمدينة القامشلي تعاني الكثير من مشاكل الخدمات الفنية من صرف صحي وتزفيت للشوارع أو فرش بقايا مقاطع في وضع خطير، هذه الأمور ليست من الكماليات بل باتت في وضع يهدد حياة سكان بعض هذه المناطق، البعض من هذه المطالب قد تحققت، وما تحقق منها حتى الآن جاء بعد سنوات -بالمعنى الحرفي للكلمة- من المطالبة والعرائض والوساطات، تعرض خلالها أهالي أحياء أحزمة الفقر للتجاهل وعدم الرد والابتزاز وطلب الرشوة في أحيان كثيرة، وغالباً ما كانت النتائج تتجلى في التنفيذ السيىء لهذه المطالب. والذي يهدد حياة القاطنين، إذ أصبحت العديد من المناطق ضمن هذا الحزام مناطق منكوبة. فالمنطقة المسماة مرج حلكو وبسبب انخفاض منسوبها عن بقية الأحياء المحيطة بها فقد تحولت إلى مصب ومركز لتجمع المياه بكل أشكالها، مما أدى إلى تهديم بيت أحد المواطنين وتشريد عائلات أخرى بعد أن غمرت المياه بيوتهم. وهو أمر حذر منه أبناء الحي رئيس البلدية السابق غير مرة، ولم يكن من رئيس البلدية السابق إلاّ أن يقابل معظم طلباتهم بالإهمال والتسويف والتأجيل بدعوى عدم وجود إمكانيات مادية لتغطية تكاليف مثل هذا المشروع،مع العلم أن الحي المذكور يدخل ضمن المخطط التنظيمي للمدينة.

جاءت استغاثة أبناء الحي قبل أيام أثناء تدفق مياه الأمطار من كل حدب وصوب، بسبب عدم وجود فتحات لتصريف هذه المياه في أي من الشوارع المحيطة بالحي..

وبعد العديد من النداءات ورسائل الاستغاثة، تم الرد علىها متمثلة بحضور مدير منطقة القامشلي ولكن...!!

ماري أنطوانيت والسيد مدير منطقة القامشلي

السيد مدير المنطقة وجد أن المشكلة لا تكمن في تقصير الجهات المسؤولة بل أن المشكلة في الأساس عند أهالي الحي فسأل: كيف تسكنون في هذه المنطقة؟ كيف تستطيعون أن تعيشوا في هذه الأحياء..؟ هل هذه بيوت.؟؟ مذكراً بماري أنطوانيت عندما خرجت من شرفتها وعاتبت المتظاهرين المطالبين بالخبز وسألتهم لماذا لا يأكلون الكاتو.. وهذا يتقاطع مع رأي مدير المنطقة .. فكأن سكان المنطقة تركوا فيلاتهم ومساكنهم الفاخرة التي قدمت لهم كمساكن، واختاروا المجيء إلى أحزمة الفقر كنوع من الترف الفكري.

فبدل من أن يوجه حديثه إلى رئيس البلدية المرافق له عاتب الضحية مع وعود بأنهم لن يتركوا أبناء الحي في هذا الوضع المزري.. ولكنه لم يفعل شيئاً جديداً حتى تاريخ كتابة المقال.

مجرور قيد التنفيذ على الورق

لا تتوقف المشاكل المرتبطة بالبلدية ومهماتها، ولا ترتبط بمنطقة معينة بل تمتد إلى الكثير من المناطق وليست هذه المشاكل إلا عينة بسيطة عما يحدث، فأهالي الحي الغربي /منطقة القابي/ تقدموا بمعروض لتنفيذ شبكة الصرف الصحي، وطبقاً لنفس السيناريو السابق طال الأمد قبل وبعد الموافقة على إحضار المواد اللازمة للتنفيذ لتؤخذ ثانية إلى جهة غير معلومة ويبقى سؤال أهالي الحي لماذا..؟؟

اختفى المجرور وبقيت مشكلة الصرف الصحي معلقة، ويخشى سكان الحي من أن يكون المجرور قد نفذ على الورق وتم صرف الاعتمادات اللازمة لهذا المشروع..

النتائج باتت واضحة وهذه هي الأسباب

تعاني كل مدارس القامشلي من كم هائل من المشاكل والتي يرتبط جزء منها بالجانب التربوي والعلمي، وجزء آخر بالجانب البنائي، فمعظم المدارس وصلت إلى حالة مزرية، فالكثير منها يتسرب من أبوابها الهواء إلى قاعات الصفوف، وبلور النوافذ محطم وبعضها بلا نوافذ، ويتعلل القيمون على هذه المدارس بأنه لا توجد اعتمادات لاصلاحها حيث أن مديرية التربية تصادر كل النقود التي تجمع تحت بند «التعاون والنشاط».

لتكتمل الصورة مع تخفيض كمية المازوت الممنوح لمدارس المنطقة هذا العام، والذي يستخدم كما هو معروف لتدفئة الطلاب أثناء الدروس، دون أي مبرر مقنع أو معلن وراء هذا التخفيض، لكن إذا كان المبرر هو تخفيف الهدر والسرقة المكشوفة والمستترة فيجب ألا يكون طلابنا ضحية هذا الشتاء القارس مع العلم أن المنهاج الدراسي يعلم الطلبة أن المنطقة قريبة من منابع بترولية، ومنها يأتي المازوت الذي يتدفؤون عليه.

