أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر كوش - المجتمع المدني الوجه الآخر للسياسة /عبد الحسين شعبان















المزيد.....


المجتمع المدني الوجه الآخر للسياسة /عبد الحسين شعبان


عمر كوش

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:51
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني الوجه الآخر للسياسة
المستقبل - السبت 11 نيسان 2009 - العدد 3274 - ثقافة و فنون - صفحة 20
يعتبر د. عبد الحسين شعبان، في كتابه "نوافذ وألغام"، أن أهمية دراسة المجتمع المدني تأتي من زاوية علم الاجتماع السياسي، نظراً لأن تداول المفهوم على المستوى الفكري أو السياسي أو الاجتماعي وفي إطار مقاربة عربية، قد بدأ منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن، وبخاصة في بلدان المغرب العربي وفيما بعد في بلدان المشرق العربي، في محاولة لتناول مستجدات الفكر العالمي الحديث والمعاصر، الأمر الذي يحتاج إلى تجاوز بعض العوائق، التي تصاحب عادة نقل وتبيئة المفاهيم وتوطينها من خلال دراسة الواقع وتطوره في سياقه التاريخي الدولي والمحلي. كما أن أهمية الموضوع، تبرز من التحولات الديموقراطية التي شهدها العالم منذ أواخر الثمانينات، وخصوصاً في دول أوروبا الشرقية، وانعكاس ذلك على البلدان النامية ذات الأنظمة الشمولية أو المستبدة أو المنغلقة والمحافظة، ومنها بلداننا العربية. ولعل شيوع فكرة الإصلاح وما رافقه من مشاريع دولية، فضلاً عن حراك سياسي واجتماعي في إطار العديد من البلدان العربية وعلى المستوى العالمي، قد جعل موضوع المجتمع المدني يستحق اهتماماً متزايداً، لإحداث نوع من الانتقال أو للشروع بشكل من أشكال التغيير، توسيعاً وتعميقاً لدائرة المشاركة وحق تأسيس الجمعيات والاتحادات والمنظمات المدنية، المهنية والنقابية.
جدلية
غير أن دراسة المجتمع المدني لا يمكن أن تتم بمعزل عن الدولة وتطورها ودستورها وقوانينها، نظراً لما تمثله من علاقة جدلية مع المجتمع، فكلاهما يرتبط بدرجة التحديث السياسي الاقتصادي الاجتماعي، وعليه يرى د.عبد الحسين شعبان أن ظهور الدولة ونشأتها، بالمعنى الحديث، وتضخم أجهزتها الإدارية وتعدد مسؤولياتها وتنوع بيروقراطيتها، قد ترك تأثيره على المجتمع المدني، إذ في العديد من البلدان النامية ومنها البلدان العربية تقلص دور المجتمع المدني طردياً مع اتساع الأجهزة الأمنية ومع ازدياد مركزية الدولة وعسكرتها، خصوصاً في ظل محاولات الاحتواء أو الإغراء أو الإفساد أو توظيف مؤسسات المجتمع المدني لأغراض سياسية أو حزبية أو دينية أو طائفية ضيقة. وعليه يسعى من خلال كتابه إلى كشف بعض المحددات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لنشأة وتطور المجتمع المدني في إطار الدولة الحديثة، حيث ينتقل من العام إلى الخاص، كي يعود إلى العام، ثم يطبق ذلك على الخصوصيات، لفهم السياق التاريخي ولتدعيم فهم دراسة المجتمع والدولة، خاصة وأن مفهوم المجتمع المدني يشتبك مع تخصصات عديدة من علم السياسة إلى علم الاجتماع إلى علم القانون إلى علم الفلسفة إلى علم الاقتصاد وإلى علم الإدارة وسواه، وذلك بالحديث عن وظيفة الدولة والمجتمع وخصائصها وطبيعتهما. لكن ذلك لا يتم وفق منطق نظري فقط، بل يطبق ذلك على المجتمع المدني العراقي، من خلال تناول صورة المجتمع المدني العراقي، والإشكالات الفكرية، والمشكلات العملية والمؤسسية، وذلك في إطار علاقة العام بالخاص، وأفق تطور مؤسسات المجتمع المدني بحيث تتحول من قوة احتجاج إلى قوة اقتراح، إضافة إلى علاقته بالدولة وواقع حقوق الإنسان من خلال تحديات الداخل وطغيان الخارج.
المعاناة
