|
الزجاج المكسور !!...
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 07:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" من كان بيته من زجاج ، لا يقذف الناس بالحجارة " .. مثل شعبى يأتينا من الزمن البعيد ؛ ليدين الذى يتكلم عن عيوب الناس المفترضة ، وهو كله عيوب ! ويحذره بأنهم لوبادلوه حجراً بحجر ؛ لانهدم بيته كله ! لازلت اسمع القهقهة التى فى غاية العدوانية ، النابعة من روح التحامل المسرف ، التى كنت اسمعها فى طفولتى ، ولا يزال اولادى يسمعونها من زملائهم فى المدرسة : " الاب والابن والام والاخ " .. ساخرين من الثالوث المسيحى : " الآب والابن والروح القدس " . ومع أن عقولنا القاصرة لم تخلق مقياساً للممكن وغير الممكن مما هو فوق ادراكها ، وأن المسيحية لاتنادى بثلاثة الهة بل باله واحد مثلث الاقانيم ، وأن الاسلام يهاجم ثالوثاً غير الثالوث المسيحى 0 فانه لو تدبّر منتقدينا المتهكمين كلام القرآن بالروية لعلموا اننا على محجة الايمان ، فان كثيراً من نصوصه يثبت معتقدنا بالوحدانية فى التثليث .. الذى جاء عندنا فى سلك البسملة ، وعندهم منثوراً فى القرآن بين كلماته وضمن سوره وآياته : " انّما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " ( سورة النساء 171) . " وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس " (سورة البقرة 87) . فالآيتين السابقتين تضمنتا : ذكر ( الله ) ، وهو الإسم الشائع الاستعمال للكتابة عن الاقنوم الاول ( الآب ) ، وفيها ذكر ( الكلمة ) الأقنوم الثانى ، الذى هو ( الابن ) ، وفيها ذكر ( الروح القدس ) الأقنوم الثالث 0 أما الآية الاولى من سورة الاخلاص ، التى تقول : " قل هو الله أحد " ، فهى تضعنا بين تفسيرين : هل هو أحد الالهة كالات ، والعزى ، ومناة .. أم أحد الاقانيم الثلاثة فى العقيدة المسيحية ؟!.. وهذا مايفسر لنا فعل الامر ثلاث مرات فى الاسلام : الوضوء ، الغسل ، التسبيح فى الركوع والسجود ، الطلاق ، الاستجمار بالحجارة ... وكثيراً ما يشنع إخواننا المسلمون على التوراة والانجيل ؛ لانهما يذكران أن الله : تكلم ، وسمع ، وكتب باصبعه ، وحزن ، وندم ، وحلّ ... فلنذكّرهم ببعض أقوال القرآن المشابهة لذلك : " يد الله فوق أيديهم " ( سورة الفتح 10 ) . " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ( سورة الرحمان 27 ) . " قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها " ( سورة المجادلة 1 ) . " فاليوم ننساهم " ( سورة الاعراف 49 ) . " ياحسرة على العباد " ( سورة يس 29 ) . " الله الذى خلق السموات والارض ومابينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش " ( سورة السجدة 4 ) . " وهل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إنى انست ناراً لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودى ياموسى إنى أنا ربك " ( سورة طه 12 ) . " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوب درىّ " ( سورة النور 35 ) . وهناك بعض الذين لايطابق جهلهم سوى تحاملهم البالغ على معتقداتنا ، يسألونك بلسان خبيث : من كان يدير الكون اثناء تجسد الله على الارض ؟!.. فإذا بحديث قدسى ، يصفعهم ، قائلاً : " ينزل الله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فى الثلث الاخير من الليل " . وأما أنّ المسيح ابن الله ، فممكن ، وغير كفر 00 فـ " لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء " ( سورة الزمر 6 ) . فالمسيح ابن الله ، ليس بطريق التناسل ؛ لأن " الابن" لغة لا يطلق فقط على الابن الذكر عن طريق التناسل ، بل يكنى به كناية . كما يقال : " أبناء العلم " و" أبناء الدنيا " وأبناء السبيل " ، ويقال أيضاً إنّ فلاناً ابن فلان على طريق التبنى المجازى أو اللغوى . وألم يسمعوا الحديث الذى قيل على لسان الله : " الفقراء عيالى " ؟!.. وألم يقرأوا هذه الآية القرآنية : " منه آيات محكمات هن أم الكتاب " ( سورة آل عمران 7 ) . ويقولون أن سورة يس هى عروس الكتاب . فهل يقبلوا منا ، أن نقول لهم : أن الفاتحة تزوجت فانجبت الكتاب ، أو : أن سورة يس هى عروس الكتاب ، وبالتالى هى كنّة الفاتحة ؟! .. ونحن أهل كفر وشرك – هكذا يتهموننا ؛ لاننا نقول أن المسيح هو الله المتجسد . وكأنهم لم يقرأوا سورة التوبة ، التى لا نخطئ لو اطلقنا عليها سورة الشرك .. وهذا دليلى : فمحمد فى سورة التوبة – الشرك ، شريك لله فى : طاعة البشر وفى الاطلاع على اعمالهم . وفى التشريع . وفى الرضى . وفى الغنى . وفى التقدير والتوقير ... بل وكما يؤكد المفسرين ، فى تفسيرهم الآية 79 من سورة الاسراء : بأن محمداً سوف يجلس على عرش الله ! " براءة من الله ورسوله " ( التوبة 1 ) . " واذن من الله ورسوله " ( التوبة 3 ) . " ان الله برئ من المشركين ورسوله " ( التوبة 3) . " ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله " ( التوبة 29 ) . " إلا انهم كفروا بالله وبرسوله " ( التوبة 54 ) . " الله ورسوله احق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين " ( التوبة 62 ) . " ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم " ( التوبة 63 ) . " يطيعون الله ورسوله " ( التوبة 71 ) . " إلا ان اغناهم الله ورسوله من فضله " ( التوبة 74 ) . " لن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ( التوبة 84 ) . " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ( التوبة 105 ) . وما اكثر هؤلاء الذين ينادون بالكتابات الفاضحة فى الكتاب المقدس ، وينبّرون بالأكثر على سفر نشيد الانشاد .. وهذا شأن كل انسان جسدانى غارق فى بحار الشهوة والنجاسة ، لا يستطيع أن يدرك المعانى الروحية التى يتكلم عنها هذا الديوان السامى . وقد اعماهم التحامل ، أن يروا النصوص التى لا تحمل صفة القداسة والطهارة فى قرآنهم ، وأن ينظروا الالفاظ الكثيرة التى وردت فى الاحاديث الصحيحة المحققة : عن الجماع ومايصاحبه من مشاعر واحاسيس . وكيفية استمتاع كل عضو من اعضاء الجسد . وما قيل عن علاقة الرسول الكريم جنسياً مع امهات المؤمنين وخاصة السيدة عائشة ... يمنعنى حيائى ، وصعوبة نشرها ، عن ذكرها .. ولكنى اترك لكم بعض المراجع ؛ التى تصدمكم بالعبارات الفاجرة والداعرة : صحيح البخارى . صحيح مسلم . كتاب الاسلام والجنس للدكتور عبد الوهاب بوحديبة . كتاب نساء النبى للدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) . كتاب خواطر مسلم فى المسألة الجنسية للاستاذ محمد جلال كشك . ،000،000،00 واكتفى بهذا القدر من الزجاج المكسور ... بيد الناقد الحاقد . لا بيدى .
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مداهمة الستين !!
-
إنتصار الحقيقة !!...
-
الموعظة على جبل آذار المقدس !...
-
تكاثر الشر !
-
من سن القلم : ما قل ودل
-
نجمك مازال يضوى !..
-
ونطفئ الشموع !
-
عمى العقل !!00
-
عصا الموت !!00
-
لنتثاءب معاً ! 00
-
حكمة الشتاء ! 00
-
صرخة المصافحة ! 00
-
ثقافة الكتاب الأحمر !
-
شكل الخدعة !!
-
حجاب العقل !
-
سجينة فى ظلام الفكر !
-
زبانية الجامعة!
-
ليس كل قبطى : - مسيحى - !
-
من قتل أسمهان ؟!00
-
معاقبة الكذبة !!
المزيد.....
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|