|
الحالة الإيرانية فى كبسولة.
طارق حجي
(Tarek Heggy)
الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 09:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أثناء زيارة - خلال الأسبوع الماضي - للكويت ؛ أجرت واحدة من أشهر الصحف اليومية الإيطالية حوار مطولا معي تناول معضلات منطقة الشرق الأوسط الراهنة الأساسية مثل : (1) الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نيتينياهو وقراءاتي لصورة علاقتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة وأيضا علاقتها مع العملية التفاوضية مع السلطة الفلسطينية ومع سوريا - سواء بشكل غير مباشر عبر وسيط أو بشكل مباشر بين سوريا وإسرائيل (2) موقف الإدارة الأمريكية الجديدة وأساليب تعاملها مع أوروبا وروسيا وتركيا والعراق وإسرائيل والنظم العربية والحالة السودانية (3) الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية للإسلام السياسي برافديه : الأصولية السنية أو السلفية والأصولية الشيعية (4) آفاق الحالة السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية فى مصر ؛ مع تطرق لموضوع الخلافة السياسية فى "مصر ما بعد حسني مبارك". وقد وصلني منذ قليل نص الحديث/الحوار بالإيطالية فى جزئين فى 3300 كلمة. وما أن ينشر الحديث/الحوار فى إيطاليا ؛ فسوف أترجمه للعربية تمهيدا لنشره بالحوار المتمدن. ولكنني أود أن أنتقي هنا بعض ما قلته عن موضوع واحد من المواضيع التى سلط الحديث الضوء عليها وأعني "الحالة الإيرانية الراهنة" . فقد لخصت هذه الحالة فيما يلي من محاور : أولا : حتى وفاة المرشد الأعلى الحالي (خامينئي) فإن أسس النظام والحياة السياسية ستبقي كما هى بدون تغييرات كبيرة ونوعية . ثانيا : توغل وتغول الأجهزة الأمنية التابعة للمرشد الأعلى فى جسد المجتمع الإيراني غير معروفة للعالم الخارجي بالشكل الكامل ؛ وقد سلطت الضوء على صور وأشكال هذا التوغل و التغول من أصغر وأبسط الإختيارات لكافة المناصب وحتى أهم الإختيارات والقرارات بما فى ذلك التدخل فيما يقوله المدرسون فى المدارس والأساتذة فى الكليات والجامعات والمعاهد . ثالثا : توقعي أن المرشد الأعلى القادم سيكون (أغلب الظن) شخصا ليس بسطوة المرشديين الأول والثاني ؛ وهو ما سيفسح المجال أمام تحول المنصب الأقوي والأهم اليوم فى إيران لمنصب رمزي ؛ وهذا أمر قد يحدث هذه السنة أو بعد عشرين سنة . والأمر يتوقف على موعد زيارة ملك الموت (!) للسيد علي خامينئي ... وهو موعد لا أتوقعه شخصيا (من خلال معرفتي بالحالة الصحية للسيد خامينئي) قبل عشر سنوات من الآن . رابعا : إن فلولا من الشعب الإيراني تتجه اليوم لنقطة أبعد من التدين ؛ وإن كان ذلك لا يترجم لسلوك سياسي معارض للنظام . خامسا : أن جهاز المخابرات الأساس ليس هو جهاز المخابرات الفعال ؛ وبالمثل فإن الجيش النظامي ليس هو القوة العسكرية الأساس وإنما قوي الحرس الجمهوري ذات الولاء شبه الأعمي للمرشد الأعلي . سادسا : النظام الإيراني بحالته الراهنة صاحب مصلحة فى تهدئة التوتر مع الولايات المتحدة ولكنه ليس صاحب مصلحة فى الإنفتاح على العالم والتخلص من عوامل توحيد المجتمع وأهمها المشروع النووي وعداء البعض فى الخارج ؛ كما أنه غير مستعد وغير قابل لإنفتاح ثقافي على العالم . سابعا : النظام الإيراني يملك أوراق لعب عديدة وبالغة الحساسية والأهمية فى مواجهة خصوم النظام الإيراني مثل الدور والتواجد الإيرانيين فى جنوب العراق وجنوب لبنان وجنوب إسرائيل (غزة) وفى اليمن وفى التجمعات البشرية الشيعية فى المجتمعات الخليجية بوجه عام وداخل السعودية بوجه خاص .... ويمكن إضافة "التسلل الإيراني للسودان ومصر" .. وكلها أوراق كفيلة بتحقيق سريع وواسع