أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحسين شعبان - أوباما في بغداد: ما الجديد؟















المزيد.....

أوباما في بغداد: ما الجديد؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 11:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مرة أخرى يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى بغداد على نحو مفاجئ، وليس كما زار لندن وبراغ وأنقرة، ولكن زيارته هذه لم يعلن عنها إلا حينما وصل والتقى بعض المسؤولين العراقيين بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي.

لا شك في أن هناك تحسناً ملحوظاً في الوضع الأمني في العراق، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة حيث شهد النصف الثاني من العام 2008 وقبيل وبُعيد اجراء الانتخابات المحلية للمحافظات والأقضية والنواحي، مثل هذا التحسن، رغم ان القلق لا يزال يخيم على الكثير من الفاعليات والأنشطة، الأمر الذي يجعل من عناصر عدم الثبات والاستقرار مستمرة. وقد شهدت الأيام القليلة الماضية اختراقات أمنية وصدامات بين القوات الحكومية وقوات الصحوات في منطقة الفضل في بغداد وغيرها، فضلاً عن تفجيرات عديدة.

لقد ساهم التحسن النسبي في الوضع الأمني في تعزيز هيبة الدولة نسبياً، تلك التي انهارت بعد الاحتلال، خصوصاً عند حل المؤسسات العسكرية والأمنية بما فيها الجيش وقوى الأمن والشرطة وشرطة النجدة وشرطة المرور وحرس الحدود وغيرها.

وقد كانت نتائج الانتخابات الأخيرة أحد المؤشرات الأولية في هذا التوجه لدرجة ان انحساراً ملموساً شمل قوى كانت مهيمنة إلى حدود كبيرة على مجالس المحافظات وعلى البرلمان وعلى الشارع، حيث تقلّص نفوذها لمصلحة القوى الأقل تشدداً، خصوصاً إذا كانت من موقع الدولة، ويمكن القول إن انعطافاً “إيجابياً” محدوداً كان قد حصل لمصلحة القوى الأقل تطرفاً والتي عملت على استبعاد الشعارات الطائفية من خطابها المعلن على أقل تقدير. وإذا كانت النتائج لا تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع العراقي بعد ست سنوات من الاحتلال الا انها تعتبر تغييراً أولياً في بعض التوجّهات، من داخل مواقع السلطة وليس خارجها بالدرجة الأساسية.

لقد طرح المالكي مسألة استعادة قوة ومركزية الدولة، خصوصاً بمواجهته لجماعة السيد مقتدى الصدر في البصرة ومدينة الثورة (الصدر) في بغداد ومواصلة ملاحقة تنظيمات القاعدة والجماعات المسلحة في الموصل وديالى التي تشكل عقداً عراقية تكاد تكون مزمنة، ولاسيما أن ثلاثة مكونات تتفاعل وتتداخل وتتعايش وتتصارع فيها، وهي: العرب والكرد والتركمان، فضلاً عن تعدد الأديان وتشعّب الطوائف فيها.

كما أن إصراره وتشجيعه المعلن والخفي لوزير النفط حسين الشهرستاني بشأن عدم الاعتراف أو اعادة النظر بعقود النفط التي ابرمتها حكومة اقليم كردستان ، جعله في نظر البعض يتخذ مواقف رجل دولة، وإن كان الأمر يثير اشكالات فيما يتعلق بصلاحيات وسلطات الأقاليم على حساب السلطة الاتحادية (الفيدرالية) طبقاً لما جاء في الدستور الذي هو مصدر الخلل والارتباك إزاء الكثير من القضايا العُقدية سواء المادة 140 المتعلقة بكركوك أو عقود النفط او صلاحيات الأقاليم وتنازع القوانين أو غيرها، تلك الأمور التي تثير تعارضات وتفسيرات واجتهادات ومصالح متضاربة.

أما جماعة “الوفاق الوطني” التي يرأسها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور إياد علاوي والمقربة من الولايات المتحدة فقد ضعفت مواقعها، لاسيما بانسحاب البعض منها أو اعلانه مواقف مستقلة، حتى إن حزباً عريقاً مثل الحزب الشيوعي الذي هو طرف في كتلة الوفاق، لم يستطع الحصول على مقعد واحد من المقاعد ال 440 المتنافس عليها في انتخابات مجالس المحافظات.

وبقيت الكتلة الكردية “التحالف الكردستاني” الأكثر تماسكاً حتى الآن من بقية الجبهات والكتل البرلمانية والسياسية، ولديها أجندة أكثر وضوحاً من الكتل والجماعات الأخرى، رغم ما حصل من تصدع في حزب رئيس الجمهورية جلال الطالباني “الاتحاد الوطني الكردستاني” وبروز أصوات معارضة داخل كردستان منددة بالتجاوزات والانتهاكات والفساد، لكن الكتلة الكردية تعرف ما تريد.

ومن المؤشرات المهمة الأخرى هو التغيير في الاستراتيجية الأمريكية ما بعد عهد الرئيس بوش، ففي ظل ولاية الرئيس أوباما وفوز الديمقراطيين وتراجع الجمهوريين، يجري الحديث ليس وعوداً هذه المرة، بل واقعاً عن انسحاب امريكي خلال ال 18 شهراً القادمة، والتي بقي منها حالياً نحو سنة وأربعة أشهر وهو ما أكدته زيارة الرئيس أوباما الى بغداد مؤخراً. وإذا كان الانسحاب مقرراً، فالاختلاف كيف سيتم ومتى وهل سيترك العراق دون تأهيل قواته لتستطيع حمايته من التهديدات الخارجية والداخلية؟

ولعل هناك خلافات بين البنتاغون الذي وإن كان يقر بالانسحاب، الا انه يريده منظماً ويريد وجوداً أمريكياً ليتم اكمال المهمة من دون فشل أو خسائر أو فوضى، وبين ال CIA ووزارة الخارجية، اللتين تدركان حجم الخسائر من الناحية السياسية والمستقبلية، لكن الكل، لاسيما بعد قرار الرئيس أوباما يقرّ بالانسحاب، والانسحاب ليس لفشل المشروع الأمريكي في العراق حسب، بل للتبعات المالية الهائلة التي كلفها وللخسائر في الأرواح، ولاسيما بعد انسداد الآفاق، وهذه المسألة ناجمة عن الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تلفّ الولايات المتحدة والعالم خلال الأشهر الستة الماضية، والتي قد تستمر لسنتين حسب بعض التقديرات الاقتصادية، ولعل هذه هي أولوية الاولويات بالنسبة لواشنطن، فلم يعد العراق أو أفغانستان أولوية ضمن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة.

وتريد الولايات المتحدة إكمال مهمتها بالابقاء على قواعد عسكرية تساعد القوات العراقية وللتدريب والتأهيل كما تقول، ومن جهة ثانية ضمان تدفق النفط واتفاقياته طبقاً للشروط الأمريكية، وإبقاء العراق خارج دائرة الصراع العربي- “الإسرائيلي”، وتلك إحدى القواعد الاساسية في الاستراتيجيات الأمريكية خلال العقود الستة ونيّف الماضية، فرغم التغييرات والتطورات التي تحدث، الا أن تلك الأهداف تكاد تكون “ثابتة” ومدّورة في خطط جميع الرؤساء الأمريكيين جمهوريين كانوا أم ديمقراطيين!

لقد أكد أوباما خلال زيارته المفاجئة الى العراق (مطلع نيسان/ابريل الجاري) أن الاستراتيجية الجديدة لا تريد البقاء في العراق، وتحمّل تبعات وأوزار ما حصل منذ غزوها العام 2003 والى أجل غير معلوم، وهو أمر لا طاقة لواشنطن عليه حالياً، خصوصاً أن البقاء مكلف ومستنزف وربما يجعل هزيمتها غير المعلنة شاملة، لاسيما انعكاساتها على سياسات واشنطن في الشرق الاوسط وربما على المستوى العالمي، بما فيها تأثيراتها في السياسة الداخلية.

الفرق بين بوش وأوباما، ان الأول هو المسؤول عن تبعات احتلال العراق وكان يصرّ على ان النصر قاب قوسين أو أدنى، وكان جدوله الزمني هو تراكم النجاحات حتى وإن كانت على الورق، أما بالنسبة لأوباما فإنه يريد التسريع في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، مع الابقاء على الحضور السياسي والنفوذ الاستخباري، مستفيداً من الأمر الواقع ووجود اتفاقية امريكية - عراقية.

ولعل هذا يعتمد بدرجة كبيرة على مدى قدرة الولايات المتحدة على سحب قواتها بصورة منضبطة ودون حدوث فوضى او فراغ أمني أو عسكري، ناهيكم عن اقرار دولي، لاسيما من دول الجوار وبخاصة ايران على عدم التدخل بالشؤون الداخلية العراقية.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الذاتي بداية الطريق إلى النقد الكلّي
- ماركس لم يقرأ التاريخ ولم يتحدث في الدين !!
- استراتيجية أوباما والتركة الثقيلة
- وظيفة المثقف الأساسية.. النقد
- فلك المواطنة!
- 3- الأزمة المعتقة وسبل تجاوزها!!
- مؤتمر ديربن: لعلها أكثر من صدمة!!
- شهادات إسرائيلية: لائحة اتهام!
- تأبّط «ديمقراطية»!
- النظام الإقليمي العربي: وقفة مراجعة للأزمة المعتقة!
- العدالة المفقودة والعدالة الموعودة
- السيادة والدولة : اشكاليات السياسة والقانون!
- حيثيات تأسيس جامعة الدول العربية
- - أحنُّ الى خبز أمي -...!
- النظام الإقليمي العربي و22 فيتو
- حيثيات ومفارقات العدالة الدولية
- البحرين و الوطن الأم !
- لماذا لا تلجأ “إسرائيل” إلى القضاء الدولي؟
- كلمات عتب مملح إلى منظمة العفو الدولية
- كل ما أعرفه أنني لست ماركسياً!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الحسين شعبان - أوباما في بغداد: ما الجديد؟