|
بماذا فكر ....المفكر الاسلامي الكبير؟
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 04:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتبادر الكلمات (الرنانة) التي تدخل الاذان بلا حواجز من كل الفرق الاسلامية عبر كل وسائل الاتصالات الحديثة التي صنعها (العقل الانساني الحديث) (من القنوات الفضائية والانترنت ) مضخممة معها اشياء لايمكن ان تتضخم لتاخذ ابعادا اكبر من حجمها الطبيعي (البسيط جدا) في بلاد لازالت تصنف من انها لاتزال تعيش (طفولة التاريخ البشري) في اسوا حكم لاانساني مقيد لانسانية الانسان بل ان كل سكان( تلك الارض) فروا بهجرات فاقت هجرات العالم القديم وممن سكنوا ارض( العالم الجديد) حين وجدوا منفذا للهروب من جحيم بلادهم التي لازال يحكم فيها هذا المفكر الاسلامي الكبير ؟ الى دول اوربا الانسانية للهرب من الفقر والجهل والمرض وسوء الحكم والاضطهاد وسجن العقل في ارض تصنف بانها (محرك الارض) بثرائها الذي يجهل سكانة كيف يكون سببا في (سعادتهم ) في هذة الحياة بدل ان يكون ( نقمة) تلتهمم الى حد العظم . بل ان هذا المفكر اضحى مهزلة لبعض الفرق التي تناصبة العداء المذهبي وحتى من ضمن (فصيلتة المذهبية ) حين يدب الاختلاف فيما بينهم على تقلد مناصب السلطة . لكن السؤال المحير (المسكوت عنة) في كل هذا الضجيج الاعلامي المبهرج يكون بصيغة سؤال بسيط جدا ( انة بماذا فكر هذا المفكر الاسلامي الكبير ) (وماذا اخرج لنا من افكار جديدة في هذة الحياة ) فكل شي محسوم في الدين الكامل المكمل لكل نواحي الحياة التي لاتحتاج الى اية اضافة من لحظة الخلق الى ان يرث اللة الارض وماعليها فحين نعود الى دراسة (الفلسفة ) وبدايات التفكير الانساني وكيف عرف الانسان حقيقتة في هذا العالم وكيف كون نسق مفاهيمة فموقف الاسلام من الفكر الفلسفي محسوم بنظرية الخلق الربانية ( ادم وحواء ) ونظرية الافكار الفطرية التي تتضمن معرفة الخالق بالفطرة (علم القران) (خلق الانسان)(علمة البيان ) مثل ماقالت المسيحية ..في البدء كانت (الكلمة) والكلمة هي (اللة) .فالدين الااسلامي لم يعرف الفلسفة ومدلولها في عصورة الاولى بل ان الفلسفة كانت وافدا جديدا ودخيلا على الاسلام بسبب التوسع في الفتوحات والغزوات ونتيجة اختلاط الافكار والامتزاج مع الشعوب المتحضرة الاخرى وترجمة كتب الحضارات الاخرى مثل (اليونانية )الامر الذي ادى الى احتدام الصراع واالانشقاق وظهور الفرق الاسلامية المتعقلنة مثل (المعتزلة ) التي نادت بالرجوع الى (العقل) في حسم المسائل بدل الاعتماد على (النقل) وظهور بوادر (الشك) مما اثار عليهم حفيظة كل فقهاء الاسلام الذين كفروهم بل ان فقهاء الاسلام اطلقوا على ..كل من قدم تفكير (العقل) ..على (النقل) لقب (الزنديق) ..ذلك اللقب الذي التصق بكل المتنورين الذين لم ينصفهم التاريخ الى الان. ..فكما يقول (جورج طرابيشى) في رائعتة (نقد نقد العقل العربي).. في ردة على (محمد عابد الجابري) (ان العرب لم يفكروا في العقل ( فالى جانب العرب او المستعربين بشكل ادق كان للعبريين والسريان والارمن والجورجيين دور اكيد وسابق على الدور العربي في ممارسة التفكير بالعقل ) .فظل التفكير محصورا بالرب الذي يفكر بالنيابة عن الاخرين..(فالشاطبي )الفقية والمفكر وامام الحديث يقول ( العقل غير مستقل .البتة ولايبنى على اصل غير الوحي ...والعقل اذا لم يكن متبعا للشرع لم يبق لة الا الهوى والضلال ) اضافة الى (الغزالي) الذي كفر الفلاسفة بقولة ( العقل لايبصر الا بنور الشرع ) بل ان كبير الفلاسفة الاسلاميين نفسة (ابن رشد) يعلن (عن الاعلان عن قصور العقل امام الشرع ) كما يقول ( طرابيشي) . فالمفكر الاسلامي الشيعي مثلة مثل السني لايستطيع الخروج على عقلة المكون ( بالكسر )لياتي بعقل مكون (بالفتح ) جديد اخر ينسف كل مفاهيم القديم بثورة العقل على مفاهيمة ..بل انة راح يكرس كل القديم في نظرية (الشرح )( وشرح الشرح) (وشرح شرح الشرح ) في بناء الجديد الذي لايخرج عن فكر من عاش في ذلك العالم البدائي القديم فكل مفكري الاسلام لازالوا يؤمنون بالخوارق والسحر وكائنات عجيبة تشارك الانسان حياتة بل انها ربما تكون سببا في تعاستة مثل (الجن والشياطين والارواح الشريرة )و لن يستطيع أي مفكر اسلامي ان ينكرها علنا امام الملى. بل ان هذا المفكر لايستطيع ان يجيز شرب (الخمر) او (اكل لحم الخنزير) حتى لو اعلن العلم الحديث عدم اضرارهما بالبدن الانساني في بيان طبي عالمي فهو دائما يبقى اسير (النقل) على( العقل ) وليس كل تفكير بالعقل هو تفكير معقلن ( فكما يقول طرابشي في رائعتة ..ان الحضارة التي تفكر بالعقل لتوسس (استقلالية) هي غير الحضارة التي تفكر بالعقل لتؤسس( تبعية) ). فكل مفاهيم العالم الحديث الذي نعيشة الان هي من صنع (العقل الانساني) الحديث الذي تمرد على كل مفاهيم (النقل) بحيث ابدل كل مفاهيم العالم والفاظة مثل لفظ (الجماهير الحديثة) التي كانت بدل (كلمة العوام ) او (الاتباع) او (الرعية) المستخدمة في مخيال مفكري الاسلام وفقائهم حين يخاطبون اتباعهم بتبخيسية لكي يعلنوا في نهاية الحديث عن مفكريهم وعقولهم العلمية (فاين العقل العلمي حين كان يجلس المفكرين الاسلاميين المتربعين امام المصباح بدون ان يعرفوا لماذا يدخن هذا المصباح حين يكون مسدودا) مثلما يقول ( داريوش سايغان ) ان كل مفكري الاسلام لم يستطيعوا ان يفسرواسباب اختلاف الفرق الاسلامية نفسها الى الحد الذي تطاحنت فيها هذة الفرق فيما بينها بحروب طاحنة يكفر بعضها بعضا الى الان في بلاد لاتزال من افقر البلدان في كل نواحي العلم والطب والاقتصاد والتكنلوجيا فلم نسمع عن مفكر اسلامي قدم لنا نظرية اقتصادية تحليلية مثل ماقدم لنا (ادم سميث ) بنظريتة في عالم الصناعة الاوربي حين نادى البحرية التجارية وازالة الحدود والحواجز الكمركية وتقليل تدخل الدول في الرقابة على التجارة من اجل الانتعاش بل انة دعى الى (التخصص )في صناعة السلعة بنظرية (الميزة المطلقة) للتفرد بصناعة السلعة او مثل ماقدم ( ريكاردو) صاحب نظرية (الميزة النسبيسة) في الصناعة والانتاج ومقارنة الانتاج بعضة مع البعض الاخر من خلال العمل المبذول في السلعة من اجل تقليل الهدر والمبادلة بالفائض الانتاجي ولم نسمع عن مفكر اسلامي اعطى راية في (ميزان المدفوعات ) وكيف يتم تحسينة او كيف تكون الدولة (دائنة او مدينة ) وهل استقدام التكنولجيا ينعش الاقتصاد ام يضرة وكيف نتخلص من التجارة الريعية ..وهل الدخول في اسواق العولمة الحديثة وعولمة السوق و التجارة الحرة مفيدة للبلد ام مضرة وكيف تكون القيود الكمركية الحديثة في زمن العولمة وكيف تاخذ نسب الضرائب بحسب طبيعة العمل وكيف ننظم البطالة من اجل ايجاد فرص العمل وكيف نحتسب رواتب الموظفين حسب الايرادات والدخل الوطني وكيف نتخلص من العجز في الميزانية و هل تلغى الدرجات الخاصة . وهل هي تعدي على القانون او اداة للسرقة المقنونة كل هذة المفاهيم الاقتصادية المبسطة جدا هي بالاساس غائبة عن وعي هذا المفكر الذي لايفكر الابعالمة الصوفي البعيد .(.فطاحونة الهواء تعطي عالميا اقطاعيا ) (وطاحونة االبخار تعطي عالما راسماليا كما يقول ماركس ) ان عجز العالم الااسلامي كلة عن مجاراة التاريخ والحضارة وايجاد قيم جديد ة فية كانت سببا رئيسيا في ذهاب هذا المخيال بعيدا لتصديق وهم جديد صنعة عقلة البسيط بنظرية (المؤامرة الغربية )على افكارة (الخلابة) فالغرب هو السبب الرئيسي في تاخر بلادهم الاسلا مية ولولا ذلك لكنا نحن المسلمين الان من اول بلادا لعالم حضارة وتقدما وثقافة هذا كل ماقدمة لنا هذا (المفكر الاسلامي )في كل الفرق الاسلامية وخطابها الحديث القديم وكما يقول داريوش شايغان (فنحن رمينا انفسنا خارج ارض البشر فلا نحن في ارض الاجداد ولا نحن في ارض السادة الجدد .....لقد كنا مخطئين لاننا غبنا عن موعدنا مع التاريخ ....... فلامناص لنا ان نتعلم بعض التواضع فنحن لم نقم بانجاز شي ما اكثر من الهنود والصينينين لقد كانت ثقافتهم في كثير من جوانبها اكثر كثافة و ارصانا ورقة من حضارتنا فليس المطلوب المقارنة بل المطلوب ان نتحرر من هذة الانوية المركزية الهذيانية ......)
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة قصيرة ...طيور الشيخ المهاجرة
-
طيور الشيخ المهاجرة
-
مذبحة للحيوانات من اجل ( ابو الريش )و (اخوان هدلة )
-
اين هي رسالة ..(محمد الهاشمي).. الخالدة ؟
-
فتح وحماس ....وحل (ابو حفص )
-
القمة العربية وجامعتها .لعب. ولهو. وضحك .وكذب
-
العراق الليبرالي الديمقراطي :.هل هو دولة مساندة ام مواجهة ؟
-
ما بين( الجاك بوت العربي) ...والصندوق الاسرائيلي
-
نتنياهو... او.. باراك .. الاسرائيلي حر كامل المواطنة
-
شاليط الذي لم يعلم عشرة من الحمساويين القراءة والكتابة
-
موت الماركسية هو موت الانسان الحر
-
مكتبة الجنرال القائد
-
كيف نبني عالمنا الشيوعي في العراق(رؤية مبسطة )
-
دعوة للانظمام الى اتحاد ادباء شريف
-
امام الضفة الاخرى
-
سمو الشيخ المالكي ...امير مشيخة العراق المفدى
-
سمو الشيخ الما...لكي ...امير مشيخة العراق المفدى
-
قصة قصيرة ...عندما احب القديسة
-
قصة قصيرة .....كومونة بابل ..
-
المراة المبدعة من العصر الامومي. الى زمن التكامل الافقي
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|