|
اغتيالات ومختطفون ومذابح - غير قانونية - !
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 05:25
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
1- من أجل إطلاق سراح المختطفين اليابانيين : اختطاف المدنيين الأجانب و خصوصا إذا كانوا من أصدقاء الشعب العراقي ورافضي الحرب هو عمل مدان وخطأ جسيم . لقد عرضت شاشات الفضائيات يوم أمس واليوم مشاهد تهديد ثلاثة صحفيين أجانب بالقتل وإمهال لحكومة اليابانية ثلاثة أيام لسحب قواتها وإلا نفذ التهديد بقتل الصحافيين وقد ردت الحكومة اليابانية بأنها ستبقي قواتها في العراق ولن تؤثر عليها تلك التهديدات . وقد دهش البعض لرد الفعل الحكومي الياباني هذا وعدم إبدائها أي حرص على حياة مواطنيها . فما السر في هذه التصرفات ؟ اليوم صباحا اتصل بكاتب هذه السطور أحد الأصدقاء من التيار الوطني الديموقراطي العراقي وهو مقيم في اليابان وأبلغني بأن الفرع الياباني لمنظمة "آتاك " العالمية المناوئة للحروب والرافضة للحرب على العراق قد اتصلت به وقالوا بأن المختطفين الثلاثة في العراق هم أعضاء في هذه المنظمة وإنهم قد ساهموا في عدد من النشاطات الجماهيرية المعادية للعولمة والحروب وبخاصة الحرب ضد العراق و ساهموا أيضا في المنتديات التي عقدت في باريس وجاكارتا وبومبي إلى جانب الاستقلاليين العراقيين الرافضين للاحتلال .وأضاف الصديق أن الأصدقاء اليابانيين يرجوننا التدخل والقيام بمحاولات جادة من أجل إنقاذ حياة هؤلاء الصحافيين والناشطين من أجل السلام . وقد أجرى الأخوة في التيار عدد من الاتصالات ووجهوا نداءات عبر مداخلاتهم التلفزيونية من أجل تحقيق هذا الهدف وبدوري أغتنم هذه الفرصة لأدعو كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الموضوع لبذل جهده من أجل إنقاذ حياة أصدقاء الشعب العراقي هؤلاء وتحريرهم من الاختطاف . و في الحقيقة فإن الحكومة اليابانية لا يهمهما من أمر هؤلاء الشباب شيء وربما تتمنى زوالهم وقتلهم ليكون ذلك عبرة لنشطاء السلام الذين يعرقلون تحركاتها . إن اختطاف المدنيين الأجانب الأبرياء جريمة لا تغتفر وهو خطأ جسيم يلحق أفدح الضرر بقضية تحرر العراق وشعبه من الاحتلال الدموي ولذلك ينبغي إطلاق سراحهم فورا والاعتذار لهم أما إذا أصر المختطفون على موقفهم ورفضوا إطلاق سراح الرهائن فذلك يعني أن وراء الأكمة ما وراءها وربما يكون من قام بهذا العمل ينفذ عملا بتواطؤ مريب مع الاحتلال والمخابرات المعادية للعراق . أكرر الدعوة إلى جميع من يمكنه أن يفعل شيئا من أجل إطلاق سراح الرهائن اليابانيين الثلاث خدمة لقضية تحرر العراق وشعبه وصيانة لسمعة الانتفاضة والمقاومة العراقية من التشويهات التي يحاول العدو وعملاؤه إلحاقها بها . 2- محولة اغتيال سماحة البغدادي : تعرض سماحة آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي إمام الروضة الحيدرية في النجف إلى محاولة اغتيال يوم أمس بعد زيارته لسماحة السيد مقتدى الصدر، وقد استشهد في المحاولة أحد مرافقيه وحرج مرافق آخر و لم يصب السيد البغدادي بأذى. ومعروف عن السيد البغدادي موقفة الشجاع والحاسم في رفضه للاحتلال وعملائه وهو واحد من علماء الدين الوطنيين والاستقلالين الذين أيدوا الانتفاضة الشعبية والمقاومة الباسلة ضد قوات الاحتلال تأيدا مطلقا . إن هذه المحاولة تعكس إفلاس الاحتلال وسلطاته وعملائه وفشل أساليبهم الإرهابية . إنهم يمارسون أساليب صدام حسين ذاتها وخصوصا أسلوب العقاب الجماعي والتدمير الشامل وهم لا يريدون صوتا معترضا أو متحفظا على احتلالهم بل يريدون عبيدا أذلاء ومصفقين لا كرامة لهم . إن محاولة الاغتيال الجديدة توضح المدى الذي بلغته الانتفاضة وترسخها وتحولها إلى ظاهرة وطنية غير قابلة للهزيمة إن الزخم العالي لأداء المنتفضين مازال في تصاعد ويمكن بالتالي ممارسة أسلوب تشتيت قوى العدو عبر نشر الانتفاضة والانتقال من المدينة التي يستعيد الاحتلال السيطرة عليها إلى مدينة أخرى وتحريرها لفترة معينة وهو الأمر الذي حدث فعلا اليوم فبعد معركة شرسة انسحب المنتفضون من مركز مدينة الكوت ولكن معارك طاحنة اندلعت في كربلاء والنجف وبعقوبة وديالى ومدن عديدة أخرى . وقد يسارع بعض المهزومين داخليا والمنكسرين أخلاقيا إلى اتهام هذه الشخصية الوطنية أو تلك بالتطرف والتشدد ولهؤلاء نقول إن الغزاة والمحتلين لا يفرقون بين الاستقلاليين المتشددين والمعتدلين وإنهم إذا حاولوا اليوم اغتيال السيد البغدادي فإنهم سيحاولون غدا اغتيال غيره وإن الدور سيصل إلى عمائم أخرى وإذا ما قدر للعدو أن يغتال البغدادي أو مقتدى الصدر فإن الدور سيأتي على من يحاولون اليوم الإمساك بالعصا من الوسط ويلقون الخطابات الغامضة والزئبقية ويضعون قدما في جهنم وأخرى في الجنة .. نعم بعد مقتدى لن يجرؤ معمم واحد على رفع رأسه في وجه المتعجرف بريمر ولا في وجه أي سطل من السطول "العراقية " التي يستعملها اليوم في مجلس حكمه لتسويق سياسات الاحتلال . وباختصار شديد فكل الدلائل والمؤشرات تدل على أن المشروع الأمريكي في العراق خطير وطويل الأمد ومن تلك الدلائل ضخامة السفارة الأمريكية التي ينوون بناءها في العراق لتكون أضخم سفارة أمريكية في العالم وشبكة القواعد العسكرية التي بدأوا فعلا في تشيدها ورفضهم إجراء أي عمل يمهد لانتخابات ديموقراطية حقيقية كإجراء إحصاء سكاني دقيقي واحترافي وتركيزهم على الجانب الأمني والمخابراتي والعسكري الذي يعني أنهم يخططون لتسليم السلطة لعملائهم في الجيش والمخابرات وسوف يرسلون السياسيين الانتهازيين الذين يلهثون خلفهم اليوم للتمتع بشرب الشاي ولعب الدومينو فيما بعد . إن من يراقب اليوم طريقة حكم أمريكا للدول التابعة لها مثل الباكستان وتركيا وعدد من دول أمريكا اللاتينية يتأكد تماما من صحة ما نقول وعند ذلك الحد سيكون الأوان قد فات وسيكرر الكثيرون : لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض ! 3- مذابح غير قانونية : مازالت فلوجة العز طاهرة وعصية على الغزاة الأمريكان الذين فشلوا في السيطرة عليها رغم كل أسلحة التدمير الهائلة التي استعملوها . الفلوجة المخضبة بدماء أربعمائة شهيد وشهيدة مازالت عزيزة وصامدة في وجه الأف 16 والأف 18 فيما يواصل سياسيو بريمر صمتهم فإن نطقوا قالوا كفرا . ففي تصريحه لقناة العربية اعتبر عدنان الباججي العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد سكان الفلوجة غير قانونية وغير مقبولة على اعتبار أن قوات الاحتلال تأخذ جميع السكان بجريرة بعض الذين مثلوا بجثث ضباط المخابرات الأمريكيين . والواقع فإن اعتبار هذه المذابح غير قانونية يعني في الحد الأدنى وللحفاظ على الصدقية قطع الصلة بمرتكبيها وليس مواصلة التحالف معهم تحالفا استراتيجيا .