أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد عصيد - مظاهر الميز ضد الأمازيغ و السود و اليهود بالمغرب إلى الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة















المزيد.....

مظاهر الميز ضد الأمازيغ و السود و اليهود بالمغرب إلى الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أثار تقرير الكونغريس العالمي الأمازيغي إلى المفوضية الأممية لحقوق الإنسان حول الميز العنصري ضد الأمازيغ بالمغرب "استغراب" و "اندهاش" الحكومة المغربية حسب ما ذكرته بعض الصحف، و الإستغراب و الإندهاش يرجعان إلى فهم الحكومة لمعنى الميز العنصري ، حيث اعتقدت أنه "التمييز بالعرق و النسب" كما عبر عن ذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة، و الحال أن تقرير الكونغريس بني على نظرة شمولية إلى ظاهرة التمييز كما تتحدد في الإتفاقيات الدولية، حيث تشمل بجانب التمييز باللون أو العرق أو النسب التمييز بالجهة و التمييز باللغة و الثقافة ، و هو ما يسمى بـ "الميز اللغوي و الثقافي " أو "التمييز الإثني" ، و إن لم تكن الحكومة تعرفه فإن خبراء حقوق الإنسان في العالم يعرفون بوجود بلدان لا يهان فيها الإنسان بسبب كونه عنصرا بشريا ذا نسب أو لون أو أصل مغاير، أو ينتمي إلى فصيلة دم معينة، و لكنه يهان و يحتقر من حيث هو منتمي إلى جهة ما أو ناطق بلغة ما أو لديه ثقافة خصوصية يتم حرمانه منها في التعليم و التلفزيون و الإدارة و المحاكم و غيرها من القطاعات، و تفرض عليه ثقافة المركز المهيمنة. و معنى هذا أن هذه البلدان التي تتبنى منهج التذويب و الإستيعاب في تدبير تنوعها الثقافي ترحب كل الترحاب بكل عضو من أعضائها ينخرط في خدمة ثقافتها الرسمية و يستعمل لغتها الدستورية أو أية لغة أجنبية قوية ، كما تسمح له بأن يتولى أعلى المناصب شرط أن يتنصل من لغته الأصلية و لا يبدي أي ارتباط بها أو ميل إلى الحفاظ عليها، وهي لذلك تمارس التضييق و التهميش و الميز ضد من يصرّ على استعمال لغته و يطالب بحمايتها قانونيا و بالحصول على خدمات الدولة بتلك اللغة سواء في الإعلام أو التعليم أو غيرهما من المرافق.
و إذا نحن انطلقنا من هذا التحديد الدولي لمعنى العنصرية فسيكون مفيدا لنا أن نتفحص مدى وجود هذا النوع من التمييز بالمغرب، دون أن ننسى أن نلقي بإطلالة سريعة على بعض مظاهر التمييز ضد اليهود و السود المغاربة ، ما دام السيد وزير الإتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة قد ذكر ذلك بقوله : " هل هناك عاقل على وجه البسيطة يمكن أن يزعم بأن الدولة المغربية تمارس الميز العنصري ضد السود و الأمازيغ و اليهود ؟ ".
لا شك أنّ سبب غضب الحكومة من التقارير الأمازيغية هو اعتبارها بأن المغرب قد خطا بعض خطوات في طريق حل مشكلة الميز اللغوي و الثقافي الذي كان يستهدف الأمازيغية هوية و لغة و ثقافة، غير أنه من باب النزاهة الفكرية و السياسية أن نقف عند بعض المعطيات و الظواهر التي تسمح لنا بالوصول إلى الجواب الأقرب إلى الواقع، فمن غير المعقول إنكار كل تقدم في هذا الباب، و لكن بالمقابل ، مما لا يقبله العقل و منطق الأشياء أن نعتقد بأن مشاكل بنيوية ذات صلة بنهج سياسي و بذهنية مستحكمة قد تم حلها بشكل نهائي و لم يعد لها وجود البتة.

مظاهر الميز ضدّ الأمازيغ بالمغرب:

ـ في الدستور : ترسيم العربية و الإسلام و تجاهل الأمازيغية لغة و هوية و ثقافة ، و عدم الإشارة إليها مطلقا في ذيباجة الدستور، و تأكيد انتماء المغرب إلى "المغرب العربي" بدل التسميات الصحيحة و الموضوعية التي هي "المغرب الكبير" أو "المغارب" أو "شمال إفريقيا" .
ـ في القضاء : إلغاء المحاكم العرفية بعد الإستقلال مباشرة، و عدم استحضار العرف كأحد مصار التشريع ، و توحيد القضاء و تعريبه و منع استعمال الأمازيغية في المحاكم، و عدم تفعيل قرار الملك محمد السادس الصادر سنة 2004 بهذا الصدد.
ـ في التعليم : إلغاء المعهد العالي للدراسات الأمازيغية الذي كان موجودا خلال الحماية، و توقيف تدريس الأمازيغية كمادة اختيارية في عدد من الثانويات بعد الإستقلال ، و لم يتم إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلا سنة 2001، غير أنه لم يجد حتى الآن الآذان الصاغية من طرف الوزارات الوصية التي لا تأخذ موضوع الأمازيغية بأية جدية تذكر. و لم يتم إعادة الأمازيغية إلى المدرسة إلا سنة 2003، غير أنه تمت عرقلة العملية برمتها مما حال دون تعميم الأمازيغية في المدارس و دون تطبيق المذكرات الوزارية من طرف أغلبية الأكاديميات، و أدى بالتالي إلى إفشال تعليم هذه اللغة في معظم المناطق.
ـ في الإعلام : الحفاظ على الإذاعة الأمازيغية في أدنى مستويات البث لضمان تغطية محدودة و إرسال غاية في الرداءة، عدم هيكلتها في شكل مديرية مستقلة و الحفاظ عليها تحت وصاية العربية، التقليص من عدد البرامج التلفزيونية المنتجة بالأمازيغية، و عدم الوفاء بدفاتر التحملات، و تأجيل القناة الأمازيغية إلى أجل غير مسمى رغم توفر كل الإمكانيات لإنشائها.
ـ في الإدارة : اعتماد اللغتين العربية و الفرنسية و تجاهل الأمازيغية، و التمادي في منع تسجيل أسماء أمازيغية في دفاتر الحالة المدنية بدون أي مسوغ معقول.
ـ في السياسة الخارجية : الإستمرار في إعلان المغرب كـ "بلد عربي" و قطر من "الأمة العربية" و عضو في جامعة الدول العربية مما يمثل ميزا صريحا ضد أغلبية الشعب المغربي.
ـ في التاريخ : استمرار تزوير تاريخ المغرب وحصره في 12 قرنا و إشاعة أسطورة الأدارسة كـ" مؤسسين للدولة المغربية" و التعامل مع تاريخ المغرب القديم بنوع من الكتمان و التستر.
في السياسة الأمنية : منع أنشطة ثقافية و فكرية للجمعيات الأمازيغية و حظر السلطات المحلية في بعض المناطق الكتابة بالحروف الأمازيغية في اللافتات و اللوحات، و قمع وقفات الأمازيغ الإحتجاجية و الإعتداء على المناضلين ، مع الترخيص لكل التظاهرات ذات الصلة بقضايا العرب و ثقافتهم .
في السياسة الإقتصادية: اعتماد سياسة النهب للثروات الطبيعية و استنزاف المناجم في عدد من المناطق الأمازيغية دون استفادة سكان تلك المناطق أو تعويضهم عن الضرر و عن تخريب الطرق و تلويث المياه و إتلاف الغطاء النباتي و تركهم نهبا للتهميش و الفقر .
في السياسة الإجتماعية : عدم القيام بالواجب أمام استمرار الأوضاع اللاإنسانية للفقر و الحرمان الشديد الذي يؤدي في الظروف الطبيعية القاسية بالمناطق الجبلية إلى ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الأطفال الأمازيغ و النساء الأمازيغيات، الذين تحولت محنتهم منذ سنوات إلى فرجة تلفزيونية، مع الإسراع بجمع المساعدات للشعب الفلسطيني بوصفه شعبا عربيا شقيقا.
مظاهر الميز ضدّ السود و اليهود:
لن نطيل في تفصيل هذا الأمر و لكننا ندعو الحكومة إلى إلقاء نظرة على تشكيلتها قبل كل شيء، و أن تخبرنا كم عدد السود و اليهود من الوزراء، ثم أن تنظر في وسائل الإعلام و تخبرنا بعدد السود و اليهود من مقدمي البرامج، ثم في الكتب المدرسية المغربية لتتأكد إن لم يكن هناك ميز ضدّ السود و اليهود، فالأوائل غير معترف بوجودهم لا في الصور و لا في النصوص ـ إلا ما يتعلق بهجاء كافور الإخشيدي و إضحاك التلاميذ على لونه ـ و الأواخر تمّ كيل السباب و الشتائم لهم بوصفهم "المغضوب عليهم " و "الضالين" و بوصف ديانتهم محرفة، هذا دون الحديث عن الكتابات و الصحف و المسيرات التي ينعتون فيها "بأبناء القردة و الخنازير" .
هذه مظاهر الميز بالمغرب، و التي إن أنكرتها الحكومة فإن ذلك لا يعني عدم وجودها، و نحن إذ نشهرها لا نهدف إلى التشهير بالمسؤولين بل إلى لفت الإنتباه إلى أخطائهم، و جعلهم يعترفون بها لأن الإعتراف بالخطإ هو بداية تصحيحه. و إذا كان الناطق الرسمي ـ من باب الكاريكاتور ـ قد اعتبر أصوات الإحتجاج الأمازيغية قادمة من كوكب آخر، فإنّ الذي لا يقبله عقل هو و جود حكومة تمخضت عن انتخابات لم تتعدّ فيها نسبة الأصوات المعبر عنها لصالح جميع الأحزاب 19 في المائة.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من أجل الحرية
- أبعاد التواطؤ بين الإسلاميين و السلطة
- لماذا يعيش المغرب حالة بارانويا دينية ؟
- التضامن الإنساني و التضامن العرقي
- حين يباع الوطن و يهان المواطن
- 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين
- المفهوم اللاديمقراطي للديمقراطية
- الوطنية المغربية و الطابو التاريخي
- انتحار امرأة
- الجذور الفكرية لإيديولوجيا التعريب المطلق
- نظرية المؤامرة في السجال العمومي
- الأمازيغية في مفترق الطرق أسئلة الحصيلة و الآفاق
- الشذوذ الجنسي و الشذوذ الديني
- ما بعد النموذج اليعقوبي للدولة الوطنية
- أصابت امرأة و أخطأ الشيخ
- في ضرورة الإصلاح الديني
- العلمانيون و الإسلاميون: قوة الحق و قوة العدد
- معنى القيم الكونية
- الأخلاق و الحريات بين المنظور الإنساني و التحريض الديني(2)
- الأخلاق الدينية و لعبة الأقنعة


المزيد.....




- الانتخابات الأمريكية.. هذا ما وجده آخر استطلاع رأي حول هاريس ...
- عاصفة متوقعة في البحر الكاريبي قد تتحول إلى إعصار وتضرب كوبا ...
- الحب أعمى حبيبي: ماذا يقول علم النفس؟
- حرس الحدود الإيراني يضبط كمية من السلاح والمخدرات في الحدود ...
- إعلام: العثور على صاروخ مجهز للإطلاق على بعد 10 كيلومترات من ...
- حكومة غزة: المجازر والإبادة الجماعية تتم بدعم غربي وتقاعس عر ...
- بوتين: سنواجه تحديات اليوم ونحدد مستقبلنا بأنفسنا
- -القسام- تستهدف 4 جنود إسرائيليين ودبابة بعبوة شديدة الانفجا ...
- ماسك يهاجم الديمقراطيين: سيلجأون إلى أي كذبة
- ناشطة سويدية تشارك في مسيرة حاشدة في تبليسي ضد نتائج الانتخا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد عصيد - مظاهر الميز ضد الأمازيغ و السود و اليهود بالمغرب إلى الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة