|
توبة إخوان سورية .. من التقية أم من باب آخر ..؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 11:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
كثرُت في الآونة الأخيرة رؤية كتاب وكاتبات الحوار عن تراجع أو تصحيح برنامج الإخوان المسلمين في سورية وانهم بصدد دعم السلطة ، واعلانها تعليق نشاطها المعارض ضد النظام ، منهم من أيد هذه الخطوة الإخوانية واعتبرها إيجابية ، وآخر شكك فيها واعتبرها تراجعاً تكتيكياً ولعبة من التقية الإسلامية وآخر رفضها واعتبرها لعبة سياسية مكشوفة وفاشلة وقد أدلى الكاتب نضال نعيسة دلوه وأبدى رأيه في مقاله - المطلوب من إخوان سوريا - المنشور في الحوار 13-4 ومنها أقتطف : ومع إعلانها عن تعليق نشاطها المعارض ضد النظام، وما استتبع ذلك من تفاعلات على صعد عدة، فإن الجماعة، تدخل اليوم، في طور تجديدي، يؤمل ألا يكون تكتيكياً، في علاقتها مع النظام، أولاً، ومع الشعب السوري بشكل عام. غير أن هذا، ومع تثمين، خاص، لخطوة الإخوان التصالحية والإيجابية، وبكل بساطة، لا يكفي. فهناك رزمة من الخطوات الأخرى التي تندرج، بشكل عام، تحت عناوين إعادة التأهيل السياسي والوطني والعقائدي، يجدر بـ"الإخوة" في جماعة الإخوان تبنيها والقيام بها، قبل محاولة الانخراط مجدداً، في عمق الجسد السوري الحساس.(انتهى) أشارك الزميل نضال عن رزمة الخطوات التي تندرج لإعادة التأهيل السياسي والوطني والعقائدي .. ومع احترامي للأخوة .. مسلمين كانوا أو مسيحيين .. أو أي دين .. ان السلطة المدنية في إطارها العلماني تعتبر الإنسان المواطن في سورية هو المواطن الأس وهو يتساوى مع كافة أبناء وطنه في درب المواطنة دون أي تمييز ديني أو طائفي أو مذهبي ’ ان الانتماء العام هو المواطنة السورية وهو أ صل المواطنة ( مواطن سوري ) فقط وأما الصفات الأخرى الملاصقة لأي مواطن سوري وفق اعتقاده الروحي أو نسبه إلى قومية أو جماعة هو اختيار خاص بكل مواطن حتى وان كان غير ديني ... وكل تلك المعتقدات والانتماءات الخاصة تُحتَرم من كافة مواطني سورية بشكل مدني ولكن دون انتماء سياسي .. وبالأصح دون إقحام سياسي ... لأن إدخال أي تمثيل ديني أو قومي في البناء السياسي سيقود إلى طلب تمثيل ديني وقومي سياسي آخر .. وبذلك تفقد الأمة السورية مبدأ المساواة في المواطنة .. وبالأخص نحن أمام مشكلة انتماء بعض السوريين لغير القومية العربية.. فهؤلاء المواطنون يمكن أن يكونوا مواطنين سوريين عموماً وبجدارة ومساواة مع أي مواطن سوري في الحقوق والواجبات مع خصوصيتهم القومية الخاصة بهم والتي تُحترَم من كافة المواطنين السوريين، انها الدولة المدنية التي تساوي بين كافة مواطنيها تبعاً للأرض وللوطن السوري .. جميعنا سوريون .. ولا يفرق بيننا دين أو قومية .. فالدين لله والوطن للجميع وكل يغني على ليلاه ولكن خارج سرب السياسة .. وبالسياق ذاته يكمل الكاتب نضال نعيسة مقاله : وفي هذا السياق، لا بد من التعريج، أولاً، على خطورة، ومعنى تشكيل أحزاب دينية، في مجتمع سمته الرئيسية التنوع وتعدد الأعراق والطوائف والأديان، كالمجتمع السوري.وهل هناك أصلاً ثمة دواع لقيام تكتلات حزبوية على أسس دينية طالما أن الدساتير الوطنية المفترضة تكفل حق الجميع وتنظر إليهم بالتساوي، وطالما أننا نتحدث عن هم وطني عام، لا عن مصالح واصطفاف فئوي؟ هل هذا الأمر شرعي ومشروع من الأساس؟ وهنا، فمن المفيد، جداً، التذكير، دائماً، أن اسم الجماعة، " الإخوان المسلمون"، يثير هواجس وتحفظات كثيرة، عند غير مكون سوري، نظراً للبنية الإيديولوجية والعقائدية "الخاصة" التي يقوم عليها، ونظراً لأنها تحاول تمثيل مكون سوري بعينه، ودون غيره تصل حد إهمال هذا الغير وعدم الاعتراف به ووضعه في مرتبة أدنى. وهي لا تقبل في صفوفها، لذلك، أي مواطن سوري، باستثناء طيف ومكون بعينه، يعتقد، جازماً، بأنه يحتكر الحق والحقيقة والخلاص والنجاة، دون الناس جميعاً، ويضع نفسه لذلك، آلياً، ووصائياً، فوق كافة المكونات الأخرى، ويجيز لنفسه حق قيادة تاريخية وأبدية مطلقة، لكل تلك المكونات، وبكل ما في هذا من تهديد دائم للسلم والأمن الأهلي، وانطواء هذه الميكانيزما على عامل توتير وصدام مستمر. هذا ما يجعل الجماعة في جهة، والمكونات الأخرى في جهة، ويبعدها عن محيطها السوري المتسم بالتعددية والتنوع والتسامح والانفتاح ... وتنطوي التركيبة الإيديولوجية المعلنة للجماعة، والتي تشكل العماد الروحي للتنظيم، وكما هو معلوم، على بنية عقائدية محددة، قائمة على التمييز، والتفضيل لمكوّن بعينه يستثني الآخرين من هذا ويسقطهم من كافة حساباته. وتعتقد الجماعة أنها تتحلى بسمات خاصة لا تتوفر لسواها، وهي لذلك تصطدم كثيراً مع أهداف ومبادئ العيش المشترك والتآلف بين المكونات الوطنية السورية المختلفة، ولا تحقق بسلوكها الفئوي شيئاً من تلك المبادئ والأهداف(انتهى) ومما تقدم وعلى ضوء الواقع والتجربة المرّة لحزب الإخوان في سورية وجرائمهم البشعة بحق المواطنين السوريين وتصفية شخصيات لامعة وفي قمة العطاء مثل الدكتور محمد الفاضل وأطباء آخرين ومواطنين آمنين وجريمة مدرسة المدفعية القذرة والجبانة مفضلين الدعوة الجهادية المزعومة ضد أبناء وطنهم ودينهم بدلاً من العدو الصهيوني الذي يجاورهم ويحتل مقدساتهم .. وهذا ما يؤكد من ان الأحزاب الدينية في أي بلدٍ تقود إلى صراعات طائفية ومذهبية ( عراق اليوم مثلاً) والقومية تقود إلى التفرقة بين أفراد الوطن الواحد ، وكلاهما الديني والقومي يؤديان بالنتيجة إلى عنصرية بغيضة وإلى نسف قاعدة مساواة المواطنة في البلد الواحد وإلى فوضى في حقوقهم مما يؤدي إلى تراجع الوطن في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وعدم مواكبة العصرنة واحترام حقوق الإنسان والحرية الفردية وحرية الرأي والاعتقاد التي هي الآن من سمات المواطنة في البلاد المتقدمة والسبب في نموها وازدهارها وتقدمها ...
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب يتناتفون والمسلمون يتذابحون ..!؟
-
انها الديمقراطية العربية .. لاحسد بو تفليقة يفوز بنسبة 90% و
...
-
المثليون ولدتهم أمهاتهم ومن خلق الله ...؟
-
متزوج من امرأتين ولديه تسعة عشر ولداً وقاتل...!؟
-
متى اتفق العرب ليتفقوا ..!؟
-
إلغاء عقوبة الاعدام في الدول العربية بين الواقع والممكن ..؟
-
الكهرباء في سورية بين الحاجة والتقتير وشرعية التسعير ..؟
-
الهدية ...؟ قصة قصيرة
-
واقع المرأة العربية في بداية الإسلام لم يعد بداية ....؟
-
زوال التخلف رهن بتطبيق العلمانية ولا خيار..؟
-
الهام لطيفي تحاورالاستاذ مصطفی حقی
-
ليستمر منبر الحوار المتمدن متمدناً .. ؟
-
تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟
-
كل صباح وأنتم بفتوى .. ويحق للجيران طلب تطليق زوجين متشاجرين
...
-
معركة الأحذية في العالم العربي يتوجها البشير ..؟
-
الرجال محجوبون قبل النساء في هذا الشرق السعيد...؟
-
عيد الأم عيد الأرض الوطن...؟
-
نظام (الكوتا) خط عبور ذكي لأنصاف المرأة ...؟
-
عندما يكفّر المسلمون بعضهم البعض ,,؟
-
هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|