ويعرض د. عبد الحسين شعبان معاناة المجتمع العراقي من وجود الاحتلال وجرح الكرامة الوطنية وتعويم السيادة واستفحال ظاهرة المليشيات واستمرار أعمال الإرهاب والعنف والانفلات الأمني وحالات الفساد المالي والإداري، والنقص الفادح في الخدمات كالكهرباء والبنزين والماء الصافي في بعض المناطق، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها أوضاع النساء وحقوقهن على المستوى الاجتماعي، وسيادة مظاهر التوتر والتقسيم الطائفي والإثني.
وترجع بدايات انتعاش المجتمع المدني في العراق إلى أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات حتى الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي عام 1936، حيث نشطت العديد من النقابات والاتحادات، التي شملت نقابات عمال الصحف وعمال المطابع وعمال السكك الحديثة، والحرفيين، وتجار السمن والفواكه والخضر وسواق السيارات ومهندسي الميكانيك، والحلاقين والخياطين، وأصحاب المقاهي وجمعية تشجيع المنتجات الوطنية مع فروعها في عدد من المدن العراقية. لكن المجتمع "غاب" تدريجياً، وتعرض نموه عنوة للإجهاض والانقطاع والتشوه لفترة دامت نحو 35 عاماً، بحيث أكلت الدولة المجتمع المدني، وتغولت السلطة على الدولة وتحكم في السلطة أقلية تربع على رأسها "قائد" بصلاحيات تكاد تكون مطلقة وغير محددة تكبر كل يوم مثل كرة الثلج، وهو ما تجاوز كثيرا ما تم تثبته دستوريا في العام 1970.
الشمولي
ويشير د. عبد الحسين شعبان إلى أن النهج الشمولي، الإقصائي، الواحدي، حرم فرص التعبير و"ألغى" الاختلاف بحجة تحقيق "الإجماع" حتى وإن كان مصطنعاً، واعتمد على مساعدات السلطات الحاكمة لإظهار المجتمع المدني ومؤسساته باعتباره الوجه الآخر للسلطة وتوجهها السياسي، ولم تستطع مؤسسات المجتمع المدني مثل بقية الفاعليات والأنشطة المدنية والثقافية والفكرية، من أن تلعب أي دور في ظل سياسة قائمة على "عسكرة" المجتمع ودق طبول الحرب، بل الدخول في حروب لا طائل لها امتدت لنحو ربع قرن من الزمان. وزاد الأمر تعقيداً تعرض المجتمع العراقي إلى حصار دولي جائر دام نحو 13 عاماً، طحن عظام العراقيين في محاولة للإمعان في تحطيم كرامتهم وإذلالهم، تمهيداً لاحتلال بلدهم. وعليه أصبح الحديث عن دور المجتمع المدني أقرب إلى الكماليات والترف الكري منه إلى الحاجة اليومية الماسة في ظل حروب وحصارات طويلة الأمد واستبداد وسياسة الحزب الواحد والزعيم الواحد، وحصل ذلك في ظل تراجع الطبقة الوسطى وتحالفات جديدة بين العسكر وفئات متحدّرة من أوساط ريفية، ابتدأت منذ أواخر الخمسينات وتعاظمت في الستينات، وبدلاً من أن تمدن المدينة الريف، تم ترييف المدن سلوكاً وقيماً بما في ذلك اختلال معايير العمران والجمال، والتي صاحبها تدمير للطبقة الوسطى وجعل الدولة تتغول على المجتمع بأكمله أو على كل فرد من أفراده بالتجاوز على الحقوق والحريات العامة والخاصة.
أما في الفترة بعد غزو "قوات التحالف" ضد العراق "بحجة" امتلاكه أسلحة دمار شامل وعلاقة نظامه بالإرهاب الدولي، واجتياحها للأراضي العراقية وصولاً إلى بغداد، التي وقعت تحت الاحتلال، فقد بدأت مرحلة جديدة من تطور العراق السياسي، شهدت منذ الأيام الأولى انبثاق وتأسيس وتفعيل دور المؤسسات المجتمع المدني، حيث ساهمت منذ اللحظات الأولى بدور إغاثي وخيري محود، وبمبادرات تكاد تكون فردية، توسعت بعد أسابيع وأشهر، واتخذت شكلاً تنظيمياً أولياً أو حتى جنينياً، فتأسست منظمات كثيرة جداً. وبالرغم من أن العديد من هذه المنظمات ظلت شكلية أو شخصية، وغاب عدد غير قليل منها أو ظلت تنقصه الخبرة والمؤسسية والتخصص والإعداد، ويعاني ضعف المهنية، فضلاً عن تعرضه لضغوط وتحديات كثيرة، لعل أبرزها استمرار الاحتلال وانفلات العنف والإرهاب واستشراء الطائفية وتفشي الفساد والرشوة، إضافة إلى البطالة ونقص الخدمات الضرورية.
[ الكتاب: نوافذ وألغام - المجتمع المدني الوجه الآخر للسياسة
[ تأليف: د. عبد الحسين شعبان
[ الناشر: دار ورد الأردنية، عمان، 2009



#عمر_كوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر كوش - المجتمع المدني الوجه الآخر للسياسة /عبد الحسين شعبان