أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم الحسن - عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية















المزيد.....

عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الـعـرب وجهة نظر يابانية
دراسة في البنية الاجتماعية
تأليف نوبواكي نوتوهارا ـ عرض - كاظم الحسن
اربعين عاما قضاها الباحث الياباني نوبوا كي نوتوهارا في البحث والدراسة والتقصي، وهو يجوب العواصم العربية والارياف والبوادي، ويتابع الرواية العربية ويدقق في التفاصيل الجزئية العربية: دائما كنت اسمع في التلفزيون والراديو واقرأ في الجرائد كلمات مثل: الديمقراطية، حقوق الانسان، حرية المواطن، سيادة الشعب، وكنت اشعر وانا اتابع استعمال تلك العبارات ان الحكومة لاتعامل الناس بجدية بل تسخر منهم وتضحك عليهم، عندما يعامل الشعب على نحو سيئ فان الشعور بالاختناق والتوتر يصبحان سمة عامة للمجتمع بكامله.
بعد غروب الشمس يهب نسيم مريح يعبر مدينة القاهرة ولكن رغم بركة الطبيعة وبركة النيل الذي يرسل نسيما منعشا فان شعور الناس المنكسر في النهار يستمر حتى النهار التالي!
ويتساءل الباحث: هل تختلف العواصم العربية الاخرى التي زرتها واقمت فيها عن القاهرة؟
يقول: ان الناس في شوارع المدن العربية ليسوا سعداء وليسوا مرتاحين سمعت صرخة في الجو الخانق الصامت وما زالت في اذني.
النمط الواحد
يؤكد الباحث باستمرار انه اعطى القضية العربية عمره كله، فمن حقه ان يقول شيئا مباشرا عنها ويجمله في الافكار التالية!.
غياب العدالة الاجتماعية، يعني غياب المبدأ الاساس الذي يعتمد عليه الناس، مما يؤدي الى الفوضى، ففي غياب العدالة الاجتماعية وسيادة القوانين على الجميع بالتساوي يستطيع الناس ان يفعلوا كل شيء ولذلك يكرر المواطنون دائما: كل شيء ممكن هنا. واضيف كل شيء ممكن لان القانون لايحمي الناس من الظلم.
المجتمع العربي مشغول بالنمط الواحد على غرار الحاكم الواحد، القيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا..
لذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وارائهم وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الاخرين. ويعني غياب مفهوم المواطن لتحل مكانه فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد في هذه المجتمعات يحاول الفرد ان يميز نفسه بالنسب كالكنية او العشيرة او الثروة او المنصب او الشهادة العالية في مجتمع تغيب عنه العدالة الاجتماعية ويسود القمع.
ضياع قيمة الإنسان
وتذوب استقلالية الفرد وقيمته كانسان يغيب ايضا الوعي بالمسؤولية، ولذلك لايشعر المواطن العربي بمسؤوليته عن الممتلكات العامة مثل الحدائق العامة والشوارع ومناهل المياه ووسائل النقل الحكومية والغابات باختصار المرافق العامة كلها. ولذلك يدمرها الناس اعتقادا منهم انهم يدمرون ممتلكات الحكومة لاممتلكاتهم!
وهكذا يغيب الشعور بالمسؤولية تجاه افراد المجتمع الاخرين.
ويورد الباحث المزيد من الامثلة ومنها، السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من اجل الشعب ولكن الشعب نفسه يضحي باولئك الافراد الشجعان فلم نسمع عن مظاهرة او اضراب او احتجاج عام في بلد عربي من اجل قضية السجناء السياسيين، ان الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على انها قضية فردية وعلى اسرة السجين ان تتحمل او تواجه اعباءها! ان ذلك من اخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.
وبشأن التجربة اليابانية يقول الباحث: لقد عانى اليابانيون كثيرا لكي يخرجوا من الخطأ واستغرق ذلك اكثر من عشرين عاما، تعلمنا من ذلك.
المشكلة ليست كراهية الاخر
ان القمع يؤدي الى تدمير الثروات الوطنية وقتل الابرياء ويؤدي الى انحراف السلطة عن الطريق الصحيح والدخول في الممارسات الخاطئة باستمرار.