وإذا كان الباججي قد وصف هذه المذابح بأنها غير قانونية وغير المقبولة فإن آخرين من " بني مجيلس " لاذوا بالصمت ويقال بأن بعضهم قد اختفى تماما من المشهد ويبدو أنه قد فر فعلا بما خف وزنه وغلى ثمنه كأحمد الجلبي باشا ومساعده انتفاض قمبر الروبني نسبة إلى سيدته وأستاذته اليهودية "مدام روبن " ونكتفي بهذا القدر حاليا. وبالمناسبة هل قرأتهم البيان الذي أصدره مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي حول " الأحداث الأخيرة " إنه يصلح ليكون مثلا ممتازا على تمارين المشي على اليدين فوق حقل من البيض .. بيض اللقلق طبعا ! وبالمناسبة فقد جاء في الأخبار قبل قليل أن أياد علاوي ( بتاع قصر النهاية ) انسحب اليوم من مجلس الحكم ليس احتجاجا على سفك دماء 450 عراقي وعراقية في الفلوجة أو رفضا لتدنيس المقدسات وقصف المساجد واغتيال علماء الدين وذبح الأطفال في أسرة نومهم بل لأمر أدهى وأخطر وأجل من هذه " الصغائر " ويتعلق بطرد بريمر لوزير الداخلية نوري بدران المحسوب على جماعة أياد علاوي .. والفاهم يفهم !
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقائق ومشاهدات من اليوم الخامس للانتفاضة العراقية
-
نحو تحالف سياسي يتقدم بالانتفاضة والمقاومة نحو النصر
-
الانتفاضة تتسع وبرنامجها يتقدم والاحتلال يترنح !
-
انتفاضة الصدريين أرعبت الاحتلال وعملاءه ، فهل هي بداية الثور
...
-
الإيرانيون يجرون عمليات جراحية لأنوفهم لكي لا يشبهوا العرب !
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس الأربعون :المنصوب على التحذير
-
إعلان هام حول حملة جمع التواقيع ضد قانون إدارة الدولة الانتق
...
-
توضيح حول حملة جمع التواقيع ضد دستور بريمر !
-
المبسط في النحو والإملاء درس خاص في الإملاء:الأسماء المقصورة
...
-
نفاق النظام السوري : السجادة الحمراء للبر زاني و الرصاص لمن
...
-
قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 ! - الجزء الثالث
...
-
قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 : - الجزء الثاني
...
-
قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 ! - الجزء الأول -
...
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس التاسع والثلاثون : المنصوب عل
...
-
وثيقة مجلس الحكم الدستورية : باطلٌ كلُّ ما بُنيَ على باطل !
-
دستور -بريمر - ولد فاطساً ، والفيتو الكردي سيواجه فيتو في مث
...
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والثلاثون : المنصوب عل
...
-
تحالف الأمر الواقع بين الاحتلال الأمريكي والإرهاب السلفي يحص
...
-
المبسط في النحو والإملاء .الدرس السابع والثلاثون : المفعول ف
...
-
المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السادس والثلاثون : الم
...
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|