إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم بعد يوم تتجلى مظاهر الأزمة الشاملة، اقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا.. غليان في مختلف القطاعات.. تردي الأوضاع المادية والحقوقية والسياسية في تزايد مطرد.. صار كل فريق من المغاربة "يكافح" لتحسين الوضع أو إيقاف سيرورة ترديه إلى الأسوء.. الموظفون "يكافحون".. موظفو العدل "يكافحون".. أرباب النقل "يكافحون".. رجال ونساء التعليم "يكافحون".. النساء "يكافحن".. الطلبة "يكافحون".. المعطلون "يكافحون".. والحقوقيون "يكافحون" رجال العنيكري الذين خرجوا من مرحلة "الهراوة المخزنية" إلى "الصفعة المخزنية" للقضاء على ثقافة الاحتجاج والإعلان جهرا عن المواقف التي تحرج القيِّمين على الأمور.
يحدث هذا في وقت ينتظر فيه الجميع تداعيات الأزمة الزاحفة في ظل المزيد من استشراء الفقر واتساع دوائره، وتنامي البطالة وتغلغلها في صفوف القادرين على العمل، وتزايد الهذر المدرسي واستفحال الأوضاع الصحية وتكاثر أطفال الشوارع، وفشل التصدي للمخدرات والهجرة وتنامي المشاكل الأخلاقية من رشوة ومحسوبية وغش وجريمة وتسول، والزيادة في الأسعار.. وكلها تمثل أسباب كافية لانتشار الغضب والاحتجاج العام.. أوضاع بدأت تستدعي كشف الحساب لاستبعاد يوم الغضب المستطير ما دامت الأيام القادمة ستكون أصعب من التي سبقتها بفعل بوادر الأزمة الهيكلية الزاحفة على البلاد والعباد.
من جديد " المخزن ريَّب الحفلة".. تعرضت الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان مؤخرا للمنع والقمع الذي أدى إلى إصابة العديد من المشاركين فيها. مُنعت وقُمعت هذه الوقفة لأنها نادت بتلبية المطالب الاجتماعية والنقابية واحترام الحريات الديمقراطية وتجميد الاتفاقيات الجديدة لمنظمة التجارة العالمية ورفض التنسيق الأمني والعسكري مع حلف "الناتو".. وهذه مطالب لا يمكن تحقيقها لا بالإقرار بضرورة إعادة النظر في أكثر من سياسة تعتمدها الدولة..
ليست هذه الوقفة هي الوحيدة التي مُنعت، وإنما مُنعت وقُمعت الكثير من الوقفات في عدة مدن وجهات، وتزامن هذا المنع مع بداية معاينة انتشار الغضب وعودة الاحتقان إلى المدن التي عرفت أكبر التحركات النضالية خلال السنوات الأخيرة.
هذا في وقت لازلنا ننتظر هبوب الرياح العاتية لانعكاسات الأزمة العالمية التي هي في طريقها إلى بلادنا، وفي وقت ظل فيه مسلسل الإفقار ساري المفعول، ولن تضيف الانعكاسات المنتظرة إلا المزيد من تردي الأوضاع وتنامي شروط القلق.. لينكشف من جديد عدم توفر دولتنا على تصور واضح المعالم ومحدد المقاصد للتصدي للواقع الحالي، فكيف والحالة هذه ستواجه ما هو آت؟
فما العمل إذن، وما نحن فاعلون؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه الآن.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