وغالبا ما يواجه الباحث هذا السؤال في البلدان العربية: لقد ضربتكم الولايات المتحدة الاميركية بالقنابل الذرية فلماذا تتعاملون معها؟
العرب عموما ينتظرون من اليابانيين عداء عميقا للولايات المتحدة الاميركية لانها دمرت المدن اليابانية كافة.
ولكن طرح المسألة على هذا النحو لا يؤدي الى شيء. علينا نحن اليابانيون ان نعي اخطاءنا في الحرب العالمية الثانية اولا ثم نصحح هذه الاخطاء لاننا استعمرنا شعوبا اسيوية كثيرة ثانيا. واخيرا علينا ان نتخلص من الاسباب التي ادت الى القمع في اليابان وخارجها.
المشكلة ليست في الكراهية تجاه اميركا ام لا.
المشكلة في ان نعرف دورنا بصورة صحيحة ثم نمارس نقدا ذاتيا بلا مجاملة لانفسنا بعدئذ نختار الطريق الصحيح الذي يصحح الانحراف ويمنع تكراره في المستقبل.
اما المشاعر وحدها فانها مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلا.
ثقافة الأنا والآخر
ينقل الباحث عن احد الناقدين اليابانيين قوله عن الصلة بين اليابانيين، الانا تعتبر الاخر بيئة فيزيقية فقط، ولا تعتبره وجودا موضوعيا حيا مثله، وهو بذلك يرى ان اليابانيين منغلقون على الاخر وان العلاقة بينهم اصبحت ضعيفة، فالفرد الياباني منطو على نفسه، ومنكمش تجاه الاخرين.
اذن السليم هو ان نرى الاخر موجودا وجودا حيا مثلنا تماماهذا الموقف اساسي للغاية عندما نواجه ثقافة الاخر وهنا ثقافة البدو او الثقافة العربية كلها او ثقافة بلدان العالم الثالث.
يضيف هذا الناقد في علاقة الياباني بالاخر، ان المهم في النهاية ان نملك وعيا بان الاخرين (الاجانب) يعيشون في مجتمعات مثل مجتمعنا هذا الوعي هو البداية واعتمادا عليه ان نملك امرين اولهما وعي الحياة اليومية وثانيهما تخيل وجود الاخرين.
العنصرية
يقول الباحث، ان العرب كما هو معروف مورست عليهم العنصرية وما زالت حتى الوقت الحاضر والامثلة كثيرة، ومن جراء ذلك اصبحت الممارسة العنصرية موجودة داخل المجتمعات العربية والمثال على ذلك هو اصحاب السيارات الخاصة. يتفاخر مالك السيارة بسيارته وكأنها مجد فريد احرزه دون غيره من بني البشر ولذلك يتبارى الاغنياء بشراء احدث موديلات السيارات واغلاها ثمنا.
وهذا التفاخر الصريح يتحول الى تعال على الاخرين واضطهاد لهم مع ان ملكية السيارة في البلدان المتقدمة ليست امتيازا ولا تختلف كثيرا عن ملكية دراجة عادية.
الأطفال والقمع
في العديد من المدن العربية يكثر وجود الباعة الصغار ومعظمهم في سن التعليم الابتدائي كما يكثر عدد ماسحي الاحذية من اولئك الصغار ايضا وفي الاحياء الشعبية في بعض المدن يتجمع الصغار على السائحين خاصة يطلبون نقودا! واكتشف الباحث حلا لذلك حسب قوله، يفضل استغلال نقاط ضعفهم عن طريق سؤال الولد عن اسم ابيه اولا وعن اسم معلمه في المدرسة ثانيا وعلى الفور كان الطفل يختفي وهذا يعني امرين اولهما ان الولد يتسول دون علم اهله وثانيهما ان الاب والمعلم يمثلان سلطة مخيفة بالنسبة للطفل.
الملابس والقمع
الملابس لغة كما يقول علم الاجتماع، لغة يعبر فيها كل مجتمع عن منظومة من القيم الاخلاقية والاجتماعية.
فهناك لغة ملابس رجال الدين، رجال الجيش، رجال الشرطة. وهناك لغة ملابس الرجال والنساء.
ولغة ملابس الفصول والاحتفالات والمناسبات وغيرها الكثير من لغة الملابس.
