أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن الناصر - يهود العراق والحقوق المهضومة















المزيد.....

يهود العراق والحقوق المهضومة


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حينما أتصفح النت وبعض مواقع اليوتيوب ويقع بصري على موضوع يخص يهود العراق أصاب بالأسى جراء ما تعرضته هذه الطائفة من قتل وتشريد من قبل أنظمة الحكم السابقة رافقه استعداء غبي من بعض شرائح المجتمع الجاهلة جاء متوائماً مع الموجة القومية والثورجية التي قادت البلد الى الهاوية , وقد انفرد العراق دون سواه بتهجير شعبه بدءاً باليهود مروراً بالكرد الفيليين انتهاءاً بالصابئة والمسيحيين واليزيديين سواء بتشريع قوانين جائرة كإسقاط الجنسية ومصادرة الممتلكات او بخلق أجواء الكراهية والعنف بين أوساط وأطياف المجتمع العراقي .

تعد الطائفة الموسوية (اليهود) من أقدم أطياف المجتمع العراقي وقد جئ بهم الى العراق كرهاً واخرجوا منه كرهاً , حيث جلبهم الملك البابلي نبوخذ نصر قبل 2600 عام كأسرى حرب من فلسطين في السبي البابلي الأول والثاني بعد ان دمر دولتهم (مملكة يهوذا) , كما هاجر البعض منهم الى العراق بعد ذلك بسبب اضطهادهم من قبل الرومان في فلسطين حيث تمتعوا بقصد وافر من حرية العبادة في العراق .

ولليهود دور ملموس في تاريخ العراق وقد استوطنوا مدنه الكبرى لطبيعتهم المتمدنة كبغداد والبصرة والموصل وكركوك إضافة الى مدن العراق الأخرى التي تمتاز حواريها عادة بمناطق خاصة بهم يطلق عليها ب(عكد اليهود) , وامتهن الكثير منهم الطب و الصيدلة والأعمار والصحافة والطباعة والصناعة والصيرفة وتبوء البعض منهم مناصب مهمة في الحقبة الملكية مثل حسقيل ساسون أول وزير مالية عراقي وهو من نظم هيكلية الضرائب على أسس حديثة وأسس أول ميزانية مالية في العراق وبلغ من دهائه انه أصر عام 1925على بيع النفط الى شركة نفط العراق البريطانية وفق باون الذهب وليس بالعملة الورقية مما أنعش الاقتصاد العراقي في أعقاب تلك الحقبة حيث حدا بالبريطانيين عدم استيزاره مرة ثانية , كما برع البعض منهم في الوسط الفني مثل الفنانة سليمة مراد ونجاة العراقية والموسيقار داود يعقوب عزرا وغيرهم .

وكان يهود العراق في وضع اجتماعي متفوق على أقرانهم العراقيين من ناحية الإمكانية المادية او المستوى الثقافي ومازال قصر شعشوع في كورنيش الاعظمية الذي امتلكه تاجر يهودي ماثلاً حتى الآن كدليل لثراء هذه الطائفة في تلك الحقبة وهو القصر الذي استأجره الملك فيصل الأول بعد غرق منزله في باب المعظم , ولهم أيضاً مكانة جليلة ضمن يهود العالم لما يمتلكون من طاقات بشرية ومالية جعلت من مسالة استقطابهم من قبل الصهيونية العالمية تجاه الهجرة الى إسرائيل هدف اكبر بالتعاون مع أقطاب السياسة في الحقبة الملكية .

