|
وظيفّة شاغرة ..عنوانها رئيس برلمان في العراق!!
كريم الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وظيفّة شاغرة ..عنوانها رئيس برلمان في العراق!!
البرمان العراقي يذكرنا بقصّة انتخاب الكرادلة في القرون الوسطى رئيساً لهم أي ( البابا) .( مجمع كرادلة) يعني تجمع رجال الدين المسيحيين النخبويين على اعتبارهم أعلى هيئة تنظيمية لأنتخاب البابا سميهم ماشئت مكتب سياسي ، برلمان ،مجلس الحل والعقد، هيئة رئاسية، لجنة مركزية المهم (( إجتمعوا ذات رجال الدين المسيحيين في الكنيسة الكاثوليكية عام 1274 لأنتخاب ـ بابا ـ جديداً لهم ،لكن رجال الكنيسة من الكرادلة المجتمعين في القاعة الكبيرة وملحقاتها من دور الأقامة لم ينجّحوا بأنتخاب البابا رغم بقائهم فترة طويلة من الوقت بالجدل والمناقشة .. ثم أعادوا الأجتماع ثانية لأيام، وثالثة الى أشهر الى ان استمرت الأجتماعات وقتاً طويلاً . كان الغرض من الأجتماعات داخل القاعة المغلقة هي عدم فسح المجال للتدخل الخارجي وبالتالي التأثير في طريقة الأنتخاب ، ثم منع التدخل من قبل السياسيين وغلق الباب على أي تدخل له تأثير أو نفوذ على الكرادلة .. لكن جماعة الكرادلة مكثوا بالقاعة المغلقة مدة سنتين ونصف يتداولون الأمر وأخيراً فشلوا بالتوصل الى انتخاب البابا .. مما اثار سخط الناس .. لذلك قرر الحاكم العسكري احتجاز الكرادلة جميعهم في القاعة وملحقات الأقامة وبدأ بأازالة السقف عن قاعة الأجتماع معرضاً اياهم الى الشمس، والمطر، والبرد، والهواء ولم يمدهم من الطعام إلا الخبز والماء ،بهده الطريقة أجبرهم على انتخاب رئيساً لهم خلال يومين)) . أعتقد الحاكم الأمريكي بالنهاية سيجبر السادة البرلمانيين ( المنتخبين مباشرة من الشعب) على اتمام عملية الأنتخاب بسرعة مثلما فعل حاكم روما العسكري مع كرادلته الموقرين .البرلمان العراقي وآليات عمله العرجاء تدفع المراقبيين ،والمحايدين، والخصوم، وحتى المحبّين للتنّدر أحياناً ،والتّهكم في أحايين آخرى، مثلما كان يفعل رئيسه السابق السيد محمود المشهداني من تصرفات بعض النواب ، مما يجعله يستهجن سلوكهم ، ويزدري تصرف البعض منهم ، ويسخر من البعض الآخر، وينابز القسم المشاكس منهم .لكن بالنهاية أجبروه على الأستقالة فقدم استقالته بنفسه للحفاظ على ماء الوجه بعد أن مانع أول الأمر ثم امتنع بقليل من الأعتداد ثم رفض الأستقالة الى أن تأكد تماماً إن هذه الوسائل لاتجدي نفعاً بعد، لانه مُقال لا مُحال خصوصا بعد أن أعطوه المهلة لتقديم استقالته. عندها عجّل الرجل بتقديم استقالته في شهر ديسمبر من عام 2008. وسبب الأستقالة قيل حينها انه تهكم في لحظة غضب بل سخر من بعض اعضاء اللجنة القانونية والأمنية في البرلمان لكن هؤلاء مثله ينتمون الى قانون المحاصصة والطائفية والحزبية والتكتلات التي جاءت بهم وبه الى البرلمان وأصبح توزيع الحصص و المناصب على مقاساتهم أجمعين.آميييييييييين!منذ استقالة المشهداني والبرلمان العراقي بلا رئيس وهنا أول خلل بالآلية التي اعتمدوها في تداول القضايا المطروحة فتينوا تماماً أن مصالح الشعب العراقي لاتنسجم وقانون المحاصصة ،لان رئيس البرلمان من حصة السنّة حصراً وجبهة التوافق العراقية هي الرقم الصعب بالسنّة رغم اعتراض اخوانهم من مجلس الحوار الوطني اللذين رشحو لرئاسة البرلمان السيد خليل جدوع الذي نال 81 من الأصوات بينما نال مرشحهم السيد آياد السامرائي 138 صوت. اعترضت بعض الكتل النيابية على هذا الأستئثار لأن جبهة التوافق اذا نجحت بمرشحها سيكون لها 5 مناصب سيادية وهذا يفوق حصتها .. لذلك قدم شكوى مجلس الحوار الوطني الى رئاسة المحكمة الإتحادية والنّظر بالمطالبه. لكن جبهة التوافق ردت عليهم على إعتبار انها فازت بأغلبية الذين صوتوا من الحاضرين في البرلمان وقتذاك لذلك يعتبر التصويت صحيح. لكن المحكمة الأتحادية ردت الشكوى وأعتبرت القضية (خصومة). كل هذا الذي اوردناه والبرلمان العراقي لازال بلا رئيس يعني البرلمان عاجز على أن ينتخب رئيساً له أو بعبارة آخرى لمصلحة مَنْ يبقى البرلمان العراقي بلا رئيس؟ بينما المادة 61 من الدستور تنص على صلاحيات كثيرة للبرلمان منها تشريع القوانين ، وانتخاب رئيس الجمهورية ، ومنح الثقة لرئيس الوزراء ، والمصادقة على الموازنة ، وتصديق الأتفاقيات والمعاهدات الدولية ، إعلان حالة الحرب ،تعيين كبار موظفي الدولة.. هذه كلها من مهام مجلس النواب .. لكن المجلس عجزعن انتخاب رئيساً له وهو مخول بكل هذه الصلاحيات الدستورية . فالوظيفة شاغرة منذ أشهر ومن يجد بنفسه الكفاءة فليتقدم لملئ الوظيفة بشرط أن يكون من ترويكة الحصص.. لا تعرف هل هذا قدر المواطن العراقي أم بؤسه ؟ أن التأخير بالأنتخاب يعطل البت بالمسائل المطروحة للحسم وهي كثيرة وملحّة ،لاسيما وأن البرلمان في دورته الحالية لديه الكثير أن يعمله للمواطنين العراقيين . نتمنى ان تُحسم مسألة الأنتخاب في الدورة الربيعية من هذا الشهر حسب ما هو مقرر.حتى يتفرغون السادة البرلمانيين الى قضايا تهم حياة المواطن بشكل مباشر مثل الفساد ،والرشوة ، والأمن رغم تحسنه بشكل ملموس خصوصاً بالأشهر الأخيرة، ثم إعادة البناء وتوظيف العاطلين عن العمل والتأكيد على نزاهة القضاء ومراقبته من الشطط الخ... كريم الشريفي
#كريم_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤسسة السجناء السياسيين.. إرث أُمة، ومشروع نهضّة!
-
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها ؟ 2/2
-
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها؟ 2/1
-
أوجه من مثالب القضاء في العراق قديماً وحديثاً..!
-
75عام والحزب الشيوعي العراقي لازال يافعاً..
-
قوة اليسار.. رؤية وتفائل ..!
-
(( لكل جديدٍ لذّة ))
-
الوِداع الأخيّر
-
الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!
-
مناظرات أم مهاترات...؟
-
ولادة بلا فرح
-
للنبّيذ أوان..
-
شجن الأثير
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|