أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - مصادر الفساد














المزيد.....

مصادر الفساد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 08:58
المحور: المجتمع المدني
    


نحن اليوم أمام حادثتين بسيطتين جداً , فواحدة أنني ذهبت للإشتراك بالإنتر نت عن طريق شركة أورنج للإتصالات الأردنية فوجدت أنني مدين للشركة بفاتورة كبيرة جداً علماً أنني فصلت هاتفي منذ أكثر من 4 أعوام وأـخذت بذلك براءة ذمة!!!

والحادثة الثانية : هو أن مدننا العربية تخلو تماماً من الأندية الليلية , فلا يجد الشباب مكانا يشربون به االمشروبات الروحية لذلك هم ينتشرون في الشوارع ويزعجون الناس النيام ويكسّرون الزجاجات الفارغة في الشوارع فتمتلأ شوارعنا بالنفايات الزجاجية , لذلك لا تستغرب إذا دخلت مكانا تريد أن تستريح به لتجد نفسك قد جلست على قطع من الزجاج المكسر وشظايان تدخل بأرجل أطفالك إذا ذهبوا معك للتنزه .
وبنفس الوقت تدعي الأنظمة العربية أن مدنها تخلوا من الخمارات والملاهي الليلية , وهذا طبعا على حساب المواطن , فيشرب الشباب ويؤذون الناس في الشوارع كالقصة التي حدثت في إربد قبل إسبوع على الأقل , حين قام شاب سكران بضرب فتاة على وجهها بالسكين وهو سكران .

مدننا العربية ينتشر فيها الفساد بسبب سياسة اليمين المتطرف , فغلاء المعيشة يدفع الموظف للتلاعب بالأوراق المالية , إن ذلك كله فساد

الرأسمالية مصدر الفساد أو أن العرب وحدهم مصدر الفساد , هذا الإعتقاد يعتقده أي شخص مثلي كان قد برأ ذمته من شركة أورنج للإتصالات قبل خمس سنوات واليوم يفاجىْ أنه مدين بفاتورة أخيرة مستحقة عليه لشركة أورنج للإتصالات الأردنية .

رواتب الموظفين في النظام الرأسمالي يقوم على مبدأ الكفاف أو حد الإكتفاء الذاتي لذلك يلجأ الموظفون في التلاعب بالأوراق والفواتير , وذلك لكي يحصلوا دخل إضافي فوق معدل دخولاتهم الشهرية , وفي الحقيقة المواطن الأردني هنا هو الضحية وهذا هو الفساد بعينه , فماذا من الممكن أن نفسر مثلاً تلك الحادثة البسيطة في شركة أورنج للإتصالات , هل أنا مدين وذمتي بريئة ؟

في الأردن هنالك الكثير من هذه الحوادث المؤلمة وفي النهاية المواطن هو الضحية .

قبل إسبوع خرجتُ بأولادي للتنزه على دوار سال في محافظة إربد وفوجئت بأكثر من 100كيلو من الزجاج مكسور ومتشر مثل الطحين على كافة أرجاء الدوار , وهذا الزجاج لا تعود أصوله إلى عُلب ببسي أو كولا بل إلى المشروبات الروحية , فغياب الأندية الليلية في محافظة إربد هو الذي يؤدي بالشباب للشرب وللترنح في الشوارع ومن ثم يقومون بكسر الزجاج في الأماكن التي شربوا بها المشروبات الروحية .

أنا أطالب الحكومة بتنظيف الشوارع من الزجاج الذي ينتشر في الأماكن العامة , وهذا التنظيف ليس بتوظيف عمال بل بفتح أماكن عامة لتناول المشروبات الروحية بشكل راقي جدا ويخدم الإنسان والرفاهية .
من هنا علينا القول والتسائل من هو مصدر الفساد ؟
مصدر الفساد هو اليمين العربي المتطرف الذي يحاول دوماً على إجبارنا بأن نشرب مما يشرب هو وأن نعشق ما يعشقه هو وأن نحب ما يحبه هو وأن نكره مرة أخرى الأطعمة والنساء التي يكرهها هو , وأن نضحي بدمائنا في سبيل تقدمه هو .
المجتمعات العربية تدعي الفضيلة ولكنها تمارس الرذيلة في السر أكثر مما تمارسه في العلن , فلو كان هنالك ملاهي ليلية لما إضطر الشباب للشرب في الشوارع والترنح والتمايل والرقص على الطرقات وإصدار أصوات عالية .

وكذلك لو كانت هنالك حرية تعبيرية وفكرية وسلوكية لما سمعنا عن مآت جرائم الشرف , ولو كان عندنا أماكن عامة للهو وللجنس بإشراف طبي لما إضطر بعض الشباب أن يعتدوا جنسياً على المحرمات عليهم مثل الشقيقات والعمات والخالات وبنات الأخ والأخت .
إن هذا الموديل من الفساد هو الأكثر إنتشاراً بيننا .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللذة في رواية عبد الله رضوان :غواية الزنزلخت
- عريس لُقطهْ
- باص القرية وباص المدينة
- رأس المرأة ورأس الرجل
- رفاق السوء
- وجه الشبه بين المرأة والطبيعة
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان
- فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين
- المواطن الغربي يحسد المواطن العربي
- لهجة القبائل العربية في المدن المصرية
- كلمة (ده) المصرية سريانية؟
- الهوية السريانية الضائعة


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - مصادر الفساد