وهناك مفارقة عجيبة من تهجير العراق لابناءه المخلصين الذين مازالوا يحنون الى بلادهم الأصلية ويتناولون أكلاته البغدادية ويطربون للمقام العراقي وأغاني المطربين العراقيين و شيوخهم يلعبون النرد ويتحاورون باللهجة البغدادية أينما وجدو وفي شتى أرجاء المعمورة وفي نفس الوقت يتم التمسك بأناس آخرين لا يشعرون بأدنى شعور وطني تجاه العراق بل هم أغراب قولاً وفعلاً ويتعالى البعض منهم على الجنسية العراقية في حين يستجدي الجنسيات الأوربية والغربية ويفتعل كل المبررات ويدعي الحجج الباطلة لتسفيه وتسقيط المجتمع العراقي في الأوساط العالمية و مازال يمتلك في نفس الوقت جميع الحقوق السياسية والمدنية كمواطن عراقي . والمتتبع لليهود القلائل في العراق حالياً وهم من كبار السن قد يصاب بالدهشة من تمسك هؤلاء ببلدهم العراق وعدم مغادرته رغم كل مايجري الآن وما جرى سابقاً من مآسي أرغمت الكثير من أبناءه ومن جميع أطيافه على مغادرته الى دول أخرى .

انني استغرب لهذا الكم الهائل من الاستعداء للسامية بدون مبرر , فلو لم ينتج اليهود الى البشرية سوى البرت اينشتاين وبيل غيتس الذَين غيرا مجرى العالم وأسسا التقدم العلمي الراهن لكفاهم فخراً , فكيف وهم امة معطاء على قلة عددهم , وان تحولوا الى شعب متعسكر فهي نتيجة حتمية عن جور مالقوا من قتل وتشريد في كافة أصقاع الأرض ومنها العراق .

ان الواجب الأخلاقي للساسة العراقيين يفرض إعادة الحقوق المهضومة لهذه الطائفة العراقية الأصيلة بعيداً عن هراء بعض الاسلاموين والقومجيين الذين لم ولن يبنوا العراق , ويتحتم إعادة الجنسية التي أُسقطت عنهم ومنحهم كافة حقوقهم المدنية والسياسية كباقي العراقيين مع إعادة أملاكهم المصادرة او الموقوفة اليهم او لورثتهم .

إن هذا الإجراء بقدر ماهو إحقاق وإنصاف بقدر مايعطي ثماراً يستفئ بها العراق بأسره لما يمتلكه اليهود العراقيون من أموال وعقول بناءة والعراق بامس الحاجة إليها إضافة الى انه يمهد الطريق للتطبيع مع الدولة العبرية التي لم يكن لنا أي مصلحة في استعدائها , وربما يكون هذا التطبيع متأخر مقارنةً مع باقي الدول العربية التي أنشأت مصالح مشتركة معها اتت بنتائج رائعة على اقتصاديات هذه البلدان واستقرارها الأمني , حيث تعد إسرائيل الآن اكبر دولة صناعية في المنطقة وأكثرها ديمقراطية وتتمتع جامعاتها بمستويات متقدمة جداً حيث حازت جامعة تل أبيب على التسلسل 17 عالمياً في حين كانت الجامعة الأولى عربياً هي الجامعة الأميركية في القاهرة التي جاءت في التسلسل 501 على جامعات العالم علماً هي ليست مصرية متكاملة حيث اغلب كادرها التدريسي من أميركا او من باقي الدول الأخرى ولم تحصل جامعات العراق على أي موقع ضمن ال 4000 جامعة عالمية , اضافةً ان إسرائيل تنتج 17000 كتاب ومجلد علمي سنوياً في حين لاتنتج الدول العربية مجتمعةً سوى 3000 كتاب .

كفانا هراءاً بالدعوة لحقوق الآخرين وننسى مصالحنا التي حطمتها التشنجات والتناحرات الخارجية مع دول تتفوق علينا تكنولوجياً وعسكرياً واقتصادياً وأكثر نضجاً من ناحية تشريع القوانين والنظم السياسية وأكثر ترسيخاً للديمقراطية , إنها دعوى للتعايش مع الواقع وترك الخواء الفكري والجعجعة الإعلامية والشعارات الفارغة التي أنتجت ملايين الجياع والمرضى والمتخلفين وجعلت من شعب العراق الذي سن أول التشريعات القانونية وابتدع أول حرف مكتوب مهجراً في أصقاع الأرض بلا هوية ولا جذور .





#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن الناصر - يهود العراق والحقوق المهضومة