محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:47
المحور:
المجتمع المدني
لست معنيا بالنوايا ولا بمكر الساسة المتحذلقين، ولكن السؤال الذي مازال مطروحا في الشارع العراقي هو : هل هناك قوى وطنية تحاول ان تقود العراق الان الى بر الامان؟ بمعنى آخر هل يمكن القول ان هذا الصراع سيتيح لهذه القوى – اي القوى الوطنية – ان تظهر ولو بعد حين؟.
ليست هناك اجابة حاسمة لهذا السؤال ذو الشقين ولكن المعطيات الاتية هي التي تطغي بنفسها على الساحة العراقية:
• امريكا دولة جاءت الى العراق لهدف مرسوم : رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط االكبير يكون مركزها العراق، وليس بالامكان بعد هذا النزيف الدموي الامريكي ان تنسحب مطأطأة من هذه الارض من اجل سواد عيون " البعض" ومن هنا فان شعار " الانسحاب الامريكي اولا" الذي يرفع بين الحين والآخر لايصلح لهذه المرحلة ولايصلح حتى للمزايدات الوطنية.
• ان سماء الساحة السياسية ملبدة بغيوم كثيرة حبلى بمطر لاينزل الا في تربة المصالح الشخصية والبحث عن المغانم ولابد من شىء من الغيرة قبل ان يفوت الاوان.هناك قائد الاوركسترا الامريكي الذي يمسك عصاه ويلوح بها في وجه افراد الجوقة ، وياويلهم ان شذوا عن قواعد حركة العصا واسمعوا لحنا نشازا. امريكا تريدهم كلهم ان يعزفوا اللحن الذي تريد ولامانع من ظهور بعض "الشطحات" الموسيقية خارج السرب.
• الكثير من عقلاء العراق بدأوا يدركون ان امريكا غير معنية بارساء الديمقراطية في العراق فليس لها غير هدف واحد : تطوير مهمة شاه ايران الراحل " الشرطية" ولكن بادخال تعديلات تتطلبها ظروف المرحلة اي احلال الدولة محل الفرد في الرقابة والتغيير.
• تدرك امريكا انه لحد الان لم تظهر قوة سياسية تشكل خطرا على
وجودها في العراق فالكل ينهش الكل بعيدا عنها ولو بأسم " النضال ضد الوجود الامريكي" والى ان يحين موعد ظهورها تكون هذه التيارات و"الميليشيات" قد استنزفت قواها وباتت اثرا بعد عين.
• من المؤكد ان هذه الثوة السياسية المنتظرة لن تأتي بالتأكيد من رحم الميليشيات التي تحكم بعض محافظات الجنوب وهي لن تكون وليدة يافعة صحية ونفس القول ينطبق على ميليشيات الشمال.
• ان زمرة القاعدة ستشد رحالها الى مكانها الاصلي بين الجبال واحراش الكنب والحشيش والماروغوانا ولكن الذي سيبقى ذلك الذي يحلق رأسه على شكل بطيخة مقطوعة الجنبين.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