إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 802 - 2004 / 4 / 12 - 09:56
المحور:
القضية الكردية
تحت عنوان – سوريا والمسألة الكردية - كتب السيد ادوار حشوة - الأمين العام المساعد الحركة الاشتراكيين العرب في سورية –(مقالاً) نشر في في جريدة – المحرر العدد441/2004 يفتقر إلى ابسط مقومات المقال من حيث البناء , فهو عبارة عن مجموعة أفكار، اقرب إلى حديث شفاهي، يمكن لأحدنا أن يعرضها وهو – في –باص نقل داخلي – أو بعد كأس ثالثة من الخمرة , من هنا فهشاشة المبنى , وتنعكس على هذا النحو – على هشاشة المعنى , وهو أمر طبيعي في مثل هذا الحال .
يستهل كاتبنا مقاله بالقول : الأكراد جاؤوا إلى سوريا ((مهاجرين)) بسبب حملة التتريك التي قادها حزب الاتحاد و الترقي في الدولة العثمانية , والتي استهدفت في تركيا الأرمن، وترافقت مع المذابح والتهجير, فاتجهت جموع كثيرة منهم نحو سورية .....!
ويرى ان هذا اللجوء كان كثيفاً في الشمال , ثم توزغ في مدن : حلب- عفرين –حماة – دمشق- الخ.........
واندمج الأكراد بالتالي مع الحياة السورية ( وتحولوا إلى مواطنين سوريين وتعربوا )) ومارسوا كل الحقوق . ودخلو أحزاب – الساحة ، في ما يتعلق بهذه الفقرة , من آراء السيد حشوة , أريد التوضيح أن وجود أكراد سوريا،و بعيدا عن الاحتكام إلى التاريخ البعيد – بل بالعودة إلى التاريخ المعاصر نفسه , سبق – مجازر العثمانيين هذه، فعلى سبيل المثال مزار جدي الرابع – في قرية محمد دياب السورية – أبعد من هذا التاريخ , ويعود إلى القرن الثامن عشر ، بل ان هناك سندات تمليك عثمانية لملكيةاسرتي في قرية – شامر لوك – وضمن أراضي تل خاتون في سوريا , تدحض هذا الاجتهاد , ناهيك عن عودة مزار العابد الكردي موسى الباجلي إلى مئات السنين , وهو يسبق مرحلة الناصر صلاح الدين , وناهيك عن أن باني مدينة حماة هو أبو الفداء الكر دي , ولم يأت الأكراد إلى هذه المنطقة مؤخراً ,و هذا ما يقال عن أكراد دمشق , وهو أمر يتناوله الاكرد في سوريا في منتهى الوعي , لان وضع المواطن الكردي في منطقة الجزيرة –كوياني ( عين العرب) أو عفرين , مختلف عن وضعه في المحافظات ا لسورية الأخرى من حيث قدم علاقته بمناطق سكناه..! وهو بهذا لا يبكي أية اند لس ،
ولا ادري ما الذي يقصده السيد حشوة , بقوله:إن الأكراد (( تعربوا )) ....!!؟ هل يريد ان يقول : ان التعريب هو الهدف الأخير من المواطنة , سدرة المنتهى ، بالنسبة إليه ؟
أم انه يتحد ث عن ظاهرة طبيعية في هذا المجال، بحيث نجد انزياحات قومية، تحت ظل ظروف معينة
ومن هنا، قد يكون هناك تكريد عربي أيضا، وبالعكس، رغم ان سياق الحد يث يد ل على غير هذا الاحتمال لأنه
يرى ان التعر يب هو و سام رفيع يعلق على صد رالكردي، و لاالتكريد وسام رفيع يوضع على صدر العربي , واذا كانت الاموربهذه السذاجة لكان الله سبحانه وتعالى خلق العالم جميعاً بلغة واحدة , كي يلفظ جميعهم اسمه الواحد ...ما دام انه خالفهم أجمعين.....!!...
وهناك عدد كبير من الأخوة يتحد ثون عن ان أول رئيس جمهورية سوري – فوزي سلو – كان كردياً –وكذلك بالنسبة إلى حسني الزعيم .... وسواهما , ولعل مثل هذا الكلام يدل على – فعالية- الكردي آنذاك في المجال السياسي , والوطني , وثقله في هذا المنحى , وان التهميش الذي تم –هو الذي يثير الأسئلة , فلماذا تم تغييب ذلك العنصر الفاعل – نهائياً -عن الساحة السياسية !!!،
إلا إذا اعتبر بعضهم تسلل كردي ما عبر حزب جبهوي الى مسؤولية ما، وليس من خلال كرديته انجازاً كبيراً للأكراد , ومثل هذا حتى وان تم يكون ضمن نطاق ضيق , لاينا سب و حجم تواجد الكردي في سوريا ، وثمة كثيرون يرون ان هناك- لوبيًا كردياً – وان الأكراد أغنياء ، كما يقول محمد سيد رصاص أحد الذين كتبوا بلؤم عن الأكراد في هذا المجال!!، هي محاولات للالتفاف على المطالب المحقة للأكراد، مع ان عامة الأكراد هم أكثر المواطنين فقراً ،لا سيما وان الكردي , والمسجل في عداد الأجانب محروم من العمل لدى دوائر ومؤسسات الدولة ! مع ان السيد حشوة نفسه يقر قائلاً : وهؤلاء الأكراد في كل التاريخ السوري لم يرتكبوا معصية ضد وطنهم السوري , و لابرز فيهم أي فصيل يدعوا للانفصال عنه، وشاركوا في المعارك من أجل الاستقلال وضدالغزو الصهيوني ، ويكرر السيد حشوة – عبارة –طالما ادعاهابعض المزورين للتاريخ المرئي –وعلى البعد المنظور جداً-حين يرى أن هناك من هرب من العراق بسبب مظالم صدام حسين ،أو من جاء مع عبدا لله أوج آلا ن في مطلع ثمانينيات القرن الماضي نتيجة ممارسات قمع الجنرالات الأتراك بحقهم ،وهو ماتدحضه أدلة الواقع ،إذأننالانستطيع الحديث عن عشر أسر كردية –من هذا النوع –وهو بحد ذاته رقم كبير ،قياساًإلى العائلات التي استقرت في سوريا مؤخراً! -إن وجدت – ولا أريد أن أمضي إلى أية أدلة ـتؤكد –ما أطرحه في هذا السياق .