أحد أحياء شمال قدور بك في مدينة القامشلي دون مدرسة حتى تاريخ كتابة المقال مع العلم أنه منذ سنة تم تخصيص الموقع من قبل الخدمات الفنية والبلدية ولم يتم المباشرة بالعمل. وأطفال الحي المعني يضطرون إلى السير على الأقدام مسافة طويلة حتى يصلوا إلى مدرسة تقع في حي آخر.

سوء التخطيط أم تخطيط السوء

أعلنت وزارة التربية مؤخراً عن نتائج آخر مسابقة للمدرسين، والتي تقدم لها ما يقارب 1000 ممن تتوافر لديهم الشروط. لم يتم قبول إلاّ 400 اسم فقط من المتقدمين، إلى هنا كان الأمر ضمن إطار المعقول لكن أن المفاجأة جاءت عندما تم استقدام ما يقارب 500 مدرس من خارج المحافظة ليعملوا على التدريس فيها.. مما يترك الكثير من الأسئلة لدى سكان المنطقة.. أليس منطقياً أن تكون أولوية التوظيف والقبول لأبناء المحافظة .. وتتضح الصورة بشكل أفضل عندما ترشح معلومات أن أسباب رفض قبول البعض بعد هذه المسابقة كان لأسباب تتعلق بـ(مقتضيات المصلحة الوطنية) التي يتم تحديدها من قبل قلة من الأشخاص الذين يوزعون شهادات بذلك.

الزراعة.. غيض من فيض

وتمتد المشاكل في المحافظة على أكثر من مجال. ففي مجال الزراعة تتراكم أيضاً المشاكل لكن بإصرار. فحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم توزيع المبيدات على الفلاحين مع العلم أن ثمنها يقتطع من فواتير الفلاحين في كل موسم زراعي، ليلقى السماد المصير نفسه، والحق يقال أن الأسمدة متوفرة، لكن هذه الوفرة في السوق السوداء فقط مع العلم أن الفلاح يعاني الأمرين في الحصول على هذه المادة الحيوية بشكل نظامي والفارق بين سعر كل من السوقين هو 300 ليرة سورية فقط، لصالح السوق السوداء.

وإلى الآن لا يملك أغلبية الفلاحين في محافظة الحسكة سندات تمليك بالأرض التي يعملون بها، مع العلم أنهم ورثوها أباً عن جد، مع العلم أن ما يسمى بفلاحي الغمر المستقدمين منذ عقود فقط حصلوا عليها..

وكيف ستصل الشكاوى إن كانت هناك مشاكل في الاتصالات:

في مدينة القامشلي مركزان للهاتف وتكلفة تركيب خط هاتفي مباشر في المركز الأول 5900 ل.س وفي المركز الثاني 7900 ل.س وذلك دون أي مبرر فني أو تقني.

رسم التسجيل في العلب البريدية في جميع مناطق القطر 200 ل.س إلاّ في منطقة القامشلي 800 ل. س وذلك بناءً على قرار خاص بذلك.

إلى هنا ينتهي التحقيق، ويبقى السؤال مطروحاً، من المسؤول، ليرتبط بأسئلة من نوع ما الذي يخلق الغوغاء والمهمشين، من يملأ رحم الوطن بكل ذلك.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية.. فشل جديد للنظام الرسمي العربي
- واكتمل المشهد العراقي
- العراق ينتفض
- حول المناهج التعليمية بين طلاسم ثقافة الكاوبوي.. ويوسف العظم ...
- من يريد للقامشلي أن تكون قميص عثمان؟
- الوحدة الوطنية تحضيراً للمجابهة القادمة
- اليوم العالمي للتضامن لبيك ياعراق... لبيك يافلسطين
- بيادق الأمريكيين في العراق تتحرك سيناريو كلاسيكي أميركي لحرب ...
- قراءة سريعة في الموضوعات المقدمة إلى فصيل رياض الترك 1 من 2
- أزمة الكيان الصهيوني إلى أين؟
- نداء نعم للوحدة الوطنية، لا للفتنة
- الديمقراطية للمجتمع...لماذا؟
- تظاهرة احتجاجية على أنشطة السفارة الأمريكية بدمشق
- فتشوا عن أصابع أمريكا واسرائيل
- مساهمة في مناقشة«موضوعات فصيل رياض الترك» بين المنهج والنتائ ...
- حول الورقة السياسية لوحدة الشيوعيين السوريين خطوة على طريق ا ...
- سياسة الإصلاح... إلى أين؟
- إعلان الحرب على العالم برنامج صقورالبنتاغون لعام 2004
- من «إنذار غورو» إلى «إنذار باول»
- قرار المؤتمر الاستثنائي المنعقد في 18/12/2003 بمناسبة الذكرى ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - رسائل وعرائض قبل أحداث الحسكة: أحزمة الفقر بالقامشلي أعطت إنذارات بما سيحدث قبل الانفجار