يشدد الباحث على ان الملابس هي الاخرى مظهر من مظاهر القمع في الوطن العربي، وشكل من اشكال قمع الجسد. ولكن السجون العربية تبقى الشكل الحاد الصارخ لقمع الجسد. ان السجن بهذا المعنى مؤسسة لتخريب الجسد وتدميره والقضاء عليه تماما، بعد السجن ياتي العنف بكل اشكاله ضرب الزوجة مثلا ضرب الاباء لابنائهم عدوان الاولاد الاقوياء على الاطفال الصغار، زواج كبار السن من فتيات شابات وهكذا.
ويذكر ان ملابس البدوي تنطوي على جانب عملي مرتبط بحياتهم في الصحراء. الكوفية او العباءة وغيرهما لغة اجتماعية وهي تتلاءم مع الطبيعة القاسية، انها لاتقمع الجسد بل تساعد على اكتساب الحرية اي ترد قمع الطبيعة.
قدسية الزعيم
فكرة (التأبيد) لاتقتصر على رجل السلطة الكبير وانما تشمل قادة الاحزاب التي يفترض انها في المعارضة والاحزاب المعارضة من المفترض ان تحمل مشروعا مناقضا لمشروع السلطة القائمة ومختلفا عنه والا فان المعارضة تصبح سلطة تنتظر دورها في السيطرة على الحكم تسلما يؤيد المشروع السائد.
ويورد الباحث امثلة، يتمتع انطون سعادة لدى اتباعه في الحزب السوري القومي الاجتماعي بكل خصائص المقدس وبالتالي الخالد!.
ولا يجوز لاعضاء الحزب ان يغيروا او يبدلوا في مبادئه.
وعليه فان اي حزب يدعى انه يمثل وحده الحقيقة ويمثل مصالح الشعب هو بشكل ما حزب دكتاتوري سواء كان في السلطة او خارجها، مثال اخر حزب البعث العربي الاشتراكي اكبر حركة قومية عربية منظمة هو بدوره ينص دستوره على ان الحزب لايحق له تغيير او تعديل او حذف المبادئ الاساسية التي اقرها مؤتمره الاول العام 1947.
والسيد خالد بكداش بقي رئيسا مطلقا للحزب الشيوعي السوري منذ شبابه حتى وفاته. وبعد رحيله احتلت زوجته منصب زعامة الحزب كما ان ابنه عضو في مكتبه السياسي ولنا ان نفترض انه سيرث السيدة الوالدة بعد عمر طويل ان شاء الله.

شعر اء وكتاب السلطان
يتساءل الباحث بمرارة، كيف يمكن لشاعر ان يقوم بمدح عدد من الرؤساء العرب في ان واحد. ربما نفهم انه اعجب باحدهم فمدحه ولكن ان يمدح قادة يختلفون في اساليب قيادتهم الى حد التناقض فانه يعني استعداده لمديح من يدفع له نقودا.
في اوضاع كهذه ماذا ننتظر من الكاتب؟ في اقل تقدير ان يكون صاحب موقف او يكون في صف شعبه وصوتا للحرية ضد القمع بكل أشكاله.
ولقد اكتشفت ان الكتاب النجوم يتكلمون كأنهم سلطة، مثلا حين يجلس احد ما مع كاتب يتحدث عن الديمقراطية بلا تعب ثلاث ساعات ولا يعطي مجالا لاحد من الحاضرين بالكلام. عمليا يمارس الدكتاتورية او في الاقل يمارس سلطة النجم ومع ذلك يشكو من غياب الديمقراطية في بلاده.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع د . ظاهر الحسناوي
- حوار مع الباحث سعد سلوم:
- ثنائية الوطني والخائن
- شرعية الانتخابات وشرعية المنجزات
- حرق المراحل
- المجتمع المدني في عراق ما بعد الحرب
- مصالحة الحزب الشمولي
- التغيير السياسي في العراق انتصار لارادة الحياة
- ثقافة حقوق الانسان من ركائز المجتمع المدني
- المجتمع المدني بين المعايير الذاتية والموضوعية
- حول اشكالية المفهوم
- المجتمع المدني حصانة للديمقراطية
- نورز... ذاكرةالمستقبل
- التجاوز على أملاك الدولة
- لإصلاح الديني.. إعادة قراءة للفكر والسلوك البشري
- الاسلام والنزعة الانسانية العلمانية
- قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي
- آيديولوجيا التطرف والعنف
- الوكيل والأصيل في التقاعد
- القواسم المشتركة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم الحسن - عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية