|
العلاقات التركيه الحميمه والعميقه مع دولة اسرائيل . / الحلقه الاخيره .
جوزيف شلال
(Schale Uoseif)
الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:58
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
علاقات تركيا مع اسرائيل لها عمق تاريخي طويل , وهي علاقات وثيقه وحميمه وعميقه واكثر من طبيعيه في جميع المجالات من العلاقات مع الدول العربيه والاسلاميه . هناك نقطة خلاف عميقه وتاريخيه ما بين الاتراك والعرب وتعتبر مهمه , وعلينا ان نذكرها ربما قد لا يعرفها البعض وهي : ان العثمانيون الاتراك يعتبرون العرب / خائنون / ! وهذه النظره متجذره ومترسخه في عقل وذهن كل تركي , والى الان تنقل من جيل الى اخر بواسطة التعليم وكتب التاريخ والقصص .
هناك خيانه تاريخيه للعرب للامبراطوريه التركيه العثمانيه - الخلافه الاسلاميه - في عهد الامبراطوريه العثمانيه عندما كانت تستعمر اغلب الدول العربيه والاسلاميه ودول اخرى . بعد ان اكتشفوا العرب ظلم وقهر واستعباد الاترك لهم , هبوا الى محاربة الاتراك العثمانيين والتخلص منهم ومن سيطرتهم , وكاد العرب ان ينسوا حتى لغتهم العربيه واللغات الاخرى في المنطقه بسبب سياسة التتريك التي استخدمت ضد العرب خاصة .
نتيجة هذا العامل ورفض العرب سيطرة الدوله العثمانيه باسم الدين عليهم , لجات تركيا منذ عام 1949 لاقامة علاقات قويه ومتينه وموثوق بها مع دولة اسرائيل , وتم اعتبارها من الحلفاء الموثوق بهم اكثر من الدول العربيه ودول اسلاميه اخرى .
تحالفات وربط المصير : ......................... التحالف العسكري القوي بين الدولتين كلل بعقد اتفاقيه طويلة الامد واستراتيجيه , عام 1996 , وتم اقرار تدريبات عسكريه مع اسرائيل على مدار السنه . كما ابيحت كافة الاجواء التركيه امام تدريبات سلاح الجو الاسرائيلي . في هذا الصدد والمناسبه وحسب ما قيل في بعض وسائل الاعلام العالميه / ان الطيران الاسرائيلي ربما قد استخدم الاجواء التركيه لضرب موقع المشتبه به على انه كان مفاعل كوري صغير بالقرب من الحدود التركيه على الاراضي السوريه .
اسرائيل وتركيا لديهما تعاون سري وعلني استخباراتي وامني في العديد من المجالات المهمه ومنها مكافحة الارهاب . تركيا تشتري طائرات بدون طيار للتجسس واستعمالات اخرى من اسرائيل . اسرائيل تقوم بتزويد تركيا بمنظومات الكترونيه حديثه ومتطوره جدا . وجود تعاون تقني وعلمي وتكنولوجي عسكري بين البلدين , مثل تطوير الطائرات التركيه المشتراة من اميركا وتحميلها بصواريخ اسرائيلية الصنع .
تبادل خبرات ومعلومات وتقنيات صناعيه ومعامل , وقيام الاسرائيليين بصيانة وترميم بعض الاسلحه التركيه كالدبابات وغيرها . كما ان تركيا تنتظر موافقة الولايات المتحده الامريكيه لشراء نظام صواريخ / ارو / الباليستيه من اسرائيل .
وهناك من يقول ايضا , بوجود علاقات عائليه واسريه بين كبار قادة العسكر والجيش التركي مع الاسرائيليين زملائهم . ويقدر عدد الاسرائيليين الذين يزورون تركيا سنويا بحدود 350 الف سائح اسرائيلي .
تركيا كذلك تقوم بتزويد دولة اسرائيل بالماء وعلى حساب سوريا والعراق ومعاناة هاتين الدولتين من شحة المياه في نهري دجله والفرات , والكميه التي تقوم تركيا ببيعها لاسرائيل 50 مليون متر مكعب .
لكل مراقب يستطيع ان يقول ان الجيش التركي يعتمد كليا على اسرائيل وفي كل شئ . الجيش التركي يعتبر من الجيوش الكبيره في المنطقه ويقدر تعداده بحوالي 750 الف عسكري من مختلف الصنوف . الحكومه ترصد لهذا الجيش سنويا من الاموال بما يقدر 12 مليار دولار . اما حصة اسرائيل من هذا التعاون بين البلدين اي من تركيا بحدود 2 مليار دولار في السنه الواحده .
تركيا واسرائيل ماذا بعد والى اين ! : ..................................... البعض يرى في العلاقات التركيه الاسرائيليه بانها محيرة وغامضه الى حد ما ! , بالرغم من وجود تناقضات واختلافات بين الدولتين والشعبين في كل شيئ . لكن تربطهما اعمق واوثق العلاقات السياسيه والاقتصاديه والعسكريه وفي جميع الامور الاخرى , وهي مهمه للغايه , هناك تعاون سري وعلى مستوى اجهزة المخابرات والتخطيط الذي يجري خلف الابواب المغلقه وخاصة في حالات الطوارئ .
للبلدين خوف مشترك من تطورات الاوضاع التي قد تحصل في كل من العراق وسوريا وايران . اسرائيل وتركيا حليفتات استراتيجيتان بنفس الوقت للولايات المتحده الامريكيه . ولهذا اصرت تركيا على ان تكون من اوائل الدول التي تعترف باسرائيل , وجاء هذا الاعتراف عام 1949 اي بعد وفاة / اتاتورك / باحدى عشره سنه .
تركيا دوله اسلاميه وقوميه وطورانيه , واسرائيل دولة عبريه ويهوديه ومتدينه . تركيا احتلت وتحتل الى الان اراضي عربيه , واسرائيل لها نفس الامتياز واكثر . . . تركيا لا ترغب بقيام / دوله كرديه / بسبب عنصريتها ضد الاكراد , لكن في المقابل نجد ان اسرائيل تشجع على قيام دولة كردستان الكبرى من ايران وتركيا والعراق وسوريا . . .
تركيا لها مخاوف من ايران وباكستان وكافة الدول العربيه , في المقابل تجدون ان اسرائيل تشاطرها هذا الراي والمفهوم . كما ان تركيا تقوم يوميا بضرب معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وداخل جبال تركيا , لكن بالمقابل ايضا نجد ان من قال في احدى الصحف العالميه بقيام اسرائيل بتدريب ميليشيات كرديه في شمال العراق , رغم نفي حكومة اسرائيل لهذا الخبر والادعاء .
اذن نستطيع القول بان هناك تضارب وتقارب في المصالح والاهداف والرئ بين الدولتين . يمكننا ان نقول مرة اخرة ان العلاقات التركيه الاسرائيليه لازالت في طور ودور التطور الدائم والمستمر والتفاهمات برغم كل ما تشوبها من خلافات ذكرناها هنا وهناك وتناقضات وتباينات واختلافات .
زيارة اولمرت الاخيره قبل رحيله من حكومة اسرائيل لتركيا كانت من اهم الزيارات التاريخيه رغم كل الخلافات ومزايدات طيب رجب اردوكان وشلته ومن على شاكلته وغيرهم من الاتراك , تم عقد العديد من الصفقات والاتفاقيات المهمه في الطاقه والتكنولوجيا والزراعه والمجال العسكري السري وما الى ذلك تطوير العلاقات الاخرى بين البلدين . نعتقد نحن اخيرا بعدم قيام تركيا العثمانيه القوميه الدينيه الطورانيه بمراجعة علاقاتها الحميمه والعميقه والوثيقه مع رفيق دربها الطويل دولة اسرائيل العبريه اليهوديه المتدينه .
المصادر : ........... * صحيفة هاارتس الاسرائيليه * BBC الانكليزيه * مجلة العصر * مجلة نيويوركر الامريكيه . . .
#جوزيف_شلال (هاشتاغ)
Schale_Uoseif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسه الاتاتوركيه الطورانيه العثمانيه الداخليه والخارجيه و
...
-
اردوكان الطوراني العثماني التركي لا تقل خطورته عن احمد نجاد
...
-
اردوكان الطوراني العثماني , لا تقل خطورته عن احمد نجاد الصفو
...
-
بي بي سي العربيه , بريطانيا , اعلام وبوق فاشل , تطرف وارهاب
...
-
مناسبة مرور 60 عاما على تاسيس حلف شمال الاطلسي ( الناتو ) ,
...
-
من ابو طبر في نظام صدام المقبور , الى مهزله اخرى من المجموعا
...
-
تحدي البشير للعداله والقانون الدولي , هو اثبات على ما ارتكبه
...
-
حركة ومنظمة مجاهدي خلق الايرانيه اجرمت بحق نفسها وبحق العراق
...
-
حرية العراق وتحريره في الميزان بعد 6 سنوات .
-
تكريس مفهوم القطيع البشري في العراق لمصلحة من !
-
الى حكومة العراق , الشعب العراقي يطالب بفتح ملفات الفاسدين و
...
-
العراق سيكون الخاسر الاكبر من توطيد العلاقات السريه ما بين ا
...
-
الى متى يبقى النفط نقمه على الشعب العراقي ?
-
محاكمة الزيدي هذه المره , هل ستكون - تاجيل ام تسويف !
-
النظام السعودي والاصلاحات الوهميه .
-
الامن القومي العربي - العوبة الانظمه الدكتاتوريه - النظام ال
...
-
التعديلات والتغييرات في الدستور العراقي يجب ان تشمل / منع وح
...
-
متى يتخلص العراق من سطوة رجال الدين المتخلفه ?
-
بوق البغداديه ومحاكمة الزيدي والشارع العربي . / الحلقه الراب
...
-
عندما ينتهي النفط , ماذا يمكن ان يحدث ?
المزيد.....
-
-رأيت نفسي كجارية جنس-.. CNN تتحدث مع ناجيات من اعتداءات مزع
...
-
أعنف هجوم منذ سقوط الأسد.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في
...
-
هل يمكن أن تطبع الجزائر مع إسرائيل؟ - مقابلة مع لوبينيون
-
تحقيق عسكري: فشل خطير في منظومة القبة الحديدية خلال الساعات
...
-
السعودية والإمارات ضمن الخيارات لاستضافة قمة بوتين وترامب
-
أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول المم
...
-
مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!
-
أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
-
تأثير غير متوقع لمسكنات ألم شائعة على الذكاء وسرعة التفكير
-
منظومة -غراد- الروسية تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|