|
يوم الامازيغية في ليبيا -آس انّغ-،
المؤتمر الليبي للامازيغية
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:47
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الوجود الأمازيغي في ليبيا من عمر ليبيا، أرضا وتاريخا، والمتحدثون بالأمازيغية في ليبيا اليوم هم امتداد موصول بأقدم سكان ليبيا، ولكن ليبيا اليوم، ليبيا القذافي، تضيق بهم وعليهم، بهدف إلغاء وجودهم وطمس حضورهم عبر جهد رسمي مُمنهج ومُصر لمحو الوجود الأمازيغي التاريخي في ليبيا، ولإذابة الحضور الأمازيغي الثقافي اللغوي.
فأطلس اللغات، الصارد عن منظمة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، في فبراير 2009، أدرج اللغة الامازيغية ولهجاتها قي ليبيا كلغات في خطر ومهددة: مهددة بحرج Critically endangered مهددة بشدة Severely endangered مهددة بجدية Definitely endangered غير آمنة Unsafe درجة الخطورة احمر برتقالي اصفر رمادي لون الخطر السوكنية Sawkna النفوسية و الاوجلية Nafusi, Awjila الطارقية Tamahaq الغدامسية Ghadames اللغة/ اللهجة
ومن جملة تعاريف دولية حقوقية وقانونية وسياسية، الإبادة الثقافية: هي مصطلح يستخدم لوصف التدمير المتعمد والممنهج للميراث الثقافي(عادات وتقاليد، قيم، لغة، أو عناصر أخرى تميز مجموعة بشرية عن أخرى...) لشعب أو أمة لأسباب وأغراض عسكرية، دينية، عقائدية، عرقية، عنصرية. والإبادة الثقافية تمتد إلى ابعد من الهجوم على العناصر المادية والحيوية لمجموعة، نحو إزالة ومحو توجداها الأوسع، وذلك يتحقق عبر عدة طرق، وعادة يتضمن إنهاء لغة المجموعة البشرية، تدمير التواجد الديني المؤسساتي، اضطهاد وملاحقة والهجوم على أعيان وناشطي وأكاديميي ومثقفي المجموعة البشرية المستهدفة، ومنع وتجريم النشاطات الأدبية والفنية والتعليمية...
وبالرجوع إلى فقرات مختارة وموثقة من خطب للعقيد القذافي: "بالله كلام الجدات وخرافات العجائز، لا بد أن ينتهي بربر ما بربر، لغة قديمة ما لغة قديمة" سنة 1983. "فإذا كنت تسير في هذا المخطط، إذا تسير في مخطط الأعداء ولابد من محاربتك... حتى هذه اللغة دعها تنتهي... لغة لم تعد تنفعنا في شيء ولا نريدها... فإن كانت أمك تدربك عليها فهي رجعية ترضعك حليب الاستعمار وتسقيك السم" سنة 1985. "هذه مؤامرة استعمارية الدفاع عن الأمازيغية مؤامرة استعمارية" سنة 1997. "ما هي الأمازيغية هم اصل العرب نحن ليس لدينا أقلية حتى نتكلم عنها ونقول يأخذون حقوقهم الثقافية أو لغتهم، هؤلاء عرب... إنها ردة للعصور القديمة... لان الأمازيغية ليست لها أي قيمة... الأمازيغيون الذين يطالبون بهذا عملاء الاستعمار... هؤلاء يتقاضون رواتب من المخابرات الأجنبية". سنة 1997. قبائل الأمازيغ انقرضت من زمان.. قبائل لا نعرفها بالمرة.. ... ممكن تكون سامية أو شرقية جاءت لكنها انقرضت وانتهت... من يقول هذا عميل للاستعمار... أي واحد ينفث سموم الاستعمار، يسحق هو وأفكاره... لكن نحن بنقول له: يا شداد الافاق يا تافه... أنت يا ضال يا قذر." سنة 2007.
تميز نضال "الحق الأمازيغي" متمسكا ومثابرا بمطالبات متتالية موجهة للدولة الليبية لإنصاف الحق الأمازيغي المضطهد والمنتهك منذ أربعة عقود باعتداءات أمنية وإجرائية وممارسات إدارية مقننة تطول بعمد وإصرار وتخطيط مهددة الوجود الأمازيغي في ليبيا، بهدف تذويب حضوره البشري، وإلغاء تمظهراته الثقافية واللغوية، وطمس تجسداته والسياسية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية.
وقد دفع المتحدثون بالأمازيغية التضحيات تلو التضحيات من اغتيال وسجن وملاحقة ومطاردة وتهجير لناشطي ودعاة الحق الأمازيغي، وعانت جراء ذلك الحواضر الامازيغية من العقوبات والحصار السياسي والإداري والتنموي، بهدف تهجير الساكنة الامازيغية وفرض سياسة التعريب القسري. فحتى هذه اللحظة لا تعترف الدولة، لا دستوريا ولا قانونيا ولا إجرائيا، بالأمازيغية كمكون هوياتي في ذاتية الأمة الليبية، وتمنع التمدرس والاستخدام الإعلامي والإداري لها، فضلا عن الخنق والحظر على المذهب الأباضي. فمطالب " الحق الأمازيغي" في ليبيا مطالب شرعية وعادلة، شرعا وعرفا، محليا ودوليا، وقد تبنى المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية، لندن يونيو 2005، قرارات وتوصيات حولها في الخصوص، منها ورقة ورقة الشأن الأمازيغي في ليبيا.
ونظرا للمقاومة الامازيغية المدنية الباسلة، والتي استثمرت ثورة المعلوماتية، لإيصال صوتها حول المعاناة الامازيغية، طور النظام، كما ونوعا، من أسلحته الخبيثة لمحاربة الحضور الأمازيغي. ومنها، على الأخص تصعيده الأخير لـ"سياسة فرق تسد" بين الأهالي بزرع وإثارة الفتن والتناحر الاجتماعي بينهم، ومع جيرانهم، ودس وبث الإشاعات والتهويل من خطورة التنوع والتعدد، إضافة لإعادته صياغة ماكينة إرهابه وترهيبه.
وهكذا وبوضوح ومباشرة فالأمازيغية والمتحدثون يتعرضون لإبادة ثقافية متعمدة وممنهجة، بكل معانيها ودرجاتها. فما العمل؟
وإزاء خطر الإبادة الثقافية الزاحف، بدفع وتوجيه رسمي من النظام الليبي، ورأسه العقيد القذافي، فان خيارات الصبر والمصابرة ومساعي المطالبة والمحاججة تعجز واقعيا عن در الخطر وإيقاف زحف الإبادة المتسارع زمنا والمتعاظم أثرا بتسلحه بترسانة نظام متمرس قمعيا، فان التفكير يتجه نحو بدائل العمل لمقاومة الإبادة من اجل الدفاع والمحافظة على البقاء والوجود من الفناء والاندثار.
ومن الخيارات والبدائل الموضوعة جديا للتفكير والدراسة السياسية والقانونية والتطبيقية، ومن ثم الدعوة أو التبني أو التلويح: خيار المقاومة الميدانية بكل الوسائل العادلة ضد ممارسات النظام العنصرية الغير العادلة، العصيان المدني والإضراب العام، مقاطعة ووقف التعامل مع النظام ودوائره السياسية والإدارية، تصنيف وكشف وفرز ونبذ المتحدثين بالأمازيغية المتواطئين مع النظام وسياساته، إضراب عن طعام جماعي، تطوير العمل والتنسيق مع قوى المعارضة الوطنية، إنارة وحشد المجتمع الدولي والإقليمي الحقوقي والقانوني والسياسي والجمعوي،
تاريخيا، على وفي وعبر ليبيا كان تمازج بشري وتلاقح حضاري وتبادل ثقافي، نتجت عنه ليبيا اليوم وشعبها كنسيج اجتماعي متعايش ومنسجم في مجمله، في هوية مكوناتها الأساسية الإسلام والعربية الامازيغية، وأبعادها الأصيلة الأفريقية والمتوسطية، وبمحتوى إنساني متطلع ومتسامح، ولكن نكبة ليبيا بديكتاتوري فاشي شوفيني ضيق الصدر والأفق وصاحب سجل دموي وإرهابي كبير وعريض، كالعقيد القذافي، هدد ويهدد ذلك نحو منزلق خطير ينذر بأخطار جسيمة تهز استقرار الوطن ووحدته وتزعزع سلمه الأهلي الاجتماعي.
وهنا والآن، وجب إضاءة اللون الأحمر التحذيري، من عواقب استمرار سياسة القذافي التطهيرية ضد التواجد الأمازيغي في ليبيا، والحديث هنا موجهه تحديدا إلى عقلاء الوطن، والمهتمين الدوليين بالاستقرار الإقليمي، بان انفلات الأمور عن السيطرة مكلف جدا وغير مستهدف ابدآ، مما يتطلب العمل الجاد والعاجل لإيقاف القذافي عن ممارسته الإبادية ضد الامازيغية. كما انه من الضرورة إنذار الديكتاتور القذافي من مغبة وعواقب ممارسة سياسات التطهير والإبادة، والتي تقع ضمن المتابعة والقضاء الدولي، والأمثلة كثيرة ومنها بوروندي، يوغسلافيا السابقة، سيراليون، والعراق، ودار فور...
وفي هذه الذكرى الجليلة والواقع المؤلم، وفي ختام هذا الإصدار، يدعو المؤتمر الليبي للامازيغية مستنفرا جميع ناشطي "الحق الأمازيغي" وعموم المتحدثين بالأمازيغية، وكافة المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان، وكل أحرار الوطن المخلصين إلى التكاتف والتآزر للتصدي ومواجهة ورد هجمة الابادة العنصرية القذافية ضد الامازيغية. كما يؤكد المؤتمر حرصه الايجابي على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والسلام المجتمعي والدولي، داعيا الجمع الوطني على التفاهم والتآلف والانتباه لأحابيل ديكتاتورية القذافي الفاسدة، وان هدف النضال الوطني المشترك هو إقامة دولة ديمقراطية دستورية، تصون كرامة الإنسان وتحترم حقوقه وترعى حاجياته وتحقق تطلعاته.
عاشت الامازيغية في وطنها، وعاشت ليبيا ونضالها المستمر من اجل الديمقراطية والعدالة والسلام
المهجر، في ذكرى "آس انّغ"، يوم الامازيغية في ليبيا 15 ابريل 2009
#المؤتمر_الليبي_للامازيغية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الشهيد: سعيد سيفاو المحروق وضمن
...
المزيد.....
-
أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
-
الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه
...
-
53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة
...
-
مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور
...
-
-نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس
...
-
بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك
...
-
الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب
...
-
76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
-
جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|