سلام خماط
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
العمل الجماعي يعد من أهم أسباب نهوض أية دولة حيث ينعكس هذا العمل إيجابا على عملية البناء والأمن والاستقرار من جهة وعلى الفهم الصحيح والنزيه في هذا البناء من جهة أخرى ,كما لا يمكن لأية دولة ان تخطو خطوة واحدة إلى الأمام في ظل غياب المساواة بين أبناءها , لقد تقاسم السياسيون المناصب ومن وراءها الامتيازات وفق محاصصة بغيضة عانى منها الشعب العراقي منذ سقوط صدام حتى اليوم وقد أعطت نتائجها في تهميش الكثير من المكونات الاجتماعية والقوى السياسية ومنها اليسار على وجه التحديد , إلا أن النظام الديمقراطي أعطى فسحة من الحرية بعد تخرر المجتمع من النظام الشمولي الا ان هذه الحرية لم تكن فاعلة بما فيه الكفاية كي تجد لنفسها حيزا للتحرك ,فأصبحت لا تخرج بعيدا عما قاله معاوية بن ابي سفيان قبل 14 قرن (لا نحول بين الناس وبين ألسنتهم اذا لم يحولوا بيننا وبين السلطان ) .
يبدو ان توقعاتنا التي قلناها في مقالات سابقة اننا كلما ابتعدنا خطوة عن الظروف التي ولدت المحاصصة كلما تقدمنا خطوة نحو التقدم تحتاج لوقت طويل وهذا ما أثبتته الأيام القليلة الماضية حيث تحول فايروس المحاصصة والتنافس على الامتيازات والمناصب من الكتل والأحزاب الى الحزب الواحد والحاصل على أغلبية المقاعد في مجلس المحافظة حيث بدا الصراع على أشده على منصب المحافظ ,مما أدى إلى انسحاب بعض الأعضاء الجدد من عملية التصويت احتجاجا على اختيار الحزب الفائز لأحد أعضاءه لشغل هذا المنصب ( المحافظ ) , والأدهى من ذلك عندما يدعون أتباعهم الى التظاهر او الاحتجاج عبر شبكة الانترنت لعملية التنصيب هذه متناسين أنهم لم يحصلوا على أصوات الناخبين بفضل مؤهلاتهم العلمية او الشخصية وإنما حصلوا عليها بفضل تسترهم وراء قوائم كتلهم وأحزابهم حتى لا تخلو دعاية من الدعايات الانتخابية من صورتين صورة للمرشح وأخرى لزعيم الحزب او رئيس القائمة ,هنا استطيع القول ان الفوز من داخل القائمة يعادل الاختيار من خارجها ,لذا نقول ان أمثال هؤلاء لا يمكن ان يؤسسوا لبناء دولة بل الذي يستطيع ذلك من يمتلك المنهج والفكر والفلسفة والثقافة .وان فوز الدكتور صلاح عبد الرزاق محافظا لبغداد والأستاذ طالب الحسن محافظا لذي قار لهو فوز للثقافة العراقية الأصيلة مع احترامي وتقديري العالي لكل الفائزين .
#سلام_خماط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