الإشتعال. وبعض هذه الأوراق بالغة التعقيد ؛ وقد ضربت مثلا بالنفوذ الإيراني على حزب الله : فرغم أن الأسلحة والتدريب والتمويل كلها من إيران ؛ إلا أن القرار النهائي بخصوص ما يحدث وما لا يحدث مشترك بين إيران وسوريا. وضربت مثلا برغبة إيران أثناء الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان فى صيف 2006 أن يقوم حزب الله بإطلاق صواريخ إيرانية محددة كانت كفيلة بالوصول لتل أبيب وإحداث ترويع أكبر بين سكان ثاني أهم مدينة فى إسرائيل ؛ إلا أن ذلك لم يحدث لأن سوريا أمرت حزب الله بالإمتناع عن إطلاق هذه الصواريخ على تل أبيب تجنبا لمواجهة بين أسرائيل وسوريا يعلم الكل أن نهايتها كانت ستلحق كبير الأذى والهوان وضياع الهيبة بالطاووس السوري الذى تملك العسكرية الإسرائيلية أفضل مكن "مسح الأرض" به عسكريا . وفى هذا الحديث ؛ إستبعدت قيام الولايات المتحدة بأي هجوم عسكري على إيران ؛ على الأقل حتى بدايات 2013 ؛ وهو ما يعني توفر مزيد من الإستقرار النسبي فى منطقة الخليج ؛ وهو ما سيترجم إلى أشكال عديدة منها عدم تجاوز سعر برميل النفط نصف السعر الأعلي (50%) الذى بلغه فى سنة 2008 ؛ وهو ما سيعني إضعاف إيران (وبالمثل روسيا) وعدم توفر حرية الحركة الواسعة لهما كما تمثل الأمر فى صيف 2008 عندما مكن وصول سعر برميل النفط لمائة وخمسين دولارا أمريكيا روسيا وإيران من حرية اللعب فى أكثر من منطقة . وعندما كان السؤال حول إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة مدمرة لإيران ؛ قلت أنني لا أستبعد مثل هذه الضربة وخلال أقل من سنتين . وأضفت أن إسرائيل تستطيع وحدها توجيه ضربة لإيران تؤخرها (بالنسبة للقدرات النووية والحربية) لأكثر من عشر سنوات . كما أضفت أن نجاح إيران فى القيام بضربة مضادة مدمرة لإسرائيل "لن يحدث" لأن إيران لا تملك أدوات القيام بمثل هكذا ضربة مضادة ؛ كما أن إسرائيل تملك آليات صد كافة أنواع الصواريخ البلاستية ؛ ونقطة ضعفها الوحيدة (فى هذا المجال) هى فى مواجهة الصواريخ قصيرة المدي (التى يستعملها كل من حزب الله وحماس) ... وحتى هذا الخطر ؛ فإنني أعلم أنه من المنتظر أن تطور إسرائيل آليات التعامل معه قبل نهاية 2010 ؛ وهى تكنولوجيا تأخر نضجها فى إسرائيل لأن وزير دفاع سابق قبل 2006 كان قد أوقف بند ميزانيتها ... وبإختصار ؛ فقد كان محوركلماتي عن إيران أن إيران التى سيتعامل معها . أوباما وسائر العالم هى ذات إيران ؛ بإستثناء تعديلات طفيفة فى الأساليب واللغة ؛ وأقل من ذلك فى المواقف
#طارق_حجي (هاشتاغ)
Tarek_Heggy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دفاتر طارق حجي القديمة - مسألة ديكتاتورية البروليتاريا
-
من دفاتر طارق حجي القديمة : مسألة الدولة فى الفكر الماركسي.
-
من دفاتر طارق حجي القديمة : الماركسية - إلى أين ؟
-
برقية تلغرافية لكل لبناني حر ...
-
طارق حجي : من المؤلفات الأولي : الإقتصاد الماركسي .
-
شكر وإمتنان لموقع الحوار المتمدن وقراءه.
-
ماذا فعل 23 يوليو 1952 بمصر؟ (1)
-
عبقرية سعد زغلول .
-
هلوسات 1- 2
-
هلوسات ثقافية
-
مرة أخري (وليست أخيرة) : -عن مظالم الأقباط أكتب- ...
-
رسالة لوزير الأوقاف المصري .
-
الأحزاب الدينية : محض وهم ومخادعة
-
سجون الثقافة العربية : السجن الثالث : الرعب من الحداثة
-
سجون الثقافة العربية : السجن الثاني : المفاهيم السلبية الشائ
...
-
إصلاح التعليم : ماذا يعني ؟
-
سجون الثقافة العربية السجن الأول : الثقافة الدينية السامة.
-
هل من تفسير ؟
-
لو كنت كرديا من سوريا ... : سلسلة - لو كنت ..... - الحلقة ال
...
-
مرة أخرى: مسيحيو مصر (عرض لمرض مجتمع).
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|