|
دعوة للمفكرين لوضع النقاط على الحروف؛؛ الازدواجية في الشخصية العراقية؛؛
علي عبد داود الزكي
الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:19
المحور:
المجتمع المدني
الشخصية العراقية تعاني من مرض الازدواجية ..هل الازدواجية هي مرض شعبي قبل أن يكون مرض سلطة؟... هل العراقيون خاملون ولا يحبون العمل؟... هل العراقيون يحبون العراق.. قبل كل شيء.؟.. هل هناك أسباب لم نراها بوضوح في تفسير الحالة العراقية؟.. هل الإنسان العراقي يشعر بالأمن التام!؟ أن الأمن هو امن اجتماعي امن غذائي امن اقتصادي امن فكري امن من غطرسة السلطة وأذنابها... هل هذا الأمان متوفر؟... هل الإنسان العراقي يشعر بالاستقرار المادي ويشعر بالاستقرار النفسي في كل ما يحتاجه؟ بالتأكيد هذا الاستقرار مفقود..منذ سنوات طويلة... فقد الامن العراقي بشكل مطلق وتربى الانسان على الخوف والخجل والسكوت والخضوع والاستسلام... لا يوجد امن اقتصادي ولا توجد فرص عمل لكل عراقي ليشعر بالأمان من الحاجة والعوز... العراقيون يعانون من أزمة سكن أزمة عمل أزمة عدالة... اقتصاد البلد لا يستقر على حال .. دائما ثروات البلد مهددة بالاستغلال السلطة المستهترة و مهددة بالمشاكل العرقية والطائفية ومهددة بالتدخلات لدول النفوذ الإقليمية التي لا تريد من العراق أن ينهض .. وللأسف هذه الدول تستغل الخلافات الداخلية وتغذيها لخلق أزمات ومشاكل داخلية مثل مصر والسعودية وإيران وتركيا والأردن وسوريا والكويت ....لذا لا يمكن أن نحكم على الإنسان العراقي بالازدواجية وهو يعاني من عدم استقرار في مختلف جوانب الحياة فهذا ليس عدلا.. الإنسان العراقي يتأقلم مع الظروف وعندما يفقد الأمن المجتمعي يبدأ يحمي نفسه ببساطة بالسكوت الطويل أحيانا أو يلون الكلمات لغرض أن يتجنب المخاطر التي تهدد كيانه الفردي... وهذه السمة ليس سمة عراقية بل هي فطرة الإنسان بشكل عام في كل أرجاء الأرض...أي إنسان يمر بظروف عدم استقرار ومشاكل اجتماعية متنوعة ممكن أن يتصرف بشكل غير متوازن وتتناقض سلوكياته... ويبقى ينتظر بسلبية عندما لا تكون الصورة واضحة أو يبقى يتأمل الأحداث ليستقريء السوء ويحمي نفسه منها... رغم أن هذه صفة غير محمودة لكنها سمة تأقلم ذكية..... نسمع الكثير من العراقيون لا يلوم السلطة وإنما يلوم الإنسان ويلوم المجتمع يقول أن المجتمع هو سلبي ..لا يلوم السبب وانما يلون النتيجة... وكثيرا ما نسمع بان الناس هم عبارة عن ناس رعاع كسالى لا يهمهم شيء سوء الخضوع والاستسلام بجهل... ونلاحظ هناك الكثيرون يتحدثون بسلبية مفرطة عن مجتمعهم وهذا شيء مؤلم... هل ينسون أنهم أنفسهم ينتمون لهذا المجتمع.. هل نسوا طيبة هذا الشعب... هل هم جزء من الشعب أم هم مستوردون من شعوب أخرى أو لربما نزلوا من المريخ.!!!!! نعم الناس البسطاء لا ينظرون الحياة ألا من باب احتياجاتهم اليومية.. يحبون الوطن من خلال ذاتهم ومصالحهم .. أنهم لا ينظرون بإستراتيجية المفكرين.... لكن هل نحن فعلا لدينا مفكرين قبل أن نلوم الشعب.... نبينا محمد عليه وعلى اله الصلاة والسلام.... قاد أناس ضعفاء وكانوا يعانون الظلم والجهل والويلات... خاطبهم وحفزهم لما يريده هو وما يراه هو رسم لهم الطريق وكسبهم بعاطفة التوحيد المقدس... وجمعهم على فكر جديد للتغيير... نعم نجح نبينا الكريم وذلك لأنه خاطب الناس على قدر عقولها ونجح فيما كان يريد... هنا نقول كيفية تحريك الجموع الوطنية لفكرة التغيير الاجتماعي كيف يستثمر حبهم لوطنهم وللعقيدة لمصلحة الوطن (الوطن مقدس)... نحن نعاني من أزمة مفكرين يحركون المجتمع أكثر مما نعاني من استسلام المجتمع وخضوعه.... نعم الكثير من الكتاب يكتبون لصنع أمجادهم الشخصية ... لم يكتبوا للناس والوطن لم يكتبوا لأيقاظ الإنسان وحثه للتعلم والتصدي والمواجهة... أنهم يناقضون كلماتهم واراهم بسلوكياتهم.. أنهم يسعون للرفاهية من خلال الحذلقة بالكلمات... في بعض الأحيان اقرأ لبعض الكتاب كلمات تسرد واقع الم عراقي... وتسرد ماسي اجتماعية بألم... من يقرئها يتعاطف معها وهو عاجز... لأنها لم تأتي بشيء جديد وإنما هي تكرار لصور تتكرر يوميا ونشاهدها يوميا... لكن قد لا يكون لدينا أسلوب متحذلق لترجمتها ونقلها ككلمات دموع... أن العديد من الطارئين يكتبون الويلات... ويتحدثون بذكاء عن هموم الناس ... يتحدثون ويتحدثون بأسلوب عاطفي ... يسرقون الإنسان من عاطفته مثلما فعل المنتخبون (في الانتخابات السابقة) عندما استخدموا العاطفة في كسب الأصوات...نقرا الائنين المقدس ونتعاطف وتدمع أعيننا ولا أمل يرجى ولا حلول تقرا...
العراقي البسيط لكي يصبح منتج يجب أن تحفزه على الإنتاج لكي يصبح جبار ويصبح قويا يجب مدحه في مواطن قوته وإهمال مواطن ضعفه لكي يقوى على الموجهة ويقوى على التصدي والتغيير.. الإنسان العراقي يحتاج الى مفكرين حقيقيين يكتبون له لينتشلوه من واقعه الأليم... يكتبوا له ويحفزوه ليكون ثورة على الواقع بدلا من أن نجعل المجتمع يبكي بضعف واستسلام على قهرا اجتماعي لنجد له السبل لكي ينهض ويشق ثوب الذل... مضت 6 سنوات على سقوط هبل الغباء البعثي لكن للأسف ... لم تظهر جهة سياسية تتبنى بنزاهة عملية النهوض بفكر المجتمع بوطنية خالصة وترفع من شان المخلصين وتنمي الصدق والأمانة والنزاهة في نفوس الإنسان لتكون هي المعيار الأساسي للتقييم الاجتماعي العادل ونبذ الظلم والنفاق والجريمة... ولم يظهر مفكرون حقيقيون ... ينقلبون على واقع الألم الذي نعيشه ألا القلة... البعض كما قال الأستاذ المرحوم علي الوردي أصبحوا وعاظ سلاطين يهلهلون للسلطة وذلك من اجل مصالحهم الشخصية وكلما زادت مكاسبهم أصبحت السلطة في كتباتهم أكثر قدسية ونزاهة ووطنية وعدالة... والبعض الآخر انتهج نهجا أخر وهو مهاجمة السلطة والهتاف ضدها..وبالخفاء يحاول أن يظهر كشخصية قوية ممكن أن تدعم السلطة أن تم تبنيها...وهؤلاء يكتبون لأنفسهم فقط لأنهم شاهدوا مكاسب السلطة ومغانمها ولعابهم يسيل بشراهة لذلك... لذا فأنهم لا يمتلكون إستراتيجية عمل وقد تتقلب أراهم وأفكارهم حسب الظروف والمواقف... مثلا لاحظت قبل الانتخابات لمجالس المحافظات الأخيرة ظهور حركات آنية ومصلحيه ظهرت كتجمعات أنيقة الكلمات والشعارات ويتمنطقون بالقيم والأخلاق والمبادئ والتي لا يقصدون منها ألا صعودهم وتسلقهم للوصول لمغانم ومكاسب السلطة(ظهروا بالنت خصوصا وبشدة)... وبعد فشلهم بالانتخابات الأخيرة تراجعوا وتفككوا وشعروا بخيبة أمل كبيرة ولم نعد لا نقرا لهم ولا نرى أي من شعاراتهم... سوف ينامون ليظهروا بالانتخابات القادمة بتجمعات هزيلة أخرى... لو كان لهم مشروع حقيقي لما استسلموا ولبقوا على مبادئهم التي أعلنوها واستمروا.. لو كانوا صادقين سوف ينجحون ولو بعد سنوات... لكنهم لا يتحملوا سنوات أن مشروعهم هو الوصول للسلطة بأسرع وقت لأجل أنفسهم وليس لأجل العراق والعراقيين..
المفكرين الحقيقيين عليهم أن يكونوا كتلة قوية متماسكة متنوعة الأفكار...وعليهم أن يقوموا بعقد مؤتمر وطني لإستراتيجية عمل ودراسة الوضع الاجتماعي العراقي وكيفية تثقيف الإنسان البسيط ليكون فعالا في السلطة وفي اتخاذ القرار... السلطة الديمقراطية هي سلطة المواطن.... فأين المواطن؟؟!!! على المفكرين أن يحفزوا المواطن العراقي ليأخذ دوره بذكاء ومسئولية.. كيف يتم ذلك يجب أن يكون هناك برنامج عمل للمفكرين ويكون هناك تعاون استراتيجي مع مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية التي يجب أن تكون قراراتها واقع عمل حقيقي ... حيث أن الأحزاب والحركات السياسية العراقية فشلت في النهوض بفكر الإنسان العراقي... والعراق يحتاج الى ثورة فكرية ..عندما نقول؛؛يجب فعل كذا أو كذا؛؛ فأننا لا نخاطب حركة أو تيار أو جهة سلطوية بقدر ما نخاطب الروح الوطنية في داخل كل عراقي وكل مثقف عراقي...للانقلاب على الذات والبحث عن منافذ النور وكيفية تلمس طريق التوحد وتغير واقع الحال ... كلمة يجب نقولها لأنفسنا قبل غيرنا... لنعمل من اجل العراق... لا نجامل ولا ننافق لا نكذب لا نبحث عن مكاسب شخصية على حساب الوطن...مكسبنا الأول هو العراق الذي يجب أن يشفى... يجب أن نعمل من اجل العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات ورفع المستوى الثقافي والاجتماعي والفكري للإنسان العراقي ويجب تثقيف الأجيال لتتخذ القرار ... وليكون لها دورها في محاربة الفساد المستشري في كل مفاصل هيكلية الدولة العراقية العاجزة.... نبحث عن الروح الوطنية في داخل كل عراقي...
العرقي الذي يحمل جنسية مزدوجة وعاش خارج العراق فترة طويلة من عمره وأسرته لازالت خارج العراق هذا يعاني من الازدواجية بالوطنية... يجب أن يثبت بالدستور منع أي عراقي في البرلمان أو السلطة التنفيذية من أن يحمل أي جنسية غير العراقية... ويجب يوقع جميع أعضاء السلطة تعهدا بان يبقون داخل العراق... وان أي استقرار له خارج العراق فيما بعد يحرمون من جميع امتيازاتهم التي منحت لهم....على من يجب أن يكون بالسلطة أن يكون عراقي خالص ولا يعاني من الازدواجية بالجنسية.. الازدواجية ليس سمة مجتمع لكنها ازدواجية سلطة ومسحة الم يفرضها ظلم الاستهتار الحكومي على الشعب .. الازدواجية هي ظلم السلطة وقهرها للشعب ... شعبنا حي شعبنا حي...سينفض غبار الألم والظلم والتجبر......دعوة للمفكرين للبحث عن الوطنية العراقية المغيبة... ليكونوا مصابيح تنير ظلمة المرحلة... ولتنير دروب النجاة... لنتكلم عن الأمل بواقعية لنتكلم عن الغد بتفاؤل كفى عرض مآسي... لنعطي حلول واقعية وعملية لنحفز الإنسان العراقي لينهض بمسئولية التغيير.....ولتكون الوطنية العراقية قبل كل شيء...
#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدراسة المسائية؛؛ شخبط شخابيط؛؛
-
التعيينات العشوائية ؛؛وانهيار البنى التحتية للبلد؛؛
-
لنصفع دولة قانون الكذب:؛؛ لنصفع الظلام الذي يابى ان يغادرنا؛
...
-
بعض التمنيات ؛؛للتعليم العالي العراقي؛؛
-
نظرة تامل للديمقراطية؛؛ اسباب الفشل وماهي الحلول؛؛
-
قرار إذلال الموظفين بتفييضهم ؛؛ لغرض نقلهم لدوائر أخرى؛؛ لمص
...
-
علماء وخبراء المستقبل ؛؛هم الخريجين الاوائل يجب تعيينهم في ك
...
-
أين الحكومة:الفساد الاقتصادي؛؛من يحاسب؟!! من يشرع؟!!؛؛
-
الدراسات العليا ؛؛ يجب التوسع بها كفى صنمية قرارت؛؛
-
المعارضة السلمية؛؛ لحفظ النظام؛؛
-
؛؛ فشل القوائم الطارئة لصالح اللاشيء؛؛عقم الانتخابات
-
ديمقراطية الغفلة وأزمة السكن
-
؛؛وعود تحققت؛؛ ماذا سيفعل مارد المصباح
-
؛؛عبدالله غيث ليس الحمزة؛؛ فلاتنخدعوا بالدعايات الانتخابية
-
دعايات انتخابية وسلطة البرجوازية العشائرية من جديد
-
ديمقراطية المحاصصة والكوتا النسائية ونسيان الاقليات
-
لننتخب الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم
-
لنصفع من انتخبناهم وتخاذلوا وخذلونا
-
لنعتذر من سهونا بالانتخابات السابقة
-
نصيحة للحائرين : لاتنتخبوا حرباوات الزمان والمكان
المزيد.....
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
-
جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|