شركاء ... ولكن!... :
يسوغ السيد حشوة الإجراءات الاستثنائية المتخذة بحق الأكراد ،ويعزوها إلى مثل هذه الهجرة إلى الأراضي السورية ،وإن تباطؤ-السلطات في وضع حل لمسألة الإحصاء-وسواها،إنما يعود إلى تأنيها للتفريق بين الأكراد الوافدين-والاكرادالسوريين،رغم انه يرى ان أكراد تركيا والعراق قد عادوا في السنوات الماضية بعد تحسن أوضاعهم هناك،وهو كلام ينسف روح المحاججة التي بني عليها رؤيته أصلا،ناهيك عن ان الإحصاء الاستثنائي قد تم في محافظة الحسكة-فقط-في العام 1962-ولقد مر اثنان وأربعون عاماً على هذه الهجرة إلى سوريا ،أي بعد 1980 –بالنسبة للأكراد في تركيا - وعام 1988 بالنسبة للأكراد العراقيين !!!؟.
ويبدو الحل الذي يرتئيه السيد حشوة بإعادة الأكراد الوافدين إلى دولتي الجوار :تركيا –العراق –أمرا في غاية الخطورة ،في ظل عدم وجود واقع من هذا النوع ،وهو بهذا يستهدف الأكراد السوريين الأصلاء ،المتواجدين أباً عن جد
،وهو رأي متهور، خطير ،لا يليق بسياسي عريق ،وأمين عام حزب عربي ،له قضيته –هوا لآخر – لا سيما أنني سبق وقرأت كثيراً من آ رائه ،و أعجبت بها ، أيما إعجاب ، مع أن الحلول المقابل’ التي يضعها من أجل إنهاء معاناة الكردي ،وبما لايقبل الإبطاء ،بما في ذلك تجنيس من سلبوا حق الجنسية ،فهو وليد حس وطني ،إنساني ،يمكن الاعتداد به ،رغم وهم بعضهم أنه يجسد كامل الحق الكردي .!
وهنا ،أتذكر بعض الآراء الشوفينية المسعورة بصدد مواطنة الكردي ،حيث راح هؤلاء ليتهموا المواطن الكردي المحروم من الجنسية بأنه عبارة عمن ارتكب أعمالا إجرامية في إحدى دول الجوار ،ولجأ إلى سوريا ،ولاقى الأمان والطمأنينة ،فلم يغادرها إلى حيث موطنه الأول،وهو تفسير مضحك ،ولا يصمد أمام التحليل ، واعتمادا على لغة الوثائق ، لا الكلام السوقي ، المجاني ، الذي يعتمد عليه أصحاب هذه الآراء .
_______ الكردي .. ومن خلال وحدة وطنية غير صورية :
على الرغم ان السيد حشوة –لا يرى وجود مسأ لةقومية في سورية،بيد انه يؤكد في النها يةوجودها،وهوما يدل على التخبط في الرؤى،بيد انه سرعان ما يتجاوزهذه المصيدة المكشوفة ،كي يتحدث بروح مسؤولية عن ضرورة تخيرالنخب السياسيةالمتنورةالتي ترفض الانقسام ،بل واللجوءالى (العقلانيةفي معالجة المسألة الكردية ضرورة وطنية لاتحتمل التأخير في ظروف يستخدم فيها العامل الخارجي هذه الورقة للأضرار بالوحدة السياسية للوطن السوري )وهذا بتصوري – بيت القصيد – وينبغي أن تتضافر كافة الجهود الخيرة للتركيز عليه ،بعيداً عن المضللين الذين يرون طارئية الكردي –مكانياً-أو أ ن التلميذ الكردي –يجلس على مقاعد المدرسة مثل قرينه ،ولا فرق بينهما ..... الخ ، لأن هناك جملة حقوق –الكردي- لابد أن يقر بها رسميا ، بل و أن تنجز، سواء أكانت في ميدان مشاركته في الحياة السياسية العامة في بلده ، و غير ذلك ...، وأن تكون له حصته في أية تشكيلة وزارية ، وبرلمانية ، أو إدارية ، ناهيك عن حقوقه الثقافية ، التي آن الاوان لمنحه إياها ، أسوة بسواه ، ان لم يكن هناك ثمة هدف لتهميشه ، وابتلاعه ، وتذويبه ، والى آخر ما هنالك من سياسات أكدت عدم نجاعتها من قبل ....!!!!
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