أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر درويش - كراسي المسؤولين














المزيد.....

كراسي المسؤولين


جعفر درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 04:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكلام الدارج في وسائل الاعلام وتصريحات المسؤولين عن دعم الدولة للاعلاميين والمثقفين ومشروعاتهم ورؤاهم ، لا يبعث دائما على السرور ن بل لعله يثير الحزن في النفس لما ينطوي عليه من نظرة فوقية متعالية تاتي دائما من موقع الاقوى الى الاضعف ، وهذه الحقيقة المرة لمستها بوضوح في حديث الوزير (.......) الذي لا أحسبه كان واعيا لما يقول، إذ ذهب الانفعال به بعيدا وهو يحدثني: أخي نحن عازمون على ابعاد شبح الجوع عن الناس، وتعويض الشعب العراقي عن سني الحرمان التي تجرعها على أيدي النظام البائد، فلندع الناس تشبع من الخبز وبعد ذلك نفكر في الاعلام.
أرعبني حديث الرجل وصدم عقلي، لكني تمالكت نفسي وابتسمت للوزير المنفعل، وذكّرته بالشعب المصري الذي لم يشبع من الخبز يوما، وعانى كثيرا من الفقر والجوع وادمن التشرد في البلدان وتجرع الغربة باقسى صورها، فمن منا ينسى المصريين عندما اقاموا في العراق، رأينا الفرد منهم كيف كان يكد ويكدح ويجمع المال(بقليله وكثيره) لكنه لم ينس مصر ، كان لا يستثني شاردة ولا واردة حتى يكرسها من اجل بلاده، كان معبأ بحبها فهو يسميها”ام الدنيا “ ولا يعنيني هنا ان كانت مصر كذلك ام لا، انما يعنيني في حديث الوزير، مدى سذاجة الرؤية التي يحملها بعض المسؤولين الحكوميين عن الدور الذي ممكن ان يلعبوه في حياة العراقيين ، هم يعتقدون انما جاءوا لشعب جائع وعليهم اطعامه حتى يشبع ، وهذا لعمري مما يضحك الثكلى ، إذ كيف يتسنى لنا مع كل هذا(التسطيح للمسؤولية) ان تتدارك الحلقة المفقودة في مسلسل الوطنية وحب العراق، والتي لم تنفع معها كل محاولات الترقيع التي دأبت عليها الحكومات المتعاقبة، ولم تستطع كل شعارات الاحزاب وبرامجها السياسية واهدافها المعلنة وغير المعلنة من سد فراغها، فالكل عاجز ولا يعرف كيف يقنع المواطن العراقي البسيط بان تراب الوطن أعز من الحكام، وان كل قطرة دم عراقية تسقط على الارض هي اغلى ملايين المرات من كراسي المسؤولين، والسبب يعود في رأيي الى القصور الواضح والفشل الذريع في التعاطي مع موضوعة الاعلام، فمصر، ما صارت”ام الدنيا “ لولا ماكنة الاعلام الهائلة التي يمتلكها المصريون والحس الاعلامي الذي يتمتع به مواطنوها ، أما الاعلام في العراق فقدره مواجهة التحدي وهو تحدٍ من نوع اخر، تمثل بخلطة عجيبة من جهل وفساد وكاتم صوت ، وبات الاعلاميون العراقيون بين فكيّ كماشة: لا أبالية المسؤول وجهله التام في صناعة خطاب وطني خالٍ من المزاعم من جهة ، وقسوة الارهاب واستهدافه للاعلام والاعلاميين من جهة ثانية.
لذا أقول لا يمكن لاي عملية سياسية ان تنجح وتنطلق دون ان تنطلق معها عملية اعلامية شاملة يشتركان معا في مسيرة بناء واحدة تكون متناغمة ومتوازنة كي يتمكنا ان ينتجا لنا مفهوما حقيقيا للمواطنة. نستطيع جميعا من خلاله ان نبني الوطن.. والمواطن.



#جعفر_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعراء الاحزاب
- جسد الدين


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر درويش - كراسي المسؤولين