أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - - الإله - القبلي الثأري وتأثيراته في االواقع العروبي المعاصر















المزيد.....

- الإله - القبلي الثأري وتأثيراته في االواقع العروبي المعاصر


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يُقال في سِير قبائل العرب إن قبيلة ما قد غزت قبيلة أخرى وقتلت كل مُكونات تلك القبيلة من النساء والرجال , ماعدا الأطفال , وشيخ ربما كان مُختفيا في مُنحدر ما .. ومرت الأيام والسنين وظل هذا الشيخ يُدرب أولئك الأطفال على فنون القتال والفروسية ويحقن في رؤوسهم الثأر القبلي الذي هو أصلا مفهوم متوارث , وأن بلاد العربان تعده من ضمن أكلها وشربها وجنسها وجميع أشياءها .. إلى أن صاروا أولئك الأطفال شبابا أشداء تقدح الأرض جمرا تحت صهيل حماستهم .

حين ذاك , وعندما أدركت تلك القبيلة التي غزت هذه بمقدار القوة والفروسية التي يمتلكها أولئك الفرسان الشباب , أرسلت الوُفود والبعران أو الأباعر لرشوة هذي القبيلة . وعندما وصل الوفود وأباعرهم لتلك القبيلة لرشوها بالأباعر وجلسوا في الـ " مضيف الكبير " وقف ذلك الشيخ الكبير الذي درب أولئك الفتيان على الفروسية والقتال , وقف مُنشدا قصيدة تقول أبياتها الأولية :

أتحلبون دماً ونحلب إبلا وتحسبون ان الثأر قد ذهبا
هُم جردوا السيف فإجعلهم لها جُزرا وأضرموا النار فإجعلهم لها حطبا
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها إن كنت شهما فألحق رأسها الذنبا

وعندما أنهى قصيدته نهض الفرسان الفتيان وذبحوا جميع الوفود وفرشوا جثثهم في الديوان ووضعوا عليها السماط , ثم أحضروا الأباعر مشوية وفرشوها على جثث الموتى وأخذوا يأكلون !!

هل إشمأزت نفسك ؟؟

إله أو نبي صحاري بلاد العربان على ذات الشاكلة, يؤمن بالثأر القبلي بكل شرارة تقدح في شرايينه . وقف على جثة عمه " الحمزة " بعد موقعة " أُحد " وهي ممزقة مسروقة الكبد , فتوعد سارقي الكبد بقصاص لا تُدركه بلاد العربان ! تراجع بعد هذا الوعد براغماتيا , لكنه واجه " هند بنت عُتبة سارقة وآكلة الكبد " بعد فتح " مكة " , واجهها بالقول : هنود آكلة الكبود ".. فردت عليه بذكاء يفوق آياته ووحيه : أنبي وحقود !؟" , لعله لهذا السبب أن الأمويين قد تقلدوا سلطة الله البدوية بعد ذلك .

وقال أحدهم لـ " الحُسين " في واقعة كربلاء : ألا تنزل على حُكم بني عمك ؟" فأجابه الحُسين بالقول : أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مُسلم بن عقيل ؟!
ووقفت " زينب بنت علي بن أبي طالب " بين خراب خيامها المنهوبة بعد تلك الواقعة مُتسائلة لقبائل العربان : يا آل بكر إبن وائل , أتُسلب بنات رسول الله , لا حُكم إلا لـ الله , يا لـ ثارات رسول الله !!

عاطفيا , نحن معك يا إبنة الأطياب أو الطيبين , لكن عن أية ثارات تتحدثين ؟ هل جدك تتملكه عقلية الثأر , وإذا كانت كذلك , فمن اين تأتت له هذه العقلية القبلية , هل هي من هذا العرق القبلي ؟ وإذا لم تك من العرق القبلي , فإنها بالتأكيد صادرة عن إله محمد , وإذا كانت كذلك : فيا له من إله قبلي هذا ! إله لا يحتكم إلى القانون , إنما إلى الثأر القبلي !

لكن على أي حال فإنه ثأر مُتسامي أو " ميتافيزيقي " كما يُسميه أحد الفلاسفة المُعاصرين , ثأر يبثه الله في رموز بعينها مثل " المختار الثقفي " و " مُقتدى الصدر " , لكن الفيلسوف المُعارض لتلك الميتافيزيقية أو التسامي والذي يؤمن بقوة وجبروت الدولة قديما وحديثا سوف يقول عكس ذلك , سيقول ان التسامي يكون على هذا الشكل

: ان " عبد الملك بن مروان , وبسمارك , وصدام حسين " هم أعظم رجالات للدولة القوية , لأنهم إستطاعوا أن يقضوا على كل حركات التمرد , والصمود أمام كل الأزمات وأن يُوحدوا دُولهم . إلى الحد الذي جعل كل دول الأرض تعطيهم وزنا خاصا وتحسب لهم أعظم حساب !! .. وعلى هذا سوف يتواصل تجرع السموم للخلق بين تلكما الفلسفتين , في زمن الإنعتاق والإنفتاح والحقوق المدنية والبنسلين وإختزال العالم في قرية صغيرة و .. ونواصل جردنا المُختزل لعالم الثأر القبلي لنقول :

وعندما سقط المُلك الأموي , وطارد العباسيون فلول الأمويين وقبضوا على آخر السلاطين " مروان بن مُحمد المُلقب بالحمار وعائلته " قالوا لهم , أو في البدء سألتهم عائلة السلطان المخلوع : نسألكم الغفران " فأجابتهم جحافل العباسيين المُنتصرة بعون الله وعزم القائد " أبو مسلم الخراساني " , أجابوهم بالقول : نغفر لأية واحدة ؟ نغفر لمقتل الحسين شر قتلة وسبي عائلة رسول الله , نغفر لمقتل " زيد بن علي " الذي حفرتم قبره وصلبتوه وهو ميت , نغفر لهذه وتلك وتلك وهذه .. لأية واحدة نغفر ..؟ وبعدها جرى الذي جرى ..

وهؤلاء وأولئك هم ذاتهم سليلو "عبس وذبيان " و" بكر وتغلب " رُواد حربين دامتا لعشرات السنين أو ما يقرب المئة عام لأجل فرس وبعير !! كذلك هم نفسهم بعينهم وأفخاذهم وسروجهم الذين تغنوا في قصائد شعر لا حصر لها عن بطولاتهم في غزواتهم على بعضهم البعض , والتي .. ماذا .. ؟

نعم , قد تكون تجارب الأمم في منحنيات التاريخ لها تماثلات بذات المستوى , وكذلك نعم ان فكرة الثأر هي فكرة سايكولوجية في المقام الأول , لكن الأكيد كذلك , إن التحضر البشري كان قد أخذ يروض هذه الحالة . فالكنيسة التي كانت تذبح الناس بإسم الإله قبل قرنين من الزمان , فبإمكامك اليوم أن تدخل أية كنيسة في عرض البلاد ومكعباتها وتعلن أنك مُلحد ولا تؤمن بأية ديانة على هذي الأرض , حينها سوف يُقال لك : أنت حُر ولا شأن للآخرين بك , ولا شأن للكنيسة بك ." والطبيعي والمعروف إن
الكنيسة في أوروبا لم تضمحل وتتلاشى لوجه " عيسى أو حزقائيل " ,الكنيسة إنتهت نتيجة وضع طبيعي , إنه تطور أوروبا نحو البرجوازية الصاعدة وما طرحته من قيم الحرية بعد الثورة الفرنسية .. وما عقب ذلك من تطور تلك البرجوازية إلى رأسمالية أكثر إستشراءً ونفوذا , ومن ثم كيف أحالت الناس إلى روبوت إستهلاكي قد , قد تكون تواجدت وإختلطت به قيم القُبح والجمال ! ؟ وعلى أي حال نحن لسنا بخصوص مجموع القيم في ذلك العالم , إلا إننا بخصوص كيف إن النوازع البشرية تتلاشى , أو تنكمش في واجهة الحياة المُتجددة , وتلك نتيجة سبب سايكولوجي , إجتماعي , إستهلاكي إقتصادي , أو ترابط كل تلك الأشياء مع بعضها .
لكن مع التفكير في الواقع العربي , يظل السبب المستفحل هو الشعور بالحيف لما جرى في هذا الواقع ! , الحيف والحقد على عالم الغرب بأنه أساس كل مأساتهم , ومهما حاولت كل رموزهم الثقافية تشذيبهم عن تلك الفكرة فإنها سوف تظل حاضرة في كل إعلامهم المرئي والمسموع والمكتوب ! ولأن إعلامهم بكل أصنافه هو أصلا قبلي عشائري مُتخلف مهما تطور في تكنولوجيته , ولأن شعوبهم صدى لذلك فسوف يظلون أو تظل رؤاهم إزاء العالم الآخر مبنيا على تشنج غير طبيعي !

وهذا من الأرض إلى السماء ليس تخرصا على أبناء جنسنا , ومن الممكن أن تستشفه في الواقع الموضوعي للعالم العربي , أو في اسوأ الأحوال في مواقع الإنترنت العربية .. فهل ثمة من مُغيث لذلك العالم المشجوج أو الملصوق في وحل رمال التعصب القبلي المُتحركة !؟




#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثم الجنابي - وهمجية الحزب الشيوعي العراقي
- فوز اليمين الإسرائيلي - نتنياهو - أثلج عناكب - دمشق وطهران - ...
- ألقو القبض على - رفسنجاني - فهو أحد أركان جريمة -حلبجة -
- ما هو الرمز الفلسفي ل - العِلك الأخضر في رقبة - عزوز الحكيم ...
- عندما تَقَيَّأَ - مارلون براندو - على صديد الميديا
- حكاية ( عليوي أبو العرق , العرك ) مع الخمينية
- البحث عن النهاية
- الوهم المُلائي الإيراني إلى أين ؟ ج 2
- الوهم المُلائي الإيراني إلى أين ؟ عدم التوقيع على الإتفاقية ...
- من هي أبرد إمرأة في تاريخ الولايات المُتحدة الأميركية ؟ سارة ...
- حزب الفيل الأميركي الإشتراكي !
- عراك تيليفوني بين ( بوش و براون ) عن أولمبياد - بكين - وأشيا ...
- كامل شياع و - رسائل من ماروسيا -
- ( جورج بوش ) و ( جوردن براون ) القوقازيان
- - محيسن الحكيم - وصدور روزخنته الموسومة الأخيرة
- أنا أقول إن جماعة - أبو النسوان - ستنتصر على جماعة - أبو الخ ...
- بهاتة - أحمدي نجاد -
- الجنجويد بعثيون وإن لم ينتموا
- جيش الرب الأوغندي يُقدم عريضة إحتجاج للأمم المتحدة ضد حزب ال ...
- حكاية - عِجل العباس - وتطابقها مع قصة فيلم - المُصور البشوش ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - - الإله - القبلي الثأري وتأثيراته في االواقع العروبي المعاصر