حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:23
المحور:
المجتمع المدني
الإجابة عن هذا السؤال بالنسبة لمعظم أبناء الأقلية العربية القومية في البلاد ليست بالسهلة، ليست أوتوماتيكية. إنها
تتوقّف على عدّة عواملَ مثل: من السائل وأين وما الهدف من ذلك؟ أسئلة كثيرة باتت معروفة لكل من يغادر البلاد عبر مطار بن غوريون في اللد، منها: ما سبب الزيارة؟ ما مكان المكوث في البلاد؟ مع من التقيت؟ أتسلّمت شيئا ما من أحد؟ ألديك سلاح أو أيّة أدوات حادة؟ أوضعت كلّ ما في الحقيبة بنفسك إلخ
السؤال المثبت في العنوان بدون حرف استفهام ليس في تعداد هذه السلسلة من الاستفسارات، إنه طرح عليّ في الخامس من الشهر الجاري قبيل الصعود إلى متن طائرة الخطوط الجوية الفنلندية رقم AY 1922
انتظر كالمعتاد مسافرو هذه الرحلة في بهو الانتظار، وهم بأغلبيتهم الساحقة من الفنلنديين العائدين إلى وطنهم بعد زيارة لأماكن تاريخية ومسيحية في البلاد وفي الأردن. فجأة تقدّمت نحوي إحدى الموظّفات في صالة الانتظار رقم سي ٣ وسألتني بالعبرية: أنت إسرائيلي؟
أجبتها مستفسرا لماذا تودّين المعرفة؟
قالت: عندنا صبية وأومأت بيدها نحوها، اسمها چاليت، ١٤ ربيعا وهي بحاجة لمن يرشدها بعد الهبوط في مطار هلسنكي للعثور على الحقيبة والخروج للقاء أهلها هناك. وأردفت قائلة هل ستهبط في هلسنكي أم أنك ستتابع السفر من هناك جوا؟
أجبت: على الرحب والسعة، وابتسمت نحو تلك الصبية طارحا عليه السلام
قالت الموظفة: ما اسم العائلة
قلت: شحادة، بالحاء لا بالخاء، وما أقل الناطقين بالحاء والعين في العبرية الحديثة من العرب ومن اليهود على حدّ سواء!
انصرفت الموظّفة هنيهة وطفقت راجعة طالبة مني رؤية رقم مقعدي في الطائرة كما هو مبيّن في تذكرة السفر، إلا أن عينيها تركزتا على الاسم. وعادت إلى مكانها بالقرب من منضدة عاليه وعليها حاسوب.
ثلاثة أشخاص كانوا بجواري وسمعوا ما دار بيني وبين الموظفة
ذهبت الموظفة ولم تعد إليّ
على حين غرة، اقترب شاب إسرائيلي من چاليت التي كانت واقفة بالقرب من مقعدي واصطحبها معه إلى الصعود إلى الطائرة قبل موعد الإعلان عن إبراز التذاكر والسير نحو باب الطائرة
غابت تلك الموظفة عن ناظري بعض الوقت
قُبيل مغادرة الصالة للتوجه إلى الطائرة ذهبت إلى الموظفة ذاتها وكانت على وشك التحدث بالخلوي. أبعدت الهاتف عن أذنها وانتظرت ما أقول لها وأنا انتظرت ما في فيها! لم تنبس ببنت شفة
عندها قلت : أين جاليت؟
قالت: آه، آه، وجدنا أحدا من عائلتها هنا
أضفتُ: ألم يطرق ببالك إعلامي بذلك وأنت على بعد خطوات عني؟
هي: لا كلام البتة، حمرة تعلو وجنتيها
أنا: أهكذا، دون إبلاغ ودون اعتذار ودون ودون. دون
أبقي التعليقات للقراء الكرام! عيش كتير بتشوف كثير
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