عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 08:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هناك قصة فلسفية قديمة طريفة تناقلت كثيرا بين أروقة الفلسفة اليونانية ، مفادها بأن الأفارقة أذا عبدوا ربا فسيجعلونه أسود اللون مثلهم .. وإذا عبدت الخيول ربا فستجعله حصان على شاكلتها وهكذا إلى بقية القصة .. وقصة أخرى عن عرب الجزيرة قبل بعثة النبي وتوحيده لكل الإلهة في أله واحد ( حسب الطلب !!! ) ، كان العرب يصنعون ألهتهم مما يأكلون !! وكلنا سمعنا عن ذاك الأعرابي الذي صنع ألهه من تمر ولما جاع أكل هذا التمثال !! ومع ظهور الإسلام , حمل الدين السيف والفأس , وتبنى الحرب والغزو عقيدة ومنهاجا للانتشار والسيطرة وبأسم الفتح الأسلامي المجيد, وترافق هذا مع المزيد من تجريد الله , وحصره في صورة سارترية مركبة بين ماهو عبثي وعدمي .. المهم تختلف الإلهة بين بعضها البعض !!! تختلف في مظهرها وفي مضمونها وحتى في طبيعة القوانين التي تفرضها على البشر .. ولكن يفرض سؤال نفسه هنا : كم عدد الإلهة التي توجد في القائمة ؟؟ كم ؟؟ عشرة آلهة أم مئة أله أم ألف أله ؟؟؟؟ مسكين هو الله فقد زيف البشر صورته واستنسخوه على شاكلتهم واستنسخوه بعددهم !! فاليهود صوره لنا بشكل تجاري والمسيح صوره لنا راع وديع يركب على حمار وينثر الزهور هنا وهناك على أعدائه ، والمسلمين الشيعة صوره لنا دجالا والسنة صوروه لنا مثل شخصية صلاح الدين الأيوبي ليس له هم سوى قطع الرقاب من أعدائه من الصليبين والروافض !! ولنأتي هنا لموضوع أخر يرتبط مع الله من ناحية الوظيفة وهي علاقة الله مع مرض العصّاب .. والعصّاب هو اضطراب عصبي وظيفي غير مصحوب بتغير بنيوي في الجهاز العصبي. ترافقه في كثير من الأحيان أعراض هستيريا, وحصر نفسي, وهواجس مختلفة. ولعل العصابات قديمة قدم الجنس البشري نفسه، ونحن نقع على وصف لها في كثير من المصنفات التراثية وبخاصة غير الطبية منها، أما الدراسة الطبية النظامية للاضطرابات العصابية فلم تستهل إلا في منتصف القرن التاسع عشر. . ويعتبر جان مارتن شاركو وسيغموند فرويد من أبرز الرواد في هذا المجال .. تلك الدراسات كانت البداية لما يعرف لا حقا بعلم الأعصاب الديني الذي يحاول معرفة دوائر المخ التي تنشط حين نشعر بأننا واجهنا العالم المقدس، مثل الاستغراق في صلاة خاشعة أو شعائر دينية تسمو بالروح أو الاستماع لترانيم أو ابتهالات ذات طبيعة دينية .. علم الأعصاب الديني يبحث في الله من ناحية النيورولوجيا وأين يمكن أن نراه من غرف الدماغ الكثيرة !!!! وعودة على بدء فأن الله يرتبط مع ما يعرف بالعصّاب الجمعي أو أعلى مرحلة تجسيد له في سلم التطور الذي سلكه هذا المرض .. حين أكتشف أبراهيم ( ولم يخترع !!! ) ديانته التوحيدية من فطرته أو متأثرا بالثقافات المجاورة لمدينة أور أنهى جدل طويل عن ماهية الله وهل هو واحد أم مئات ..
والســـــــــؤال الذي يطرح نفسه الأن :
لماذا لم يختفي الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا لكم
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